اصطفى الله عز و جل سيدنا محمدا صلى الله عليه و سلم على كل خلقه و على جميع أنبيائه و رسله فشرح صدره و وضع وزره و رفع ذكره و أعلى قدره
زكاه الله في عقله فقال جل و علا:" مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ و ما غوى" النجم۲
زكاه في بصره فقال جل و علا:" مَا زَاغَ البَصَرُ وَ مَا طَغَى"النجم۱۷
زكاه جل و علا في فؤاده فقال:" مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى"۱۱النجم
زكاه في صدره فقال جل و علا:" أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ" الشرح۱
زكاه في ذكره فقال جلا و علا:" وَ رَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ" الشرح ٤
زكاه في طهره فقال جل و علا:" وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَك" الشرح ۲
زكاه في حلمه فقال جل و علا:" بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ"التوبة ۱۲۸
زكاه في علمه فقال جل و علا:" عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى" النجم ٥
زكاه كله فقال جل و علا:" وَ إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمْ" القلم ٤
فما من نبي ولا رسول إلا و نادى عليه ربنا جل و علا بإسمه المجرد إلا المصطفى صلى الله عليه و سلم ما نادى ربنا عليه في القرآن الكريم كله من أول الفاتحة إلى الناس بإسمه المجرد أبدا قال تعالى:" يَا آدَمُ اْسُكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الجَنَّةَ " البقرة ٣٥
قال تعالى:" يَاابْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا "الصافات ۱۰٥
قال تعالى:" اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا " هود ٤۸
قال تعالى:" يَا مُوسَى إِنَّي أَنَا اللهُ " القصص ٣۰
قال تعالى:" يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رَافِعُكَ إِلَيَّ " آل عمران ٥٥
قال تعالى:" يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ " مريم ۷
قال تعالى:" يَا يَحْيَى خُذِ الكِتَابَ بِقُوَّةٍ " مريم ۱۲
قال تعالى:" يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ " ص ۲٦
فلما نادى على نبينا قال:" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَ مُبَشِّرًا وَ نَذِيرًا٤٥وَ دَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَ سِرَاجًا مُنِيرًا " الأحزاب ٤٦
قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَايَحْزُنْكَ الذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الكُفْرِ " المائدة ٤۱
و نادى عليه بالصفة فقال:" يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلْ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلَا" المزمل ۲
قال تعالى:" يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرْ قُمْ فَأَنْذِرْ "المدثر ۲
و ما ذكر ربنا عز و جل إسم نبينا صلى الله عليه و سلم إلا و قرنه بصفة النبوة و الرسالة قال تعالى:" مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللِه "الفتح ۲۹, "وَ مَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ " آل عمران ۱٤٤ ," مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَ لَكِنْ رَسُولَ اللهِ " الأحزاب ٤۰
و هذه الآيات أرى أنها من أعظم الآيات القرآنية التي يكرم فيها ربنا عز و جل نبينا صلى الله عليه و سلم
بل ما أقسم الله على رسالة نبي من الأنبياء و لا رسول من الرسل إلا لنبينا صلى الله عليه و سلم فقال جل و علا:" يَسِ وَ القُرْآنِ الحَكِيمِ إِنَّكَ لمَنَ المُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " يس ٤
الله جل و علا يقسم على رسالة نبينا بل و أقسم بالضحى و الليل إذا سجى أنه ما ودعه و ما أجره و ما قلاه قال تعالى:" وَ الضُّحَى وَ اللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ مَا قَلَى وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُوْلَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى" الضحى ٥
بل و ما أقسم الله بحياة أحد إلا بحياة نبينا صلى الله عليه و سلم قال جل و علا:"لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونْ" الحجر ۷٦
فما أقسم الله قط إلا بحياة المصطفى و للخالق أن يقسم بما شاء من خلقه و ليس للمخلوق أن يقسم إلا بالخالق فلا تقسم بالنبي و لا بولي, و لا بأبيك , و لا بأمك , ولا أولادك , و لا بالنعم و إنما "من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت"
بل و من الله عليه بالشفاعة العظمى بالمقام المحمود قال تعالى:" وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا " الإسراء ۷۹
و أعطاه الكوثر قال تعالى:" إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوثَر" الكوثر ۱
و في الصحيحين من حديث أنس قال بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم بينما ذات يوم إذ أغفى إغفاءة ثم استيقظ و هو يبتسم فقال: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: نزلت علي آنفا سورة و قرأ سورة الكوثر ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟ قلنا: الله و رسوله أعلم قال: نهر في الجنة وعدنيه ربي عز و جل و في رواية مسلم من حديث أنس قال: " نهر في الجنة ماؤه أشد بياضا من الثلج و أحلى من العسل باللبن آنيته أكثر من نجوم السماء أسأل الله أن يسقينا من هذا الحوض شربة لا نضمأ بعدها أبدا إنه ولي ذلك و القادر عليه و إمتثالا من نبينا لأمر ربنا جل و علا أن يبلغ عن الله تبارك و تعالى بين لنا نبينا صلى الله عليه و سلم مكانته عند ربه فقال كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه:" فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم و نصرت بالرعب و أحلت لي الغنائم و جعلت لي الأرض طهورا و مسجدا و أرسلت إلى الخلق كافة و ختم بي النبيون" و في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه و سلم قال:" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة و أنا أول من ينشق عنه القبر و أنا أول شافع و مشفع" و في صحيح البخاري من حديث جابر بن عبد الله أنه صلى الله عليه و سلم قال: جاءت الملائكة إليه صلى الله عليه و سلم و هو نائم فقالت الملائكة:" إن لصاحبكم هذا مثلا فاضربوا له مثلا فقال بعضهم إنه نائم و قال بعضهم إن العين نائمة و القلب يقظان فقالوا: مثله كمثل رجل بنى دارا و جعل فيها مأدبة و و بعث داعيا فمن أجاب الداعية دخل الدار و أكل من المأدبة و من لم يجب الداعي لم يدخل الدار و لم يأكل من المأدبة قالوا: أولوها له يفقهها فقال بعضهم إنه نائم و قال البعض إن العين نائمة والقلب يقظان فقالوا: الدار الجنة و الداعي محمد صلى الله عليه و سلم فمن أطاع محمدا فقد أطاع الله و من عصى محمدا فقد عصى الله و محمد فرق بين الناس"
فلا يعرف قدر النبي إلا الرب العلي و لو اجتمع أهل الأرض ليقللوا من قدره ما استطاعوا لأنهم لم يتمكنوا أن يقللوا من قدر من أعلى الله قدره و لو اجتمع أهل الكفر في الدنمارك أو في غيرها.. من بلدان الأرض لينالوا من ذكره ما استطاعوا و لن يستطيعوا أن ينالوا من ذكر من أعلى الله ذكره لا في الدنمارك فحسب بل في كل مكان.