منتديات الاحلام2

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الاحلام2

منتدى اسلامى شامل

تنبيه هام لكل الزوار عندما ترغب فى التسجيل معنا بعد ما تقوم بعمليه التسجيل تاكد من تفعيل عضويتكم عبر الرساله التى تصل الى الميل واهلا بكم فى المنتدى ونتمنى لكم قضاء وقت عامر بطاعة المولى عزوجل

    الاسره السعيده فى الاسلام

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 3 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:21 pm

    الآداب عند الخلاف (3-7)
    ضرورة الإصلاح بين المختلفين ، وله ثواب عظيم قال سبحانه ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً )(1)، وقال تعالى ( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين )(2).
    وعلّق سبحانه حصول الرحمة بالحفاظ على الأخوة والإصلاح بينهم فقال ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون )(3).
    وكذا المغفرة فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال انظروا هذين حتى يصطلحا ، انظروا هذين حتى يصطلحا )(4).
    وقال عليه الصلاة والسلام مثبتاً الخيرية لمن ابتدأ الصلح والسلام ( لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ، يلتقيان فيعرض هذا ، ويعرض هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام )(5).
    يتبع في الحلقة القادمة

    (1) سورة النساء آية 114 .
    (2)
    سورة الأنفال آية 1 .
    (3)
    سورة الحجرات آية 10 .
    (4)
    أخرجه مسلم ك البر والصلة باب النهي عن الشحناء 16/ 122 مع شرح النووي .
    (5)
    أخرجه البخاري باب الهجرة ... ح5727-5/2256 ، ومسلم باب تحريم الهجر ح 2560-

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 3 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:25 pm

    الآداب عند الخلاف (4-7)
    تقوى الله تعالى والحذر من الظلم والإنصاف ، وعدم إساءة الظن ، فأحياناً كثيرة يوقع الخلاف الإنسان في الظلم نتيجة الرغبة في التشفي والانتقام ، ولذلك أكّد الإسلام على مسألة العدل والحذر من الوقوع في الظلم والإنصاف من النفس والأقربين فقال سبحانه ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون )(1) ، وقال عليه الصلاة والسلام ( إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ، وأقضي له على نحو ما أسمع ، فمن قضيت له من حق أخيه شيئاً فلا يأخذ فإنما أقطع له قطعة من النار )(2).
    ولقد ضرب لنا الصحابة رضي الله عنهم في ذلك أروع الأمثلة نقتصر على ذكر ثلاثة منها ؛ الأول لما وقعت حادثة الإفك سأل النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، فكان ممن سأل زينب بنت جحش ، قالت عائشة رضي الله عنهما ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب بنت جحش عن أمري ، فقال : يا زينب ما علمت ، ما رأيت ؟ فقالت : يا رسول الله أحمي سمعي وبصري والله ما علمت عليها إلا خيراً ، قالت : وهي التي كانت تساميني فعصمها الله بالورع )(3) .
    والثاني أن سعداً وخالداً رضي الله عنهما كان بينهما كلاماً فذهب رجل يقع في خالد عند سعد ، فقال : مه ، إن ما بيننا لم يبلغ ديننا(4).
    والثالثة ما رواه أبو الدرداء رضي الله عنه قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذاً بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أما صاحبكم فقد غامر "، فسلم وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت ، فسألته أن يغفر لي فأبى علي ، فأقبلت إليك ، فقال :" يغفر الله لك يا أبا بكر " ثلاثاً ، ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل : أثم أبو بكر ؟ فقالوا : لا ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم ، فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه ، فقال : يا رسول الله والله أنا كنت أظلم مرتين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال أبو بكر صدق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي مرتين فما أوذي بعدها )(5).
    يتبع في الحلقة القادمة

    (1) سورة المائدة آية 8 .
    (2)
    أخرجه البخاري باب إذا غصب جارية فزعم أنها ماتت ... ح6566-6/2555 .
    (3)
    أخرجه البخاري باب تعديل النساء بعضهن بعضاً ح 2518-2/942 .
    (4)
    انظر كتاب الصمت وحفظ اللسان لابن أبي الدنيا ص246 .
    (5)
    أخرجه البخاري باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لو كنت متخذاً خليلاً ) ح 3461-3/1339 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 3 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:26 pm

    الآداب عند الخلاف (5-7)
    التماس العذر للمخالف ، فقد يكون للمخالف عذراً لا تعلمه وأنت تلومه وتعتب عليه وسأقتصر على ذكر مثالين على ذلك:
    الأول : عن عباد بن شراحيل لما أصابته سنة – أي مجاعة – قال : [ قدمت مع عمومتي المدينة فدخلت حائطاً من حيطانها ، ففركت من سنبله – وفي رواية فأكلت وحملت في ثوبي - ، فجاء صاحب الحائط فأخذ كسائي وضربني ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستعدي عليه ، فأرسل إلى الرجل فجاءوا به ، فقال ( ما حملك على هذا ؟) فقال : يا رسول الله إنه دخل حائطي ، فأخذ من سنبله ففركه , فقال رسول الله ( ما علمته إذ كان جاهلاً ، ولا أطعمته إذ كان جائعاً اردد عليه كساءه ) وأمر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوسق أو نصف وسق ](1).
    والموقف الثاني : عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال :[ مررت بعثمان بن عفان في المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه مني ثم لم يرد علي السلام ، فأتيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، فقلت : يا أمير المؤمنين هل حدث في الإسلام شيء مرتين ؟ قال : لا ، وما ذاك ؟ قلت : لا إلا أني مررت بعثمان آنفاً في المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه مني ولم يرد علي السلام ، قال : فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه ، فقال : ما منعك أن لا تكون رددت على أخيك السلام ؟ قال عثمان : ما فعلت . قال سعد قلت : بلى . قال : حتى حلف وحلفت . قال : ثم إن عثمان ذكر فقال : بلى وأستغفر الله وأتوب إليه ، إنك مررت بي آنفاً وأنا أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله ، لا والله ما ذكرتها قط إلا تغشى بصري وقلبي غشاوة . قال قال سعد : فأنا أنبئك بها ؛ إن رسول الله ذكر لنا أول دعوة ثم جاء أعرابي فشغله حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته ، فلما أشفقت أن يسبقني إلى منزله ضربت بقدمي الأرض ، فالتفت إلي رسول الله قال ( من هذا أبو إسحاق ؟! ) قال قلت : نعم يا رسول الله . قال ( فمه ؟) قال قلت : لا والله يا رسول الله إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة ثم جاء هذا الأعرابي فشغلك . قال ( نعم ، دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ؛ فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له ) ](2).
    يتبع في الحلقة القادمة

    (1) أخرجه أبو داود باب في ابن السبيل يأكل من التمر .. ح 2620-3/39 ، والنسائي واللفظ له باب الاستعداء ح 5409-8/240 ، وابن ماجه ح 2620-5/111 ، وأحمد ح 17556-4/166، والحاكم ك الأطعمة ح 7182-4/148 وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، والوسق مقياس ويقدر بـ ستون صاعاً . انظر النهاية 5/184 .
    (2)
    أخرجه أحمد ح 1462-1/170 قال الأرناؤوط : إسناده حسن .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 3 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:28 pm

    الآداب عند الخلاف (6-7)
    الرفق بالمخالف ومراعاة شعوره ؛ فإن للمشاعر تأثير كبير على تصرفات الإنسان ، وقد تدفعه هذه المشاعر إلى سلوك خاطئ ، ثم ينتبه لخطئه حين يفيق من تأثير هذا الشعور ؛ فالمرأة التي مرّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي عند قبر ، فقال لها ( اتقي الله واصبري ) قالت : إليك عني فإنك لم تُصب بمصيبتي – وهي لم تعرفه – سكت ومضى ، وحينما علمت أنه رسول الله وأتته تريد الاعتذار فقالت : لم أعرفك ، لم يعتب على جوابها له وإنما أرشدها فيما بدر منها من الجزع عند المصيبة ، فقال ( إنما الصبر عند الصدمة الأولى )(1).
    وهذا حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه لما خاف على أهله بعث إلى أهل مكة يخبرهم بغزو النبي صلى الله عليه وسلم ليحمي بذلك قرابته بمكة ، فلما علم بذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( يا حاطب ما هذا ؟ قال : يا رسول الله ، لا تعجل علي ، إني كنت امرءاً مُلصقاً في قريش – يقول: كنت حليفاً – ولم أكن من أنفسها ، وكان من معك من المهاجرين من لهم بها قرابات يحمون أهليهم وأموالهم ، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن اتخذ عندهم يداً يحمون قرابتي ، ولم أفعله ارتداداً عن ديني ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إنه قد صدقكم ... )(2)، فقدّر النبي صلى الله عليه وسلم وضعه وقبل عذره رغم أن من الصحابة من غضب وأعدّه منافقاً وأراد ضرب عنقه .
    يتبع في الحلقة القادمة

    (1) أخرجه البخاري باب زيارة القبور ح 1223-1/430 ، ومسلم باب في الصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى ح926-2/637 .
    (2)
    أخرجه البخاري ك المغازي باب غزوة الفتح ح4274 – 7/519 مع الفتح .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 3 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:29 pm

    الآداب عند الخلاف (7-7)
    1-
    عدم الاستخفاف بالمخالف أو احتقاره وانتقاصه ، قال سبحانه ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيراً)(1).
    2-
    الهدف من الحوار الحق وليس الانتصار ، وكثيراً ما يتحاور المختلفين ويتجادلون ليثبت كل منهم أنه على الحق دون الآخر ، وربما يلجأ إلى رفع الصوت والقوة لينتصر على خصمه ، ناسياً أو متناسياً الإتيان بالأدلة والبراهين التي تثبت أنه على الحق ؛ لهذا ليعلم المسلم أنه قد يخطئ وقد يصيب ، وليس هو بمعصوم من الخطأ ، فقد يكون الصواب مع أخيه ، لذا ينبغي أن يكون القصد في الحوار ابتغاء مرضات الله تعالى في إظهار الحق .
    3-
    الاحتكام إلى الكتاب والسنة قال سبحانه ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً )(2).
    يتبع في الحلقة القادمة

    (1) سورة النساء آية 94 .
    (2)
    سورة النساء آية 59 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 3 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:30 pm

    الخلق مع المخالف غير المسلم (1-4)
    ونقصد بغير المسلم هنا الكافر أياً كان معتقده ، الذي يقيم بين ظهراني المسلمين مسالماً لهم، والخلق معهم يتعلق بأربعة أمور هي ما يلي :
    الأمر الأول/ المحبة:
    قال الله تعالى ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادَّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ... )(1) فلا تجوز محبة الكافر والتودد إليه ، ولا اتخاذه صديقاً ، إلا المحبة الفطرية كمحبة الوالد المسلم لولده الكافر وعكسه محبة الولد المسلم لوالده الكافر ، والزوج المسلم لزوجته الكتابية ، وكذا محبة كل قريب مسلم لقريبه الكافر .
    يتبع في الحلقة القادمة

    (1) سورة المجادلة آية 22 . وانظر تفسير السعدي للآية .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 3 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:31 pm

    الخلق مع المخالف غير المسلم (2-4)
    الأمر الثاني/ الصلة والإحسان:
    وفيه مسائل :
    1- تستحب صلة الكافر إذا كان قريباً أو جاراً للمسلم ، بالهدية والزيارة ، ونحوهما ، دون أن يؤدي ذلك إلى الإضرار بالمسلم ، أو فتنته عن دينه ، لقوله تعالى ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً )(1).
    2-
    تجب النفقة على القريب الكافر المحتاج شأنه شأن القريب المسلم ، لقوله تعالى ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) إلى قوله ( فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا)(2) ، فالإنفاق على الوالدين حال فقرهما من أحسن وجوه الإحسان ، والتأذي بترك النفقة عليهما عند عجزهما أكثر من تأذيتهما بكلمة أف ، فكان النهي عن التأفيف نهياً عن ترك النفقة من باب أولى(3). وهكذا كل قريب تجب نفقته (4).
    3-
    يجوز صلة الكافر بالهدية والزيارة والعيادة والتلطف بالكلام معه والتهنئة بغير ما يختص بشعائر دينه – كتهنئته بزوجة أو ولد ونحو ذلك - لترغيبه في الإسلام ، أو كفِّ شرِّه ، ونحوها من المصالح الشرعية (5)، لقوله تعالى ( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )(6).
    وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ، فقعد عند رأسه ، فقال له ( أسلم ) فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له : أطع أبا القاسم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول ( الحمد لله الذي أنقذه بي من النار )(7) .
    4-
    السلام(8)، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام ، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه )(9) ، يدل الحديث على كراهة ابتدائهم بالسلام لغير حاجة من دعوة للإسلام أو ترغيب فيه ونحو ذلك ، فالنبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى ملوك الكفار وابتدأ كتبه بـ سلام على من اتبع الهدى .
    فإن ابتدأ الكافر بالسلام ردّ عليه المسلم بقوله وعليكم لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا سلّم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم )(10).
    ولكن لايعني هذا عدم تحيته فيحييه ولكن بغير السلام مثل صباح الخير ، ومساء الخير ونحو ذلك ، وهذا يدل على أن مايفهمه كثير من الناس عن هذا الحديث من ترك التحية وجفاء الخلق فهذا غير صحيح ، فالصواب هو تحيتهم ومعاملتهم بالحسنى كما سبق في الإحسان إليهم .
    يتبع في الحلقة القادمة

    (1) سورة لقمان آية 15 .
    (2)
    سورة الإسراء آية 23 .
    (3)
    انظر الموالاة والمعاداة للجلعود 2/806 .
    (4)
    انظر أحكام أهل الذمة ص291،292 .
    (5)
    انظر الموالاة للجلعود 2/730 ، فتح الباري 3/219 و10/119 ، وأحكام أهل الذمة ص149-154 .
    (6)
    سورة الممتحنة آية 8 .
    (7)
    أخرجه البخاري ك الأدب ح5657 -10/119 مع فتح الباري .
    (8)
    انظر أحكام أهل الذمة ص143 وما بعدها ، والموالاة 2/726 .
    (9)
    أخرجه مسلم ك السلام باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام 14/148.
    (10)
    أخرجه البخاري ك استتابة المرتدين ح6926 -12/280 ، ومسلم ك السلام باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام 14/144 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 3 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:33 pm

    الخلق مع المخالف غير المسلم (3-4)
    الأمر الثالث/ عدم إيذاءهم بأي نوع من الأذى ما داموا على العهد:
    قال عليه الصلاة والسلام ( من قتل نفساً معاهدة لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً )(1) .
    شرح الحديث :
    (
    من قتل معاهداً ) المراد به من له عهد مع المسلمين سواء كان بعقد جزية أو هدنة من سلطان أو أمان من مسلم .
    (
    لم يرح رائحة الجنة ) بفتح أوليه على الأشهر وقد تضم الياء وتفتح الراء وتكسر ، والمعنى أنه لم يشم رائحة الجنة ولم يجد ريحها ، ولم يرد به أنه لا يجدها أصلاً ؛ بل أول ما يجدها سائر المسلمين الذين لم يقترفوا الكبائر توفيقاً بينه وبين ما تعاضدت به الدلائل النقلية والعقلية على أن صاحب الكبيرة إذا كان موحداً محكوماً بإسلامه لا يخلد في النار ولا يحرم من الجنة ، وقيل المراد التغليظ .
    (
    وإن ريحها يوجد ) جملة حالية أي والحال أن ريح الجنة توجد من مسيرة أربعين خريفاً أي عاماً ، وفي رواية سبعين عاماً ، وفي أخرى مائة عام ، وجمع بأن ذلك بحسب اختلاف الأشخاص والأعمال وتفاوت الدرجات فيدركها من شاء الله من مسيرة ألف عام ، ومن شاء من مسيرة أربعين عاماً .
    قال ابن بطال: أما الأربعون فهي أقصى أشد العمر في قول الأكثرين فإذا بلغها ابن آدم زاد عمله ويقينه واستحكمت بصيرته في الخشوع لله تعالى على الطاعة والندم على ما سلف فهذا يجد ريح الجنة على مسيرة أربعين عاماً ، وأما السبعون فهي حد المعترك ويعرض للمرء عندها من الخشية والندم لاقتراب أجله فيجد ريح الجنة من مسيرة سبعين عاماً.
    وقال الكرماني: يحتمل أن لا يكون العدد بخصوصه مقصوداً بل المقصود المبالغة في التكثير ولهذا خص الأربعين والسبعين .
    وقال ابن حجر: والذي يظهر لي في الجمع أن يقال إن الأربعين أقل زمن يدرك به ريح الجنة مَن في الموقف والسبعين فوق ذلك أو ذكرت للمبالغة .
    ويستفاد من الحديث : أن قتل المعاهد كبيرة من الكبائر للوعيد الوارد في الحديث ، لكن لا يلزم منه قتل المسلم به ، للاقتصار في أمره على الوعيد الأخروي دون الدنيوي(2) ، إلا إذا رأى ولي الأمر ذلك من باب التعزير .
    وكذا ينهى عن السب والشتم وتكليف ما لا يطاق ، لأن ذلك يتنافى مع مكارم الأخلاق.
    يتبع في الحلقة القادمة

    (1) أخرجه البخاري ك الجزية والموادعة باب إثم من قتل معاهداً بغير جرم ح3166-6/269 مع الفتح وانظر شرحه في فتح الباري .
    (2)
    انظر : النهاية في غريب الحديث 2/658 ، غريب الحديث لابن سلام 1/115 ، تحفة الأحوذي 4/548 ، عمدة القاري 22/367 ، فتح الباري 12/259 ، فيض القدير 6/251 ، مرقاة المفاتيح 11/11 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 3 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:34 pm

    الخلق مع المخالف غير المسلم (4-4)
    الأمر الرابع / أحكام المعاملات مع الكفار(1):
    يجوز التعامل معهم بالبيع والشراء والإجارة ونحوه .
    عن عائشة رضي الله عنها ( أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى طعاماً من يهودي إلى أجل ورهنه درعه من حديد )(2).
    أما استئجارهم ، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استأجر رجلاً مشركاً كما في حديث الهجرة ليدلّه على الطريق .
    أما تأجير المسلم نفسه لكافر بمعنى أن يعمل لكافر ، فهو جائز ؛ إذا لم يكن العمل يتضمن تعظيم دينه ، أو فعل محرم ، ولم تكن الإجارة للخدمة ، لما فيها من إذلال للمسلم وإهانة له تحت يد الكافر . وقد آجر علي رضي الله عنه نفسه من يهودي يستقي له كل دلو بتمرة ، وأكل النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك التمر(3) .

    (1)
    انظر أحكام أهل الذمة ص197 وما بعدها ، والموالاة للجلعود .
    (2)
    أخرجه البخاري ك الرهن باب من رهن درعه ح2509-5/143 مع الفتح .
    (3)
    أخرجه أحمد في المسند ح687 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 3 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:37 pm

    الخلق مع البيئة (1-7)
    المقصود بالبيئة :
    هي الموضع والمكان والمنزل(1) ، وبمعنى آخر كل ما يحيط بالإنسان من جماد ونبات وحيوان .
    خلق التعامل مع البيئة :
    شمل النظام الأخلاقي في الإسلام التعامل مع البيئة ، ووضع لها أسساً تحقق الانتفاع بالبيئة مع الحفاظ عليها ، وهذه الأسس ما يلي :
    أولاً : الاستفادة من البيئة وما تحويه وفق شرع الله تعالى فالله سبحانه سخّر الكون للإنسان ليستفيد منه ، قال الله تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم …)(2)، وقال ( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه...)(3)، وله صور:
    1) الاستفادة من الحيوان وفق ما أباح الله تعالى:
    منها ما أباح الله الانتفاع به من كل وجه ؛ أكله ، وشرب لبنه ، وركوبه ، والاستفادة من شعره أو وبره ...ونحوه ، قال سبحانه (وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ، وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ، وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ، وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ )(4)، وقال (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ )(5)، ومنها ما أباح الله ركوبه دون أكله ، كالبغال والحمير الأهلية ، قال سبحانه (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ )(6) عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية (7).
    ومنها ما أباح استخدامها في الصيد والحراسة فقط وهي الكلاب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من أمسك كلبا فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط إلا كلب حرث أو ماشية أو صيد )(8) .
    ومنها ما حرّم الاستفادة منها من كل وجه وهي الخنازير ، قال الله تعالى (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْق …)(9) .
    يتبع في الحلقة القادمة

    (1) انظر الصحاح في اللغة 1/57 ، القاموس المحيط 1/43 ، تاج العروس 1/82 .
    (2)
    سورة البقرة آية 29 .
    (3)
    سورة الجاثية آية 13 .
    (4)
    سورة النحل من آية 5-8 .
    (5)
    سورة النحل آية 80 .
    (6)
    سورة النحل آية 80 .
    (7)
    أخرجه البخاري بابغزوة خيبر ح3980-4/1544 ، ومسلم باب تحريم أكل لحم الحمر الإنسية ح5119-6/63 .
    (8)
    أخرجه البخاري باب اقتناء الكلب للحرث ح2196-2/817 ، وأخرجه مسلم بنحوه عن ابن عمر باب الأمر بقتل الكلاب ..ح4107-5/37 .
    (9)
    سورة المائدة آية 3 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 3 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:38 pm

    الخلــق مع البيئة ( 2- 7 )
    1/
    الاستفادة من النبات:
    قال الله تعالى (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُون الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُون )(1)، وقال ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ )(2)، وقال سبحانه (أَمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أإله مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُون )(3) .
    يتبع في الحلقة القادمة

    (1) سورة يس آية 80 .
    (2)
    سورة السجدة آية 27 .
    (3)
    سورة النمل آية 60 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 3 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:39 pm

    الخلــق مع البيئة ( 3- 7 )
    1)
    الاستفادة من البحر:
    قال الله تعالى (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(1) ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ وَنَحْمِلُ مَعَنَا الْقَلِيلَ مِنَ الْمَاءِ فَإِنْ تَوَضَّأْنَا بِهِ عَطِشْنَا أَفَنَتَوَضَّأُ بِمَاءِ الْبَحْرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ »(2).
    2)
    الاستفادة من البر:
    قال الله تعالى ( والله جعل لكم مما خلق ظلالاً وجعل لكم من الجبال أكناناً ...)(3) ، وقال (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ )(4) ، قال تعالى (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُور )(5) .
    يتبع في الحلقة القادمة

    (1) سورة النحل آية 14 .
    (2)
    أخرجه أبو داود باب الوضوء بماء البحر ح83-1/31 قال محققه الألباني:صحيح ، والترمذي باب ماء البحر إنه طهور ح69-1/100 وقال : حديث حسن صحيح ، والنسائي في السنن الكبرى ذكر ماء البحر والوضوء منه ح58-1/75 ، وابن ماجه باب الوضوء بماء البحر ح386-1/136 قال محققه الألباني : صحيح ، والدارمي باب الوضوء من ماء البحر ح729-1/201 قال محققه حسين سليم أسد : إسناده صحيح ، وابن حبان في صحيحه باب المياه ح1243-4/49 قال محققه شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح ، وأحمد ح7232-2/237 .
    (3)
    سورة النحل آية 81 .
    (4)
    سورة الأعراف آية 74 .
    (5)
    سورة الملك آية 15.

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 3 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:40 pm

    الخلــق مع البيئة (4-7)
    ثانياً/ الاستفادة منها بقدر الحاجة وعدم الإسراف:
    الإسراف مذموم في كل شيء ، لا سيما في الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي فلا حياة بدونه ، وقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الإسراف في الماء وإن كان في الوضوء ، عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إِنَّهُ سَيَكُونُ فِى هَذِهِ الأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِى الطُّهُورِ وَالدُّعَاءِ )(1).
    وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بسعد وهو يتوضأ . فقال ( ما هذا الإسراف ؟ ) فقال أفي الوضوء إسراف ؟ قال ( نعم . وإن كنت على نهر جار )(2).
    وكذا الإسراف مذموم في سائر النعم من زروع وثمار وأنعام ، قال الله تعالى (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ، وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ )(3)
    وهذا إعلام من الله تعالى للناس بما أنعم به عليهم من فضله ، بذكر أنواع من الزروع والثمار والأنعام ، وتعريفٌ منه سبحانه لهم ما أحلَّ وحرَّم ؛ فنهاهم عن الإسراف في الأكل، بمجاوزة الحد والعادة، والإسراف في إخراج حق الزرع بحيث يخرج فوق الواجب عليه، ويضر نفسه أو عائلته أو غرماءه، ونهاهم عن إتباع الشيطان بتحريم ما أحلّ الله أو تحليل ما حرّم الله ، أو الإسراف والتبذير ...(4)
    يتبع في الحلقة القادمة

    (1) أخرجه أبو داود باب الإسراف في الوضوء ح96-1/36 وقال محققه الألباني : صحيح ، والبيهقي في السنن الكبرى باب النهي عن الإسراف في الوضوء ح983-1/196 . ومعنى يعتدون : يخرجون فيه عن الوضع الشرعى والسنة المأثورة .
    (2)
    أخرجه ابن ماجه باب كراهية الإسراف ح425-1/147 ، قال البوصيري في الزوائد : إسناده ضعيف . لضعف حيي بن الله وابن لهيعة ، وقال محقق سنن ابن ماجه الألباني : ضعيف .
    (3)
    سورة الأنعام آية 141 و142 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 3 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:41 pm

    الخلــق مع البيئة (5-7)
    ثالثاً : حماية البيئة
    وحماية البيئة والحفاظ عليها يكون بأمور منها ما يلي :
    1)
    النهي عن إهلاك الحرث والنسل ، قال الله تعالى ( وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَاد ) (1). وإهلاك الحرث أي الزرع بإحراقه. وإهلاك النسل بقتل الحيوان ، وهذا كله من الفساد الذي لا يحبه الله (2) .
    فلا يقطع الأشجار أو يحرقها لغير حاجة ، ولا يقتل الحيوانات عبثاً لغير هدف ، لكن له أن يدفع عن نفسه ضررها إن كانت تضرّ به بحسب ما يندفع به سواء بقتل ، أو إبعاد .
    2)
    النهي عن قضاء الحاجة في الطرقات وفي ظل الناس وموارد الماء ، عن أبي هريرة: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " اتقُوا اللاعنيْن! قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلّى في طريق الناس أو ظلّهمْ "(3)، زاد في حديث آخر (الموارد) ، فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( اتَّقُوا الْمَلاَعِنَ الثَّلاَثَ الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ وَالظِّلِّ )(4).
    ومعنى قوله (اللاعنيْن) بفتح النون أي: الأمرين الجالبين للعن ، وذلك أن من فعلهما لُعن وشُتم ، فلما صارا سبباً لذلك أضيف إليهما الفعل، فكان كأنهما اللاعنان .
    و (الملاعن) جمع مَلْعنة وهي الفِعلة التي يُلعن بها فاعلها .
    ومعنى قوله (الذي يتخلى) أي: الرجل الذي يتفرغ لقضاء حاجته في طريق الناس .
    قوله (أو ظلهم) أي: أو الذي يتخلى في ظل الناس، والمراد به مستظل الناس الذي اتخذوه مقيلاً ومناخاً ينزلونه، وليس كل ظل يحرم القعود للحاجة تحته ، وقيس به موضع الشمس في الشتاء .
    ومعنى قوله (الموارد) المجاري والطرق إلى الماء .
    قَوْله ( وَقَارِعَة الطَّرِيق ) أعلاه أو جادته أو وسطه أو صدره أو ما برز منه فكلها متقاربة مشتقة من القرع أي الضرب فهي مقرعة بالقدم (5)
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَبُلْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لاَ يَجْرِي ثُمَّ تَغْتَسِلُ مِنْهُ » (6). وعَنْ جَابِر عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ ) (7)
    قوله ( الماء الدائم الذي لا يجري ) و ( الماء الراكد ) يدل على أن النهى في بعض المياه للتحريم وفي بعضها للكراهة ؛ فإن كان الماء كثيراً جارياً لم يحرم البول فيه لمفهوم الحديث ولكن الأولى اجتنابه ، وإن كان قليلاً جارياً يحرم على الصحيح لأنه يُقذِّره ويُنجسه ، وإن كان الماء كثيراً راكداً ففيه خلاف والقول بتحريمه أولى لأن النهي يقتضي التحريم ، ولأنه يُقذِّره وربما أدى إلى تنجيسه (8)
    يتبع في الحلقة القادمة

    (1) سورة البقرة آية 205 .
    (2)
    انظر تنوير المقباس من تفسير ابن عباس ، تفسير الطبري 4/240 ، وتفسير البغوي 1/236 .
    (3)
    أخرجه مسلم ك الطهارة باب: النهي عن التخلي في الطرق والظلال (269/68)
    (4)
    أخرجه أبو داود باب المواضع التي نهى النبي عن البول فيها ح26-1/11 وقال محققه الألباني: حديث حسن ، وابن ماجه باب النهي عن الخلاء على قارعة الطريق 328-1/119 قال في الزوائد إسناده ضعيف ومتن الحديث أخرجه أبو داود من طريق آخر
    (5) انظر حاشية السندي على ابن ماجه 1/304 ، شرح سنن أبي داود 1/97 ، وحاشية السندي على ابن ماجه 1/304 ، وسبل السلام 1/75 ، والنهاية في غريب الحديث 4/511 ، وفيض القدير 1/178 .
    (6)
    أخرجه مسلم باب النهي عن البول في الماء الراكد ح683-1/162 .
    (7)
    أخرجه مسلم باب النهي عن البول في الماء الراكد ح681-1/162 .
    (8)
    انظر شرح النووي على صحيح مسلم 3/187 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 3 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:42 pm

    الخلــق مع البيئة (6-7)
    تابع حماية البيئة
    3) إماطة الأذى عن الطريق
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ)(1
    ).
    قال ابن حجر : ( ومعنى كون الإماطة صدقة أنه تسبب إلى سلامة من يمر به من الأذى فكأنه تصدق عليه بذلك فحصل له أجر الصدقة وقد جعل النبي _ صلى الله عليه وسلم _ الإمساك عن الشر صدقة على النفس )(2 )
    وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    (
    عُرِضَت عَليَّ أعمالُ أُمَّتي حَسَنها وسَيِّئها فَوجَدتُ في مَحاسن أعمالِها إِماطةَ الأذَى عنِ الطَّريقِ ، ووجدتُ في مساوىءِ أعمالِها النُّخامةَ تَكون في المسجدِ لا تُدْفَن )(3)
    أي النخامة التي تخرج من الفم ، والمراد البصاق وكل أذى يخرج من الفم ، قال النووي: ظاهره أن الذم لا يختص بصاحب النخامة بل يدخل فيه كل من رآها ولا يزيلها(4 )
    وعن أبي برزة رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، علمني شيئًا لعل الله -عز وجل- أن ينفعني به، أو عسى الله -عز وجل- أن ينفعني به، قال: (اُنظُرْ مَا يُؤْذي النَّاسَ فَاعْزِله عَنْ طَريقِهم، أو عنْ طريقِ النَّاسِ)(5).
    يتبع في الحلقة القادمة

    ( 1 ) أخرجه البخاري باب إماطة الأذى عن الطريق ، ومسلم باب شعب الإيمان ح162-1/46 واللفظ له .
    ( 2 )
    فتح الباري 5/114 .
    ( 3 )
    أخرجه ابن خزيمة باب النهي عن البزاق في المسجد ح1308-2/276 ، وابن حبان باب المساجد ح1641-4/519 واللفظ له . قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
    ( 4 )
    انظر فيض القدير 4/413 بتصرف .
    ( 5 )
    أخرجه مسلم ك البر والصلة ح45-4/2021 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 3 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:42 pm

    الخلــق مع البيئة (7-7)
    رابعاً : عمارة البيئة
    1) الاهتمام بالنبات
    عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة ) (1)، وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة(2) فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها ) (3).
    والمعنى ( أنه مبالغة في الحث على غرس الأشجار وحفر الأنهار لتبقى هذه الدار عامرة إلى آخر أمدها المحدود المعدود المعلوم عند خالقها فكما غرس لك غيرك فانتفعت به فاغرس لمن يجئ بعدك لينتفع وإن لم يبق من الدنيا إلا صبابة ) (4).
    2)
    الاهتمام بالحيوانات
    وعدم ظلمها أو إيذائها ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ) (5) ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بينا رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقى فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له ) قالوا يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجراً ؟ قال ( في كل كبد رطبة أجر ) (6).
    3)
    الاهتمام بالأرض
    عن عائشة رضي الله عنها : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أعمر أرضاً ليست لأحد فهو أحق به ) قال عروة قضى به عمر رضي الله عنه في خلافته (7).
    انتهى بحمد الله
    د . إلهام بدر الجابري

    (1) أخرجه البخاري باب فضل الزرع والغرس ..ح2195-2/817 ، ومسلم باب فضل الغرس والزرع ح4055-5/28 .
    (2)
    الفسيلة هي النخلة الصغيرة . انظر فيض القدير 3/40 .
    (3)
    أخرجه البخاري في كتابه الأدب المفرد باب اصطناع المال ح479-1/168 قال محققه الألباني: صحيح ، وعبد بن حميد في مسنده ح1216-1/366 ، والبزار في مسنده - البحر الزخار ح7408-2/355 .
    (4)
    فيض القدير 3/40 .
    (5)
    أخرجه البخاري باب ( أم حسبت أن أصحاب الكهف ) ح3295-3/1284 ، ومسلم باب تحريم قتل الهرة ح5989-7/43 .
    (6)
    أخرجه البخاري باب فضل سقي الماء ح2234-2/833 ، ومسلم باب فضل سقي البهائم المحترمة ح5996-7/44 .
    (7)
    أخرجه البخاري باب من أحيا أرضاً مواتاً ح2210-2/823 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 3 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:44 pm

    سلامة الصدر (1-3)
    الحمد لله ب العالمين والصلاة والسلام على والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين..وبعد
    فقد حرص الإسلام حرصًا شديدًا على تأليف قلوب أبناء الأمة بحيث تشيع المحبة وترفرف رايات الألفة والمودة، وتزول العداوات والشحناء والبغضاء والغل والحسد والتقاطع . ولهذا امتن الله على المؤمنين بهذه النعمة العظيمة فقال: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) [آل عمران:103].
    بل امتن على نبيه صلَى الله عليه وسلم بأن أوجد له طائفة من المؤمنين تألفت قلوبهم: (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) [الأنفال:62، 63].
    وحتى تشيع الألفة والمودة لابد من سلامة الصدور، ونقصد بسلامة الصدور طهارتها من الغل والحقد والبغي والحسد. (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)
    والحديث عن هذه القضية وهذا الخلق حديث مهم وتذكير لابد منه في وقت انشغل أكثر الناس بالظواهر واستهانوا بأمر البواطن والقلوب مع أن الله تعالى لا ينظر إلى الصور ولا إلى الأجساد، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال، ولأن الله تعالى قد علَّق النجاة يوم القيامة بسلامة القلوب: [الشعراء:88، 89]
    والقلب السليم هو القلب السالم من الشرك والغل والحقد والحسد وغيرها من الآفات والشبهات والشهوات المهلكة.
    ثم إن رسول الله صَلى الله عليه وسلم يقول: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام" [البخاري].
    فضل سلامة الصدر ومنزلتها عند الله تعالى:
    1-
    يا صاحب القلب السليم أنت من صفوة الله المختار فقد سألوا رسول الله صَلى الله عليه وسلم عن أفضل الناس، فقال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان". قالوا: صدوق اللسان نعرفه؛ فما مخموم القلب؟ قال: "التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد"(1).
    2-
    ثم نقول: إن سلامة الصدر سببٌ من أعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة قال صلى الله عليه وسلم:" تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال انظروا هذين حتى يصطلحا ، انظروا هذين حتى يصطلحا ) (2). فانظر كم يضيع على نفسه من الخير من يحمل في قلبه الحقد والحسد والغل؟!!
    3-
    سلامة الصدر طريق إلى الجنة: فأول زمرة تدخل الجنة: "...لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب رجل واحد.." [البخاري].
    وقصة عبد الله بن عمرو مع ذلك الرجل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة" معروفة فقد عاشره عبد الله ثلاث ليال فلم يجده كثير التطوع بالصلاة أو الصيام فسأله عن حاله فقال الرجل: " ما هو إلا ما رأيت ، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه – وفي رواية لا أجد في نفسي غلاً لأحد من المسلمين –فقال عبد الله : هذه التي بلغت بك ) (3)
    وقد أخبر الله تعالى عن حال أهل الجنة فقال:(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ) [لأعراف:43]. (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) [الحجر:47].
    4-
    ثناء الله تعالى: ( وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر:9، 10].
    فهيا إخواني وأخواتي نطهر قلوبنا من الحقد والغل والحسد حتى نسعد بصحبة الأبرار الصالحين، ونفوز بالقرب من رب العالمين، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر عن عبادٍ ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء، على مجالسهم وقربهم من الله، فلما سئل عنهم أخبر أنهم أُناس لم تصل بينهم أرحام متقاربة.. لكنهم تحابوا في الله، وتصافوا..
    فهلا سلمت صدورنا للمسلمين وصفت؟
    يتبع أمثلة من حياة الصالحين
    جمع وإعداد / أ. باسمة بدر الجابري

    (1) أخرجه ابن ماجة باب الورع والتقوى ح4216-2/1409 وصححه الألباني .
    (2)
    أخرجه مسلم ك البر والصلة باب النهي عن الشحناء 16/ 122 مع شرح النووي .
    (3)
    أخرجه النسائي في السنن الكبرى باب ما يقول إذا انتبه من منامه ح 10699-6/215 ، وأحمد ح 12720-3/166 قال: إسناده صحيح على شرط الشيخين .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 3 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:45 pm

    سلامة الصدر (2-3)
    أمثلة من حياة الصالحين:
    محمد صلى الله عليه وسلم:
    هذا سيد ولد آدم أجمعين عليه صلوات رب العالمين، يذهب إلى الطائف عارضًا نفسه على وجهائها وأهلها، فلم يجبه منهم أحد، فانطلق مهمومًا، وإذا هو بسحابة قد أظلته فيها جبريل، ومعه ملك الجبال فناداه ملك الجبال: "إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين [جبلا مكة] فقال صاحب الصدر السليم صَلى الله عليه وسلم: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا")1)
    فأي صبر وسلامة صدر هذا !!!.
    ثم تأمل حاله صَلى الله عليه وسلم حين ضربه قومه فأدموه (أسالوا دمه) فمسح الدم وهو يقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".
    واستحضر معي حالة المشركين معه صلى الله عليه وسلم في مكة وقد آذوه وسعوا في قتله حتى خرج من بين أظهرهم وكان الأمر كما أخبر الله عز وجل : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال:30)
    فلما مكن الله له ودخل مكة فاتحا ما انتقم ولا آذى بل قال لقومه:
    "
    لا تثريب عليكم اليوم".
    والأمثلة من حياته صَلى الله عليه وسلم كثيرة، ننصح بقراءة سيرته.
    نبي الله يوسف عليه السلام:
    وقصته مع إخوته أنموذج رائع لسلامة الصدر فبعد أن ألقوه في الجب وفرقوا بينه وبين أبيه ودخوله السجن إلى غير ذلك مما هو معروف مكن الله له وجعله على خزائن مصر فلما ترددوا عليه وعرفوه قالوا: (تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ). فما كان منه إلا أن قَال: ( لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ). ما حمل غلاً. ثم لما جاء أبوه مع إخوته: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (يوسف:100)
    فلم يقل أخرجني من الجب كي لا يُخجلهم (وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ)، ولم يقل رفع عنكم الجوع والحاجة حفظًا للأدب معهم. (مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي) فأضاف ما جرى إلى السبب ولم يضفه إلى المباشر (إخوته).
    ثم تأمل معي موقف الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - مع مسطح بن أثاثة إذ كان الصديق ينفق على مسطح فلما كانت حادثة الإفك كان مسطح ممن خاضوا فيها فأقسم الصديق ألا ينفق على مسطح فأنزل الله قوله تعالى: (وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النور:22) فما كان من الصديق إلا أن أعاد النفقة على مسطح.
    وهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه في أوج انتصاراته وهو قائد الجيش يأتيه خبر عزل الفاروق له فما تكلم بما يدل على سخطه ولا ترك ساحات القتال بل ظل مجاهدا كجندي من جند المسلمين بعد أن كان قائدهم.
    ثم استمع إلى ابن عباس رضي الله عنهما وهو يقول : "إني لأسمع أن الغيث قد أصاب بلدًا من بلدان المسلمين فأفرح به، ومالي به سائمة".
    أما أبو دجانة رضي الله عنه فقد دُخل عليه وهو مريض فرأوا وجهه يتهلل فكلموه في ذلك فقال: "ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، والأخرى كان قلبي سليمًا للمسلمين".
    أما عُلبة بن زيد فإنه لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى النفقة ولم يجد ما ينفقه بكى وقال: "اللهم إنه ليس عندي ما أتصدق به، اللهم إني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها من مال أو جسد أو عرض، ثم أصبح مع الناس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أين المتصدق بعرضه البارحة؟" فقام عُلبة رَضي الله عنه، فقال: النبي صلى الله عليه وسلم : "أبشر فوالذي نفسُ محمد بيده لقد كُتبت في الزكاة المتقبلة")2).
    وانظر إلى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله يُضرب ويُعذَّب على يد المعتصم، وحين أخذوه لمعالجته بعد وفاة المعتصم وأحسَّ بألمٍ في جسده قال: "اللهم اغفر للمعتصم".
    سبحان الله!! يستغفر لمن كان سببًا في ألمه. إنه منطق عظيم لا تعرفه إلا الصدور التي حملت قلوبًا كبيرة عنوانها: **سلامة الصدر.***
    ويضرب لنا أبو ضمضم أروع الأمثلة فكان يقول إذا أصبح : ( اللهم إنه لا مال لي أتصدق به على الناس ، وقد تصدقت عليهم بعرضي ، فمن شتمني أو قذفني فهو في حل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من يستطيع منكم أن يكون كأبي ضمضم ) قال ابن القيم رحمه الله : وفي هذا الجود من سلامة الصدر وراحة القلب والتخلص من معاداة الخلق ما فيه )3)) .
    وتأمل شأن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مع أعدائه ، حتى قال بعض أصحابه : وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه . قال ابن القيم تلميذه رحمهما الله تعالى :( ما رأيته يدعو على أحد منهم قط ، وكان يدعو لهم . وجئت يوماً مبشراً له بموت أكبر أعدائه ، وأشدهم عداوة وأذى له ، فنهرني ، وتنكر لي ، واسترجع ، ثم قام من فوره إلى بيت أهله ، فعزاهم ، وقال : إني لكم مكانه ، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه ، ونحو هذا من الكلام . فسروا به ، ودعوا له ، وعظموا هذه الحال منه ، فرحمه الله ورضي عنه ) )4)
    وهل أتاك نبأ الشيخ ابن باز - رحمه الله - مع ذلك الرجل من الخرج؟ فقد تولى الشيخ القضاء في مدينة الخرج وجاءه رجل في قضية فسب الرجل الإمام ابن باز رحمه الله،وشاع الخبر في المدينة وخرج الشيخ إلى الحج ،وبينما كان الشيخ في الحج مرض الرجل ومات، فلما قُدِّم الرجل ليُصلَّى عليه، أبى الإمام الصلاة عليه بسبب سبه للشيخ ابن باز، وصلَّى غيره، فلما رجع الشيخ وأُخبر الخبر عاتب الإمام جدًّا على فعله، ولم يرض ما صنع، ثم إنه سأل عن قبر الرجل فأتاه وصلَّى عليه ودعا له.
    فأين نحن من هؤلاء؟!!.
    من أسباب التشاحن والتباغض:
    1)
    طاعة الشيطان: قال تعالى: (وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا الّتي هِي أحسَنُ إنّ الشَيطَانَ يَنَزَغُ بَيَنَهُم إن الشَيطَانَ كَانَ للإنَسانِ عَدُوّاً مُبِيناً )[الإسراء:53] وقال صلى الله عليه وسلم: ( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم) )5)
    2)
    الغضب: فالغضب مفتاح كل شر وقد أوصى صلى الله عليه وسلم رجلاً بالبعد عن الغضب فقال: ( لا تغضب)6) )فرددها مراراً، فإن الغضب طريق إلى التهكم بالناس والسخرية منهم وبخس حقوقهم وإيذائهم وغير ذلك مما يولد البغضاء والفرقة.
    3)
    النميمة: وهي من أسباب الشحناء وطريق إلى القطيعة والتنافر ووسيلة إلى الوشاية بين الناس وإفساد قلوبهم، قال تعالى ذاما أهل هذه الخصلة الذميمة: (هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ )[القلم:11] وقال صلى الله عليه وسلم: ) لا يدخل الجنة نمام))7)
    4)
    الحسد: وهو تمني زوال النعمة عن صاحبها وفيه تعد وأذى للمسلمين نهى الله عنه ورسوله قال صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) (8) والحسد يولد الغيبة والنميمة والبهتان على المسلمين والظلم والكبر.
    5)
    التنافس على الدنيا: خاصة في هذا الزمن حيث كثر هذا الأمر واسودت القلوب، فهذا يحقد على زميلة لأنه نال رتبة أعلى، وتلك تغار من أختها لأنها حصلت على ترقية وظيفية، والأمر دون ذلك فكل ذلك إلى زوال.
    6)
    حب الشهرة والرياسة: وهي داء عضال ومرض خطير، قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ( ما من أحدٍ أحب الرياسة إلا حسد وبغى وتتبع عيوب الناس، وكره أن يذكر أحد بخير ). وهذا مشاهد في أوساط الموظفين والعاملين.
    7)
    كثرة المزاح: فإن كثيره يورث الضغينة ويجر إلى القبيح والمزاح كالملح للطعام قليله يكفي وإن كثر أفسد وأهلك. وهناك أسباب أخرى غير هذه.
    يتبع الأسباب المعينة على سلامة الصدر

    (1) أخرجه البخاري باب إذا قال أحدكم آمين ح3059-3/1180 ، ومسلم باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين ج4754-5/181.
    (2)
    ذكره ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة 4/547 .
    (3)
    تهذيب مدارج السالكين ص407.
    (4)
    مدارج السالكين 2/328-329 .
    (5)
    أخرجه مسلم باب تحريش الشيطان ح7281-8/138.
    (6)
    أخرجه البخاري باب الحذر من الغضب ح5765-5/2267 .
    (7)
    أخرجه مسلم باب بيان غلظ النميمة ح303-1/70 .
    (8)
    أخرجه أبو داود باب في الحسد ح4905-4/427 وضعفه الألباني .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 3 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:45 pm

    سلامة الصدر(3-3)
    الأسباب المعينة على سلامة الصدر:
    1-
    الدعاء
    فإنه من أعظم الأسباب لتحقيق المقصود ، وكان من دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم :(وأسألك قلبًا سليمًا)(1)، فمن رزق الدعاء فإن الإجابة معه. كما أثنى الله على المؤمنين لدعائهم:(وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا).
    2-
    حُسن الظن وحمل الكلمات والمواقف على أحسن المحامل:
    قال عمر: لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً.
    وقال الشافعي: من أراد أن يقضي له الله بخير فليحسن ظنه بالناس.
    ولما دخل عليه أحد إخوانه يعوده قال: قوّى الله ضعفك ،فقال الشافعي رحمه الله: لو قوى ضعفي لقتلني،قال الزائر :والله ما أردت إلا الخير،فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير.
    3-
    التماس الأعذار وإقالة العثرات والتغاضي عن الزلات: التمس لأخيك سبعين عذرًا. يقول ابن سيرين: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا فإن لم تجد فقل :لعل له عذرًا لا أعرفه.
    يا أخي من المعصوم من الخطأ والزلات؟ قال بعضهم:الفتوة التجاوز عن زلات الإخوان.
    -
    تذكَّر سوابق إحسانه فإنه مما يعين على التماس العذر وسلامة الصدر واعلم أن الرجل من عُدَّت سقطاته.
    -
    استحضر أن المؤمن يلتمس المعاذير، والمنافق يلتمس العثرات.
    عن عباد بن شراحيل لما أصابته سنة – أي مجاعة – قال : [ قدمت مع عمومتي المدينة فدخلت حائطاً من حيطانها ، ففركت من سنبله – وفي رواية فأكلت وحملت في ثوبي - ، فجاء صاحب الحائط فأخذ كسائي وضربني ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستعدي عليه ، فأرسل إلى الرجل فجاءوا به ، فقال ( ما حملك على هذا ؟) فقال : يا رسول الله إنه دخل حائطي ، فأخذ من سنبله ففركه , فقال رسول الله ( ما علمته إذ كان جاهلاً ، ولا أطعمته إذ كان جائعاً اردد عليه كساءه ) وأمر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوسق أو نصف وسق ] (2) .
    وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال :[ مررت بعثمان بن عفان في المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه مني ثم لم يرد علي السلام ، فأتيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، فقلت : يا أمير المؤمنين هل حدث في الإسلام شيء مرتين ؟ قال : لا ، وما ذاك ؟ قلت : لا إلا أني مررت بعثمان آنفاً في المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه مني ولم يرد علي السلام ، قال : فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه ، فقال : ما منعك أن لا تكون رددت على أخيك السلام ؟ قال عثمان : ما فعلت . قال سعد قلت : بلى . قال : حتى حلف وحلفت . قال : ثم إن عثمان ذكر فقال : بلى وأستغفر الله وأتوب إليه ، إنك مررت بي آنفاً وأنا أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله ، لا والله ما ذكرتها قط إلا تغشى بصري وقلبي غشاوة . قال قال سعد : فأنا أنبئك بها ؛ إن رسول الله ذكر لنا أول دعوة ثم جاء أعرابي فشغله حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته ، فلما أشفقت أن يسبقني إلى منزله ضربت بقدمي الأرض ، فالتفت إلي رسول الله قال ( من هذا أبو إسحاق ؟! ) قال قلت : نعم يا رسول الله . قال ( فمه ) قال قلت : لا والله يا رسول الله إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة ثم جاء هذا الأعرابي فشغلك . قال ( نعم ، دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ؛ فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له ) ] (3) .
    4-
    ادفع بالتي أحسن.
    ليس هذا من العجز، بل من القوة والكياسة قال الله تعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت:34).
    5-
    البعد عن الغيبة والنميمة وتجنب كثرة المزاح.
    6-
    معاملة النمام بما يستحقه فهو[فاسق - هماز مشاء بنميم - بريد الشيطان].
    7-
    الهدية والمواساة بالمال فإنها من دواعي المحبة.
    8-
    الإيمان بالقدر ، فإن العبد إذا آمن أن الأرزاق مقسومة مكتوبة رضي بما هو فيه ولم يجد في قلبه حسدا لأحد من الناس على خير أعطاه الله إياه.
    قال ابن القيم رحمه الله في الرضا: ( إنه يفتح للعبد باب السلامة، فيجعل قلبه نقياً من الغش والدغل والغل، ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم، كذلك وتستحيل سلامة القلب مع السخط وعدم الرضا، وكلما كان العبد أشد رضاً كان قلبه أسلم، فالخبث والدغل والغش: قرين السخط، وسلامة القلب وبره ونصحه: قرين الرضا، وكذلك الحسد هو من ثمرات السخط، وسلامة القلب منه من ثمرات الرضا) (4).
    9-
    البعد عن الجدل والمراء ، لما يترتب عليه من إيغال الصدور ، وبث المشاحنات والعداوات وحب الانتصار للنفس ، وتذكر قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :( أنا زعيمُ بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً) (5)
    10-
    أخيرا تذكر حال النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يشكر ربه على النعم التي أنعم بها حتى على غيره من الخلق حين يصبح وحين يمسي.
    رزقنا الله وإياكم صدورا سليمة لا تحمل غلا ولا حسدا ولا حقدا

    (1) أخرجه الحاكم ك الدعاء والتكبير والتهليل ح1872-1/688 وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
    (2)
    أخرجه أبو داود باب في ابن السبيل يأكل من التمر .. ح 2620-3/39 ، والنسائي واللفظ له باب الاستعداء ح 5409-8/240 ، وابن ماجه ح 2620-5/111 ، وأحمد ح 17556-4/166، والحاكم ك الأطعمة ح 7182-4/148 وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، والوسق مقياس ويقدر بـ ستون صاعاً . انظر النهاية 5/184 .
    (3)
    أخرجه أحمد ح 1462-1/170 قال الأرناؤوط : إسناده حسن .
    (4)
    مدارج السالكين 2/207.
    (5)
    أخرجه أبو داود باب في حسن الخلق ح4802-4/400 وحسنه الألباني .


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 10:33 am