منتديات الاحلام2

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الاحلام2

منتدى اسلامى شامل

تنبيه هام لكل الزوار عندما ترغب فى التسجيل معنا بعد ما تقوم بعمليه التسجيل تاكد من تفعيل عضويتكم عبر الرساله التى تصل الى الميل واهلا بكم فى المنتدى ونتمنى لكم قضاء وقت عامر بطاعة المولى عزوجل

    الاسره السعيده فى الاسلام

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 8:40 pm

    الخلق مع الله تعالى ( 9-9 )
    الشرك الأصغر :
    وهذا له أنواع كثيرة يمكن حصرها بما يأتي :
    أولاً قولي : أي ما كان باللسان ، ويدخل فيه ما يأتي :
    1-
    الحلف بغير الله ، قال عليه الصلاة والسلام ( لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد )(1) ، وقال ( من حلف بالأمانة فليس منا )(2) .
    2-
    قول ( ما شاء الله وشئت ) قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان )(3)، ومثله قول لولا الله وفلان ، أو متوكل على الله وفلان ، أو هذا من بركات الله وبركاتك ....الخ . [ ولعل الضابط في هذا أن يكون الشيء مما يختص بالله جل وعلا ، فيعطف عليه غيره سبحانه لا على سبيل المشاركة ، وإنما بمجرد التسوية في اللفظ ، وأما إن كان يعتقد المشاركة فهذا يدخل تحت الشرك الأكبر ](4).
    3-
    التعبيد لغير الله تعالى ، كعبد النبي وعبد الرسول ( إذا لم يقصد به حقيقة العبودية ) .
    4-
    إسناد بعض الحوادث إلى غير الله تعالى ، مثل أن يقول : لولا وجود فلان لحصل كذا ، ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص ، أو ي
    قول : لولا الله وفلان ، أو يقول مطرنا بنوء كذا وكذا ، قال عليه الصلاة والسلام ( قال الله تعالى : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ؛
    فأما من قال مُطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب
    )
    (5).
    لأنه أنكر نعمة الله تعالى ونسبها إلى سبب لم يجعله الله تعالى سبباً(6) .
    ثانياً فعلي : وهو ما كان بأعمال الجوارح ، ويدخل فيه ما يلي :
    1-
    الرقى المشتملة على الشرك ، وتعليق التمائم والتولة ، قال صلى الله عليه وسلم ( إن الرقى والتمائم والتَّولة شرك ) (7) ، فإن اعتقد أنها سبب فقد أشرك شركاً أصغر ، وإن اعتقد أن لها تأثير لذاتها فقد أشرك شركاً أكبر .
    والضابط في الأشياء كلها مما تتخذ أسباباً لجلب نفع أو دفع ضر ؛ هو أنها إذا لم يكن لها تأثير بمقتضى الشرع أو العادة أو التجربة فإن اتخاذها لذلك شرك أصغر(8).
    2-
    إتيان الكهان والعرّافين(9)، وسؤالهم دون تصديق لقوله عليه الصلاة والسلام ( مَن أتى عرّافاً فسأله ، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً )(10)،وذلك لأنه وسيلة إلى الشرك ؛ إذ لو وقع مما أخبر به شيء ، اعتقده الناس عالماً بالغيب فصار شركاً أكبر(11).
    3-
    التنجيم أي تعلم علم النجوم أو اعتقاد تأثير النجوم ؛ ويكون شركاً أصغر إذا اعتقد أنها سبباً لحدوث الخير والشر ، فإذا وقع شيء نسبه إلى النجوم ، أي بعد الوقوع ، أما إذا جعلها سبباً يدعي به علم الغيب كسعادة فلان أو شقاوته ونحوه لأنه وُلد في النجم الفلاني فهذا شرك أكبر إذ لا يعلم الغيب إلا الله تعالى(12).
    ثالثاً قلبي : وهو الرياء ، وهو قصد المدح والثناء أو شيئاً من الدنيا ومن أمثلته ما يلي :
    1-
    أن يكون الرياء بالأعمال ، كمن يطيل صلاته لنظر الناس إليه ، أو يظهر صومه وصدقته ... طلباً لثناء الناس ومديحهم ، أو يتعلم العلم الشرعي لينال منصباً ، أو يواظب على الصلاة في المسجد لأجل وظيفة أو نكاح أو مسكن ... ، ونحو ذلك .
    2-
    أن يكون الرياء من جهة القول ؛ كالرياء بالوعظ والتذكير ، أو تلاوة القرآن ... ونحو ذلك طلباً للسمعة والثناء .
    حكم الشرك الأصغر :
    أنه محرم ، بل هو أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر ، لكنه لا يخرج من ارتكبه عن ملة الإسلام .

    (1)- أخرجه أبو داود ك الأيمان والنذور باب كراهية الحلف بالآباء ح3248-3/219 ، وصححه السيوطي والألباني انظر صحيح الجامع الصغير ح7126-6/137 .
    (2) -
    أخرجه أبو داود ك الأيمان والنذور باب كراهية الحلف بالأمانة ح3253- 3/220 ، وأحمد 5/352 ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ح94-1/149 .
    (3) -
    أخرجه أبو داود ك الأدب باب لا يقال خبثت نفسي ح4980-4/297 ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ح137-1/214 .
    (4) -
    الشرك في القديم والحديث 1/170 .
    (5) -
    أخرجه البخاري ك الاستسقاء باب قول الله ( وتجعلون رزقكم ..) ح1038-2/522 مع الفتح ، ومسلم ك الإيمان باب كفر من قال مطرنا بالنوء 2/59 مع شرح النووي .
    (6) -
    انظر القول المفيد ص392 ، والشرك في القديم والحديث 1/170 .
    (7) -
    أخرجه أبو داود ك الطب باب في تعليق التمائم ح3883-4/9، وابن ماجه ك الطب باب تعليق التمائم ح3530-2/1166 ، وأحمد 1/381 ، والحاكم ك الطب 4/217 ، وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي ، ورمز لصحته السيوطي في الجامع الصغير ، وكذا صححه الألباني انظر صحيح الجامع الصغير ح1628-1/67 ، والرُّقية هي العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة ، والمقصود بها هنا الرقى التي اشتملت على الشرك ، التمائم هي العوذ التي تعلق على الإنسان وغيره لدفع الآفات عنه من أي شيء كان ، سواء كان خيطاً أو خرزاً أو حلقة ونحو ذلك مما يلبس أو يعلق . انظر أحكام الرقى والتمائم ص27 و210 ، والقول المفيد ص112، وأعلام السنة المنشورة ص192 ، والتولة شيء يعلقونه على الزوج ، يزعمون أنه يحبب الزوجة إلى زوجها والزوج إلى امرأته . انظر القول المفيد ص113 .
    (8) -
    انظر القول المفيد بتصرف ص106 .
    (9) -
    الكاهن هو من يخبر عن المغيبات في المستقبل ، والعراف هو من يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك ، انظر القول المفيد ص356 .
    (10) -
    أخرجه مسلم ك السلام باب تحريم الكهانة وإتيان الكاهن 14/227.
    (11) -
    هذا إذا لم يكن ما أخبروا به مما يستند إلى أمور حسية ، فإن كان كذلك فليس هو من علم الغيب . مثل أحوال الطقس ، وأوقات الخسوف . انظر القول المفيد ص344 .
    (12) -
    القول المفيد ص377 باختصار .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 8:42 pm

    الخلق مع الملائــــــكة
    الملائـكة من الغيب الذي لا ندركه بحواسنا ، ولا نعلم عنه شيئاً إلا عن طريق الوحي (الكتاب و السنة) . ومن الخلق الذي يجب علينا تجاههم ما يلي :
    1) الإيمان بهم(1)، وهو يشمل الإيمان بوجودهم ، وبأنهم خلق من خلق الله تعالى خلقهم من نور ، عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
    (خلقت الملائكة من نور،وخلق الجان من مارج من نار،وخلق آدم مما وصف لكم)(2).
    وأن لهم أجنحة كما أخبر سبحانه في قوله ( الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير )(3).
    وأنهم يعبدونه بالليل والنهار لا يفترون ولا يسأمون قال سبحانه ( إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون )(4).
    ونؤمن أن لهم وظائف وأعمال موكلون بها ولهم أسماء كما ورد في الكتاب والسنة ، من ذلك ما روي عن سمرة رضي الله عنه ، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( رأيت الليلة رجلين أتياني ، فقالا: الذي يوقد النار مالك خازن النار ، وأنا جبريل ، وهذا ميكائيل )(5).
    2) الاستحياء منهم وإكرامهم ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إياكم والتعري ؛ فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط ، وحين يفضي الرجل إلى أهله ، فاستحيوهم وأكرموهم )(6) .
    3) عدم إيذاءهم ، وذلك بالرائحة الكريهة ؛ عن جابر رضي الله عنه عن النبي
    صلى الله عليه وسلم قال ( مَن أكل من هذه البقلة الثوم – وقال مرة من أكل البصل والثوم والكراث – فلا يقربن مسجدنا ؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم )(7). وفي هذا الحديث دليل على منع آكل الثوم والبصل والكراث والفجل(8) وكل ما في معناها من البقول الكريهة الرائحة من دخول المسجد وإن كان خالياً ؛ لأنه محل الملائكة(9) ، كذلك يستدل بهذا الحديث على أن أكل هذه البقول من الأعذار المرخصة في ترك حضور الجماعة ، وذلك لئلا يتأذى من رائحتها الملائكة والمسلمون ، لكن إذا أراد أحد أن يتخذها حيلة لترك الجماعة حرم عليه ذلك(10) .
    4) إكرامهم في البيوت ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : حشوت للنبي صلى الله عليه وسلم وسادة فيها تماثيل كأنها نمرقة ، فجاء فقام وجعل يتغير وجهه ، فقلت : مالنا يا رسول الله ؟ قال ( ما بال هذه ؟ ) قلت : وسادة جعلتها لك لتضطجع عليها ، قال ( أما علمت أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة ؟) وأن من وضع الصور يُعذب يوم القيامة فيقول أحيوا ما خلقتم ؟ )(11).
    بقلم د. إلهام بدر الجابري



    (1) - انظر شرح الواسطية 1/64 وما بعدها .
    (2) - -خرجه مسلم ك الزهد باب أحاديث متفرقة 18/123 مع شرح النووي .
    (3) - سورة فاطر آية 1 .
    (4) -سورة الأعراف آية 206 .
    (5) -أخرجه البخاري ك بدء الخلق باب إذا قال أحدكم آمين ...ح3236-6/313 .
    (6) - أخرجه الترمذي ك الأدب باب ما جاء في الاستتار عند الجماع ح2008 وقال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير ح2193-2/255 ، لكن يشهد لمعناه حديث بهز رضي الله عنه في سؤاله النبي صلى الله عليه وسلم عن العورات ، قال : قلت يا رسول الله إذا كان أحدنا خالياً ؟ قال ( فالله أحق أن يستحيا منه من الناس ) وقد سبق الحديث .
    (7) - أخرجه مسلم واللفظ له ك الصلاة باب نهي آكل الثوم والبصل ونحوهما عن حضور المسجد 5/50 مع شرح النووي ، والبخاري ك الأذان باب ما جاء في الثوم النيء والبصل والكراث ح855-2/339 مع فتح الباري .
    (8) - ورد النص عليه في حديث أخرجه الطبراني ، قال الهيثمي في مجمع الزوائد 2/17:[ رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه يحيى بن راشد البراء البصري وهو ضعيف ووثقه ابن حبان وقال يخطئ ويخالف وبقية رجاله ثقات ] .
    (9) -انظر فتح الباري 2/343و2/575 وشرح النووي لصحيح مسلم 5/49 .
    (10) - انظر فتح الباري وتعليق الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى عليه 2/343 .
    (11) -أخرجه البخاري ك بدء الخلق باب إذا قال أحدكم آمين ..ح3224-6/311 مع فتح الباري .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 8:47 pm

    فقه الخلق مع النبي صلى الله عليه وسلم (3-3)
    إن الأدب مع الرسول - صلى الله عليه وسلم- لا يجب فقط على الصحابة -رضوان الله عليهم- الذين عاشوا معه وصحبوه وإنما يجب الأدب على كل مسلم تجاه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى قيام الساعة ويتمثل ذلك في عدة أمور هي ما يلي :
    الأول: الإيمـان بالنـبي -صلى الله عليه وسلم-:
    والإيمان به واجب قال –سبحانه-: ( فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا )(1) ،
    والإيمان به يقتضي أربعة أمور هي : تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يعبد الله تعالى إلا بما شرع
    .
    1-
    تصديقه في كل ما أخبر من أمر الماضي أو الحاضر أو المستقبل قال –سبحانه-: ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )(2).
    ولقد ضرب أبو بكر في ذلك أروع الأمثلة حتى لُقَّب بالصديق ، تقول عائشة -رضي الله عنها-: ( لما أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم- إلى المسجد الأقصى ، أصبح يتحدث الناس بذلك ، فارتدّ ناس ممن كانوا آمنوا به وصدقوه ، وسعوا بذلك إلى أبي بكر ، فقالوا : هل لك إلى صاحبك ، يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس ؟ قال : أوَ قال ذلك ؟ قالوا : نعم ! قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا: أوَ تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح ؟! قال : نعم ! إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة. فلذلك سمي الصديق )(3). وكان النبي -صلى الله عليه
    وسلم - يدرك صدق إيمان أبي بكر وعمر به ويشيد بهما فقد قال يوماً لأصحابه ( بينما راعٍ في غنمه عدا الذئب فأخذ منها شاة فطلبها حتى استنقذها ، فالتفت إليه الذئب ، فقال له : مَن لها يوم السبع ليس لها راعٍ غيري ؟! وبينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها ، فالتفتت إليه فكلمته فقالت : إني لم أُخلق لهذا ، ولكني خُلقت للحرث ، فقال الناس : سبحان الله ! قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: فإني أُومن بذلك وأبو بكر وعمر بن الخطاب )(4).
    2-
    طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وهذه الطاعة واجبة بأمر الله – تعالى- قال – سبحانه-: ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم )(5) وجعل –سبحانه- طاعة نبيه طاعة له فقال: ( من يطع الرسول فقد أطاع الله )(6) وتوعّد
    من يعصه ويعص رسوله فقال: ( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً )(7)وقال –سبحانه-: ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )(8)،بل إن
    التسليم التام لأمره وارتفاع الحرج عن الصدر هو حقيقة الإيمان قال –سبحانه-: ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً )(9).
    3-
    ألا يُعبد الله إلا بما شرعه -صلى الله عليه وسلم-، قال الله تعالى: ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )(10)، وقال -صلى الله عليه وسلم- ( مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )(11).
    قال ابن رجب رحمه الله تعالى :[ فكما أن كل عمل لا يراد به وجه الله تعالى فليس لعامله فيه ثواب ؛ فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله ، وكل مَن أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله فليس من الدين في شيء ](12)، وقال - عليه
    الصلاة والسلام-:(...فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)(13) .
    والبدعة هي طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشريعة يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله –سبحانه- (14) .
    يكتب هذه السلسلة
    د. إلهام بدر الجابري

    (1) - سورة التغابن آية 8 .
    (2) -
    سورة النجم آية 3 .
    (3) -
    أخرجه الحاكم باب أبو بكر بن أبي قحافة t ح4407- 3/65 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي وصححه الألباني لشواهده في السلسلة الصحيحة ح 306.
    (4) -
    أخرجه البخاري باب استعمال البقر للحراثة ح2199-2/818 .
    (5) -
    سورة محمد آية 33 .
    (6) -
    سورة النساء آية 80 .
    (7) -
    سورة الجن آية 23 .
    (8) -
    سورة الحشر آية 7 .
    (9) -
    سورة النساء آية 65 .
    (10) -
    سورة آل عمران آية 31.
    (11) -
    أخرجه مسلم 2/1342 ح1718.
    (12) -
    جامع العلوم والحكم 1/176 .
    (13) -
    أخرجه أبو داود ك السنة باب في لزوم السنة ح6407-4/200 ، والترمذي ك العلم باب ما جاء في الأخذ بالسنة ح2676-5/44 ، وأحمد 4/126 ، والحاكم ح1/95 وقال صحيح ليس له علة ووافقه الذهبي .
    (14) -
    الاعتصام للشاطبي المختصر ص7 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 8:49 pm

    فقه الخلق مع النبي صلى الله عليه وسلم(2-3)
    الثاني/ محبتــه صلى الله عليه وسلم:
    ومحبته صلى الله عليه وسلم واجبة قال سبحانه ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين )(1).
    قال القاضي عياض رحمه الله بعد أن أورد هذه الآية :[ فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة وحجة على إلزام محبته ، ووجوب فرضها ، وعظم خطرها ، واستحقاقه لها صلى الله عليه وسلم، إذ قرّع الله من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله ، وتوعدهم بقوله تعالى ( فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ) ثم فسّقهم بتمام الآية ، وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهده الله ](2)، وقال عليه الصلاة والسلام ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين )(3).
    وقد بلغ حب الصحابة رضوان الله عليهم للنبي صلى الله عليه وسلم مبلغاً عظيماً فلما سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه : كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ، ومن الماء البارد على الظمأ (4).
    واشتهرت مواقف وأقوال كثيرة للصحابة في حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولعل قائل يقول : لا عجب فهم رضي الله عنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم وصحبوه فحق لهم أن يحبوه ، أما نحن فأنى لنا أن نبلغ مبلغهم في حب المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟! وأترك الإجابة عن هذا التساؤل لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( مِن أشد أمتي لي حباً ناس يكونون بعدي ، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله )(5).
    بواعث محبة النبي صلى الله عليه وسلم :
    1-
    حبنا للنبي صلى الله عليه وسلم نابع من حبنا لله تعالى قال ابن القيم رحمه الله تعالى :[ وكل محبة وتعظيم للبشر فإنما تجوز تبعاً لمحبة الله وتعظيمه ، كمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمه ، فإنها من تمام محبة مرسله وتعظيمه ؛ فإن أمته يحبونه لمحبة الله له ، ويعظمونه ويجلونه لإجلال الله له ، فهي محبة لله من موجبات محبة الله ، وكذلك محبة أهل العلم والإيمان ومحبة الصحابة رضي الله عنهم وإجلالهم تابع لمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ](6).
    2-
    حرصه صلى الله عليه وسلم على أمته كما قال سبحانه ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم )(7).
    وقد ظهر هذا الحرص في صور عدة منها ؛ حرصه على تبليغ الدعوة وهداية أمته قال سبحانه ( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً )(8).
    وحينما جاءه جبريل عليه السلام يبلغه بأن ملك الجبال يستأمره بما يصنع بكفار قريش وقد كذبوه وآذوه حتى بلغ به الأذى ما بلغ ( يا محمد إن الله قد سمع ول قومك لك ، وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت ؟ إن شئت أن أطبق عليه الأخشبين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً )(9).
    ومنها حرصه على تخفيف التكاليف الشرعية عن أمته ولعل من أقرب الأمثلة على ذلك تخفيف الصلاة المفروضة من خمسين صلاة إلى خمس صلوات مع بقاء أجر الخمسين ، ولولا خشية الإطالة لسردنا الكثير من الأمثلة التي تظهر حرص النبي صلى الله عليه وسلم على التخفيف والتيسير وحسبنا قول الله تعالى ( يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم )(10).
    ومنها أنه بعث عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين قال سبحانه ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )(11)، وقال سبحانه أيضاً ( بالمؤمنين رءوف رحيم )(12)، فكان مبعثه رحمة وحياته رحمة قال سبحانه ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )(13).
    وبه أخرج الله الناس من الظلمات إلى النور ومن الضلالة إلى الهدى. ومنها ادخاره دعوته لأمته فقد قال صلى الله عليه وسلم ( لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها وإني اختبيء دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة )(14) .
    ومنها شفاعته صلى الله عليه وسلم لأمته يوم القيامة ففي الحديث ( يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيأتون آدم _ إلى قوله – فيأتونني فانطلق حتى استأذن على ربي فيؤذن لي ، فإذا رأيت ربي وقعت ساجداً فيدعني ما شاء الله، ثم يقال ارفع رأسك وسل تعطه وقل يسمع واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه ، ثم أشفع ، فيحد لي حداً ، فأدخلهم الجنة ، ثم أعود إليه فإذا رأيت ربي – مثله – ثم أشفع ، فيحد لي حداً فأدخلهم الجنة ، ثم أعود الرابعة فأقول ما بقي في النار إلا مَن حبسه القرآن ووجب عليه الخلود ... )(15).
    3-
    أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة التي امتدحه بها الله سبحانه وتعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم )(16)، هذا الخلق الذي نالنا منه نصيب وافر ونحن لم نلقه ولم نره ؛ كدعائه صلى الله عليه وسلم لعامة أمته من لقيهم ومن لم يلقهم ، والشفاعة لكل من استحقها من أمته وإن لم يلقه ، وكذا أضحيته عمن لم يضح من أمته ، ورحمته بأمته التي ندركها في كثير من التكاليف الشرعية ، ووصيته بالنساء والضعفاء ونحوهم ، وكل من يقرأ في سيرته عليه الصلاة والسلام يتملكه الإعجاب به ومحبته بل إن معرفة كريم خلقه صلى الله عليه وسلم دفع الكثيرين إلى الدخول في الإسلام .
    4-
    أن محبته صلى الله عليه وسلم من أجلّ القرب وأفضل الطاعات ، عن أُبي بن كعب رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال ( يا أيها الناس ، اذكروا الله ، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه ) قال : أُبي : فقلت يا رسول الله ، إني أكثر من الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي ؟ قال : ( ما شئت ) قلت : الربع ؟ قال : ( ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك ) قلت : فالنصف ؟ قال : ( ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك ) قلت : فالثلثين ؟ قال : ( ما شئت فإن زدت فهو خير لك ) قلت : أجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : ( إذن تكفى همك ويغفر لك ذنبك )(17) .
    علامات صدق محبة النبي صلى الله عليه وسلم :
    1-
    تقديم محبة النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله وأوامره على من سواه وهذا معنى محبته أكثر من الولد والوالد والناس أجمعين ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به )(18)، وقال سبحانه ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )(19).
    2-
    الاهتداء بهديه صلى الله عليه وسلم والاستنان بسنته ، وقد عُرف هذا منذ القدم في الدلالة على المحبة فمازال الناس يتتبعون سنن مَن يحبون ويحاكونهم في عاداتهم وسلوكياتهم وهيئاتهم وإن لم يكونوا أهلاً للحب والاقتداء ، والناظر للمجتمع يرى من ذلك عجباً. ومما يساعد على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم مطالعة سيرته وإلا بأي شيء سيستن!
    3-
    الصلاة والسلام عليه قال سبحانه ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً )(20)، وقال صلى الله عليه وسلم ( البخيل مَن ذُكرت عنده فلم يصل عليَّ )(21).
    4-
    محبة حديثه وأهل بيته وصحابته ، فإن محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبة أصحابه من محبته صلى الله عليه وسلم لمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم .

    (1) - سورة التوبة آية 24 .
    (2) -
    الشفا بتعريف أحوال المصطفى 2/18 .
    (3) -
    أخرجه البخاري باب حب الرسول من الإيمان ح 15-1/14 ، ومسلم باب وجوب محبة النبي r أكثر من الأهل والولد والوالد ح44-1/67 .
    (4) -
    شرح الشفا ملا علي القاري 2/40 .
    (5) -
    أخرجه مسلم باب فيمن يود رؤية النبي r بأهله وماله ح 2832-4/2178 .
    (6) -
    جلاء الأفهام ص297 .
    (7) -
    سورة الأنبياء آية 107 .
    (8) -
    سورة الكهف آية 6 .
    (9) -
    أخرجه البخاري باب ما لقي النبي r من أذى المشركين ح3059-3/1180 .
    (10) -
    سورة الأعراف آية 157 .
    (11) -
    سورة الأنبياء آية 107 .
    (12) -
    سورة التوبة آية 128 .
    (13) -
    سورة الأنفال آية 33 .
    (14) -
    أخرجه البخاري باب لكل نبي دعوة مستجابة ح945-5/2323 ، ومسلم باب اختباء النبي r دعوة الشفاعة لأمته ح199-1/189.
    (15) -
    أخرجه البخاري باب قول الله ( وعلم آدم الأسماء كلها ) ح 4206-4/1624 ، ومسلم باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها ح 193-1/180 .
    (16) -
    سورة القلم آية 4 .
    (17) -
    أخرجه الترمذي وحسنه ح2587 ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي ح1999 وفي الصحيحة ح954 .
    (18) -
    قال ابن حجر في الفتح 13/289 : أخرجه الحسن بن سفيان وغيره ورجاله ثقات وقد صححه النووي في آخر الأربعين .
    (19) -
    سورة الأحزاب آية 36 .
    (20) -
    سورة الأحزاب آية 56 .
    (21) -
    أخرجه الترمذي باب قول النبي r رغم أنف الرجل ح 3546- 5/551 وقال :حسن صحيح غريب ، وابن حبان ذكر نفي البخل عن المصلي على النبي r ح 909-3/189 ، والنسائي في السنن الكبرى باب من البخيل ح 9883-6/19 ، وأحمد ح 1736- 1/201

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 8:50 pm

    لا تزدحمــــا
    قال ابن جريج : أخبرني عطاء إذ منع ابن هشام – وكان أميراً على الحج - النساء الطواف مع الرجال ، قال : كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي - صلى الله عليه وسلم- مع الرجال ؟ قلت : أبعد الحجاب أم قبل ؟ قال : إي لعمري لقد أدركته بعد الحجاب ، قلت : كيف يخالطن الرجال ؟ قال : لم يكن يخالطن ، كانت عائشة - رضي الله عنها- تطوف حَجْرة من الرجال لا تخالطهم ، فقالت امرأة : انطلقي نستلم يا أم المؤمنين ؟ قالت: عنكِِ. وأبت، فكن يخرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال، ولكنهن كن إذا دخلن البيت قمن حتى يدخلن وأُخرج الرجال (1).
    ومعنى هذا أن ابن هشام لما كان أميراً على الحج منع طواف النساء والرجال في وقت واحد، وعمد إلى تقسيم الأوقات بينهم ، فاستنكر ذلك عطاء ، واستند على طواف زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم- مع الرجال غير مختلطات ، فعائشة وغيرها - رضي الله عنهن- كانت تطوف حجرة - أي معتزلة الرجال- . ولهذا لما أخبرتها مولاة لها أنها طافت بالبيت سبعاً واستلمت الركن مرتين أو ثلاثاً قالت لها : لا آجرك الله ، لا آجرك الله ، تدافعين الرجال ، ألا كبرت ومررت (2). وكن يخرجن مستترات بالليل فيطفن مع الرجال، وهن إلى الجهة القريبة من الكعبة(3) .
    من هنا يُعلم أنه ليس للنساء مدافعة الرجال، والعكس، والتساهل في ذلك والاعتذار بالازدحام، وأداء النسك ، وعلى الرجل والمرأة اتقاء الله تعالى، وبذل الوسع ليتجنبا الالتصاق والازدحام، فعن معقل بن يسار - رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لأن يُطعن في رأس أحدكم بمِخيَط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له )(4).

    (1) -
    أخرجه البخاري ك الحج باب64 طواف النساء مع الرجال ح1618-3/479، 480 مع فتح الباري.
    (2) -
    أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5/81 .
    (3) -
    انظر: فتح الباري 3/480.
    (4) -
    أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ح487-20/212 ، والبيهقي في شعب الإيمان ح5455-4/374 ، وإسناده حسن قال الألباني في السلسلة الصحيحة ح226-1/395 :[ وهذا سند جيد ...] .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 8:52 pm

    هل تغطي المحرمة وجهها؟
    تخطئ كثير من النساء فهم قول النبي - صلى الله عليه وسلم- ( لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين )(1) فتظن أن المحرمة لا تستر وجهها، بل تظن خطأً أنه لا يجوز لها ذلك ، وهذا غير صحيح ، فالمرأة في الحج يتأكد في حقها مزيد من الستر والتغطية لإحاطة الرجال بها من كل جانب ، لا سيما في الطواف والسعي ، والمراد أن النقاب الذي رُخّص لها في غير حال الإحرام لا يُرخص لها في الإحرام ، وأنها مأمورة بسدل الخمار على كامل وجهها .
    فها هي أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها- تذكر من حالها وحال الصحابيات معها في الحج قائلة ( كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- محرمات ، فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها ، فإذا جاوزونا كشفناه ) أخرجه أحمد، وأبو داود، وابن ماجة، والدارقطني، والبيهقي .
    وتخبرنا أسماء بنت أبي بكر فتقول: ( كنا نغطي وجوهنا من الرجال ، وكنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام ) أخرجه ابن خزيمة، والحاكم وقال:: حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي .
    وبذلك يتضح أن على المحرمة تغطية وجهها أمام الرجال الأجانب، وهذا الذي يتماشى مع سماحة الإسلام في تشريعاته للرجال والنساء ؛ إذ كيف يؤمر الرجل بغض البصر ، ويؤثم بإطلاقه ، وهو مُحاط بالنساء السافرات من كل جهة في الطواف والسعي !!

    (1) -
    أخرجه البخاري في جزاء الصيد باب ما ينهى عن الطيب للمحرم ح1838.

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 8:53 pm

    فقه الخلق مع النبي صلى الله عليه وسلم (3-3)
    الثالث: تعظيـم النـبي صلى الله عليه وسلم:
    وتعظيمه واجب قال الله – تعالى - : ( إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً ، لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً )(1).
    والتعزير: اسم جامع لنصره وتأييده ومنعه مما يؤذيه .
    والتوقير: اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال والإكرام، وأن يُعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار(2).
    والتعظيم يقتضي ما يلي :
    1-
    استشعار هيبته صلى الله عليه وسلم، وجلالة قدره، وعظيم شأنه ومكانته .
    2-
    التأدب عند ذكره صلى الله عليه وسلم، بألا يُذكر باسمه مجرداً؛ بل يُوصف بالنبوة أو الرسالة .
    3-
    الأدب في مسجده، وكذا عند قبره، وهذا مُستفاد من النهي عن رفع الصوت بحضرته صلى الله عليه وسلم في قوله – تعالى -: ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون )(3).
    وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يُلْزِمُ الناس بهذا الأدب في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند قبره ، فعن السائب بن يزيد قال : [ كنت قائماً في المسجد ، فحصبني رجل ، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال : اذهب فائتني بهذين ، فجئته بهما ، قال : مَن أنتما ؟ قالا : من أهل الطائف قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله!](4).
    4-
    توقير حديثه صلى الله عليه وسلم والتأدب عند سماعه ودراسته ، وتقديمه على كل قول ورأي ، قال ابن القيم - رحمه الله -: [ ومن الأدب معه ألا يُستشكل قوله ، بل تُستشكل الآراء لقوله ، ولا يُعارض نصه بقياس ، بل تُهدر الأقيسة وتُلقى لنصوصه ، ولا يُحرف كلامه عن حقيقته](5) . وحدّث ابن سيرين - رحمه الله - رجلاً بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل: قال فلان وفلان كذا، فقال ابن سيرين: أُحدِّثك عن النبي صلى الله عليه وسلم وتقول قال فلان وفلان كذا وكذا ؟ والله لا أكلمك أبداً (6) .
    وقد كان لسلف الأمة وعلمائها مواقف تدل على أدب جم مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نقتصر على موقف واحد منها ، قال أبو سلمة الخزاعي : [ كان مالك بن أنس إذا أراد أن يخرج يُحدث توضأ وضوءه للصلاة ، ويلبس أحسن ثيابه ، ويلبس قلنسوة ، ويمشط لحيته ! فقيل له في ذلك، فقال: أُوقر به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (7)إذا جلس جلس للحديث قعد على منصته بخشوع وخضوع ووقار (8).
    ولكن يُحذر من الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم، ورفعه فوق منزلة النبوة، وإشراكه في علم الغيب ، أو سؤاله من دون الله ، أو القسم به ، وقد خاف النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال : ( من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت )(9) .
    وقال ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله)(10).
    ولما همّت طائفة من الناس بالغلو فيه فقالوا: أنت سيدنا، وخيرنا وابن خيرنا.قال لهم ( يا أيها الناس عليكم بتقواكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بن عبد الله، عبد الله ورسوله، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله - عز وجل- )(11) .
    وكذا حذر من أن يُتخذ قبره وثناً يعبد من دون الله، أو مسجداً، أو عيداً ، فقال - عليه الصلاة والسلام-: ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )(12) يُحذِّرُ مما صنعوا(13) .

    (1) -
    سورة الفتح آية 8و9 .
    (2) -
    الصارم المسلول ص422.
    (3) -
    سورة الحجرات آية
    (4) - أخرجه البخاري باب رفع الصوت في المساجد ح 458- 1/179، الفتح 1/667.
    (5) -
    مدارج السالكين 2/406 .
    (6) -
    الدارمي 1/124 رقم247 .
    (7) -
    الجامع للخطيب 2/34 .
    (8) -
    الشفا 2/601 .
    (9) -
    أخرجه البخاري باب كيف يستحلف ح 2533-2/951، ومسلم باب النهي عن الحلف بغير الله تعالى ح1646-3/1267.
    (10) -
    أخرجه البخاري باب ( واذكر في الكتاب مريم ...) ح 3261-3/1271 .
    (11) -
    أخرجه النسائي في السنن الكبرى ذكر اختلاف الأخبار في قول القائل سيدنا وسيدي ح 10087-6/71 ، وأحمد ح 12573-3/153 قال الأرناؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم .
    (12) -
    أخرجه البخاري باب النهي عن بناء المساجد على القبور ح 1265-1/446، ومسلم باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور ح529 -/376.
    (13) -
    انظر في الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلمإضافة إلي ما سبق: هذا الحبيب يا محب، للشيخ/ أبو بكر الجزائري، و حقوق النبي صلى الله عليه وسلمبين الإجلال والإخلال، إعداد فيصل البعداني، صادر عن مجلة البيان

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 8:55 pm

    فقـه الخلق مع ولي الأمــر
    قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ }(1) .
    وعن العرباضُ رضي الله عنه قال : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا فَقَالَ ( أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّه،ِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِى فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بسنتي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُور،ِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ )(2) .
    وعن حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّه، إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ، فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فِيه،ِ فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ « نَعَمْ ». قُلْتُ هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قَالَ « نَعَمْ ». قُلْتُ فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ « نَعَمْ ». قُلْتُ كَيْفَ؟ قَالَ : « يَكُونُ بَعْدِى أَئِمَّةٌ لاَ يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ في جُثْمَانِ إِنْسٍ ». قَالَ: قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ:« تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ »(3).
    وعَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِىِّ عَنْ أَبِيهِ قَالسَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِىُّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا نبي اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَ عَلَيْنَا أُمَرَاءٌ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْه،ُ ثُمَّ سَأَلَهُ في الثَّانِيَةِ، أَوْ في الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَقَالَ: « اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ ».(4)
    وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مَنْ رَأَى مِنْ أمِيرهِ شيئاً يَكْرَهُه فَلْيَصْبرْ عليهِ فَإِنَّه مَنْ فَارقَ الجماعَةَ شِبْراً فمَاتَ إلَّا ماتَ مَيْتةً جَاهِلية )(5) .
    وعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: « خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، ولتعنونهم ويلعنونكم ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟ فَقَالَ: « لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلاَتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلاَ تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ »(6).
    ومعنى ننابذهم: أي نقاتلهم
    وعن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قال: دَعَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- فَبَايَعْنَاهُ فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ في مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ قَالَ: « إِلاَّ أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ »(7).
    بواحاً: أي جهاراً . والمراد كفراً ظاهراً.(8) ومعنى ( عندكم من الله فيه برهان ): أي تعلمونه من دين الله تعالى.
    وهذه الأحاديث تدل على عدة أمور :
    الأمر الأول:
    وجوب طاعة ولي الأمر.
    الأول: طاعته في جميع الأحوال ما لم يكن معصية.
    الثاني: طاعته في أَمْرٍ اجتهادي، له فيه اجتهاد، وهذا الاجتهاد إما أنْ يكون عن خلافٍ شرعي، واختار أحد الأقوال أو أحد الرأيين، أو في مسائل حادثة لا يَعْلَمُ الناس لها حكماً من المسائل الدنيوية.
    الأمر الثاني:
    لزوم طاعتهم والصبر على جورهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ ).
    الأمر الثالث:
    الدعاء لهم، والترحم عليهم.
    الأمر الرابع:
    عدم الخروج عليهم، وسبهم، وانتقاصهم بما يثير الناس عليهم، فليس هذا من النصيحة لهم.
    قال النووي - رحمه الله-: [وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين، وإن كانوا فسقة ظالمين، وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته، وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق ](9).
    وقال الإمام الطحاوي - رحمه الله- : [ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدًا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله - عز وجل - فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة ](10).
    وقد ذكر العلماء الحكمة من المنع من الخروج على ولاة الأمور، قال الشيخ عبد العزيز الراجحي - حفظه الله- : [الحكمة من المنع من الخروج على ولاة الأمور، ولو فعلوا المعاصي، ولو فعلوا الكبائر، وقد ذكر العلماء هذه الحكمة، واستنبطوها من النصوص، وهذه الحكمة داخلة تحت قاعدة اجتماع المفاسد والمصالح، وأنَّ القاعدة الشرعية إذا وجد مفسدتان لا يمكن تركهما؛ فإننا نرتكب المفسدة الصغرى لدفع الكبرى، وإذا وجد مصلحتان لا يمكن فعلهما نفعل المصلحة الكبرى، وندفع المصلحة الصغرى.
    فمثلا يترتب على الخروج على ولاة الأمور مفاسد، من هذه المفاسد: أنه تحصل الفوضى والفرقة والاختلاف والتناحر والتطاعن والتطاحن، وإراقة الدماء وانقسام الناس، واختلاف قلوبهم، وفشل المسلمين، وذهاب ريح الدولة، ويتربص بهم الأعداء الدوائر، ويتدخل الأعداء، وتحصل الفوضى واختلال الأمن، وإراقة الدماء، واختلال الحياة جميعا، واختلال المعيشة، واختلال الحياة السياسية، واختلال الحياة الاقتصادية، واختلال الحياة التجارية، واختلال التعليم، واختلال الأمن تحصل الفوضى، وتأتي على الأخضر واليابس فتن وأمور عظيمة، فهذه مفاسد عظيمة، ولكن أي هذه المفسدة تتطلب منا خروجاً على ولي الأمر؟ قد يكون ولي الأمر قد فعل مفسدة، ظلم بعض الناس، أو سجن بعض الناس، أو شرب الخمر، أو ما وزع بعض المال، أو حصل منه فسق، لكن هذه مفسدة صغيرة نتحملها، يتحملها المسلم في أي مكان، وفي أي زمان، أما في الخروج عليه مفاسد يترتب عليها فتن تأتي على الأخضر واليابس، فتن ما تنتهي] (11).
    بقلم
    د. إلهام بدر الجابري
    أستاذ مساعد بجامعة الأمير سلطان

    (1) - سورة النساء آية 59 .
    (2) -
    أخرجه أبو داود باب في لزوم السنة ح 4609 -4/329، وصححه الألباني في تحقيقه له ، والترمذي باب الأخذ بالسنة واجتناب البدع ح 2676-5/44 وقال : حديث صحيح ، وابن حبان باب ا الاعتصام بالسنة 5-1/178 .
    (3) -
    أخرجه مسلم باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية ح 4891-6/20 .
    (4) -
    أخرجه مسلم باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية ح 4888-6/19 .
    (5) -
    أخرجه البخاري باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ( سترون بعدي أموراً تنكرونها ) ح 6646-6/2588 . ومسلم باب الأمر بلزوم الجماعة عند ظهور الفتن ح 4896-6/21 .
    (6) -
    أخرجه مسلم باب خيار الأئمة وشرارهم ح 4910-6/24 .
    (7) -
    أخرجه مسلم باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية ح 4877-6/16 .
    (8) -
    انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر 1/421 وشرح النووي لصحيح مسلم 12/229.
    (9) -
    شرح النووي 12/229 .
    (10) -
    شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ 1/474 .
    (11) -
    شرح العقيدة الطحاوية للراجحي

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 8:56 pm

    فقه الخلق مع النفس(1-7)
    على الرغم من أن الإنسان أشد حباً لنفسه من غيرها إلا أنه مع ذلك لا يحرص عليها حرصه على غيرها ، وربما يسعى لأداء حقوق الآخرين عليه ، ويتغاضى عن حقوق نفسه.
    وقد يدعي البعض حرصه على نفسه، ومع هذا يجهل بعض حقوقها، فيوقعه هذا في شيء من ظلمها، ولنتعرف على هذه الحقوق حتى لا نظلم أنفسنا.
    الحق الأول/ حفظ الدين:
    حفظ الدين هو المقصد الأول للشريعة الإسلامية ؛ فبالدين تكون سعادة الإنسان وطمأنينته في الدنيا والآخرة ، قال الله – سبحانه-: ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة )(1) .
    وبقدر قرب الإنسان من ربه وابتغائه مرضاته تكون سعادته في الدارين ، وفي المقابل من أعرض عن ذكر ربه شقي في الدنيا والآخرة، وإن نال جاه فرعون ومال قارون قال – سبحانه-: ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى )(2).
    وقد وُصفت الذنوب والمعاصي بالظلم، ظلم النفس، لأنه تعريض لها لعذاب الله، قال الله – تعالى-: ( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها )(3).
    ووُصف الشرك بالله بأنه أعظم الظلم ، والظلم العظيم ، قال – سبحانه-: ( إن الشرك لظلم عظيم )(4).
    وقال الله موصياً عباده بحفظ أنفسهم وأهليهم ووقايتهم النار: ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )(5).

    (1) -
    سورة النحل آية 97 .
    (2) -
    سورة طه آية 124 .
    (3) -
    سورة النساء آية 14 .
    (4) -
    سورة لقمان آية 13 .
    (5) -
    سورة التحريم آية 6

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 8:58 pm

    فقه الخلق مع النفس (2-7)
    الحق الثاني: حفظ النفس
    ويكون ذلك بحفظها من التلف، أو النقص، ويقتضي ثلاثة جوانب:
    الجانب الأول / النهي عن قتل النفس:
    قال سبحانه ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً )(1) .
    وقال صلى الله عليه وسلم ( من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يَتَوجَّأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومن تردّى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً )(2) .
    الجانب الثاني / حفظ الصحة :
    ويكون بأمور ثلاثة هي :
    1-
    الأكل والشرب، وفيهما جملة من الآداب والأحكام، نجملها فيما يلي :
    أ‌- عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه قال : كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا غلام سمِّ الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك )(3)، فقول ( بسم الله ) قبل البدء بالأكل أو الشرب ، والأكل والشرب باليمين ، والأكل مما يلي الإنسان .
    عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده ( لا آكل متكئاً)(4)، وهذا يدل على كراهة الاتكاء عند الأكل بأي صفة كانت(5). وكذا الأكل في حال الانبطاح، فعن ابن عمر رضي الله عنه قال ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مطعمين ؛ عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر ، وأن يأكل وهو منبطح على بطنه )(6).
    ب‌- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط ، كان إذا اشتهى شيئاً أكله ، وإن كرهه تركه )(7) .
    ت‌- عن أبي قتادة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء ... )(8)، وعن ابن عباس رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يُتنفس في الإناء، أو ينفخ فيه )(9).
    ث‌- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتنفس في الشراب ثلاثاً، وقوله : إنه أروى، وأبرأ، وأمرأ )(10)، والمعنى يتنفس عند الشرب، أي يبعد الإناء عن فيه، ثم يتنفس خارجه، إذ التنفس في الإناء منهي عنه .
    ج‌- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، أو يشرب الشربة فيحمده عليها )(11).

    (1) -
    سورة النساء آية 29 .
    (2) -
    أخرجه مسلم باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه 2/118 .
    (3) -
    أخرجه البخاري باب التسمية على الطعام ح 5061-5/2056 ، ومسلم باب آداب الطعام والشراب ح 2022 -3/1599 .
    (4) -
    أخرجه البخاري باب الأكل متكئاً ح5083-5/2062 .
    (5) -
    انظر: فتح الباري 9/452، و زاد المعاد 4/ 222 .
    (6) -
    أخرجه أبو داود باب ما جاء في الجلوس على مائدة عليها بعض ما يكره ح3774 -3/349، وقال أبو داود:هذا حديث لم يسمعه جعفر من الزهري وهو منكر . وصححه الألباني ، والحاكم ك الأطعمة ح 7171-4/143 وقال : صحيح على شرط م سلم ولم يخرجاه ، والبيهقي في السنن الكبرى باب الرجل يدعى إلى الوليمة ح 14327-7/266 .
    (7) -
    أخرجه البخاري باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم ح 3370-3/1306، ومسلم باب لا يعيب الطعام ح2064-3/1632 .
    (8) -
    أخرجه البخاري باب النهي عن التنفس في الإناء ح 5307-5/2133، ومسلم باب النهي عن الاستنجاء باليمين ح267-1/225 .
    (9) -
    أخرجه الترمذي باب ما جاء في كراهية النفخ في الإناءح 1888 -4/304وقال: حديث حسن صحيح ، وقال الألباني: صحيح ، وأبو داود باب في النفخ في الشراب ح3728-3/338، وأحمد ح 1907-1/220 .
    (10) -
    أخرجه البخاري باب الشرب بنفسين ح 5308-5/2133، ومسلم باب آ داب الطعام والشراب ح2028 -3/1602 واللفظ له .
    (11) -
    أخرجه مسلم باب استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب ح2734 -4/2095.

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 8:59 pm

    فقه الخلق مع النفس (3-7)
    الجانب الثاني : حفظ الصحة (2)
    1/ النوم وفيه جملة من الآداب نجملها فيما يلي :
    أ‌- عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ... )(1)وهذا الوضوء ليس واجباً، وإنما مستحب .
    ب‌- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره ، فإنه لا يدري ما خلفه عليه ... ) وفي رواية ( إذا جاء أحدكم فراشه فلينفضه بصنفة ثوبه ثلاث مرات ... )(2)، وفي رواية عند مسلم ( وليسم الله )، يستفاد من الحديث استحباب نفض الفراش ثلاثاً قبل النوم مع البسملة .
    ت‌- عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ... )(3)، وعن حذيفة رضي الله عنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ... )(4) .
    ث‌- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : مرّ رسول الله على رجل منبطح على بطنه فغمزه برجله ، وقال ( إن هذه ضجعة لا يحبها الله )(5) .
    ج‌- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما ( قل هو الله أحد ) ، و( قل أعوذ برب الفلق )، و( قل أعوذ برب الناس )، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه، ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاثاً )(6).
    ح‌- عن أبي قتادة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم( الرؤيا الصالحة من الله ، والحلم من الشيطان، فمن رأى شيئاً يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثاً، وليتعوذ من الشيطان فإنها لا تضره ، وإن الشيطان لا يتراءى بي )(7).
    خ‌- وعن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثاً، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه )(8) ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل، ولا يحدث بها الناس)(9).
    يستفاد من الحديثين أن مَن رأى ما يسوؤه يستحب له أن ينفث عن يساره ثلاثاً، ويتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ومن شر ما رأى ، ويتحول عن جنبه الذي كان عليه ، وإن قام فصلى فهو أفضل، ولا يضره ما رأى وهو من الشيطان .
    د‌- عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال : باسمك الله أموت وأحيا، وإذا قام قال : الحمد لله أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )(10) .

    (1) -
    أخرجه البخاري باب فضل من بات على الوضوء ح 244- 1/97، ومسلم باب ما يقول عند النوم ح2710 -4/2081.
    (2) -
    أخرجه البخاري باب التعوذ عند النوم ح 5961-5/2329 وزاد ( ثلاثاُ ) ح6958-6/2691 ، ومسلم باب ما يقول عند النوم ح2714-4/2084 .
    (3) -
    سبق تخريجه برقم 330.
    (4) -
    أخرجه البخاري باب وضع اليد اليمنى تحت الخد اليمنى ح 5955-5/2327 .
    (5) -
    أخرجه أبو داود باب في الرجل ينبطح على بطنه ح 5040-4/309 ، والترمذي باب ما جاء في كراهية الاضطجاع على البطن ح2768-5/97، وقال الألباني: حسن صحيح ، وابن حبان ذكر الزجر عن نوم الإنسان على بطنه ح 5549-12/357.
    (6) -
    أخرجه البخاري باب فضل المعوذات ح 4729-4/1916 .
    (7) -
    أخرجه مسلم ك الرؤيا ح2261 -4/1772، والبخاري باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم ح 6594-6/2568 .
    (8) -
    أخرجه مسلم ك الرؤيا ح 2262 -4/1772 .
    (9) -
    أخرجه مسلم ك الرؤيا ح2263 -4/1773.
    (10) -
    أخرجه البخاري باب ما يقول إذا نام ح5953-5/2326، ومسلم باب ما يقول عند النوم ح 2711-4/2083 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:00 pm

    فقه الخلق مع النفس (4-7)
    الجانب الثاني : حفظ الصحة (3)
    1-
    التنظف ويتعلق بعدة أمور مهمة منها ما يلي :
    أ‌- آداب التخلي منها ؛ عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة، ولا يولها ظهره ، شرّقوا أو غرّبوا )(1)
    وهذا الحكم خاص بالمرء إذا كان خارج البنيان؛ لثبوت جواز استدبار القبلة عند التخلي في البنيان في أحاديث أخرى(2).
    ب‌- وعن أنس رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث )(3)، وعن عائشة - رضي الله عنها- قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الغائط قال : غفرانك )(4).
    ت‌- وعن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا بال أحدكم فلا يأخذ ذكره بيمينه ، ولا يستنجي بيمينه ، ولا يتنفس في الإناء )(5). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا استجمر أحدكم فليستجمر وتراً ... )(6).
    ث‌- وعن ابن عمر رضي الله عنه ( أن رجلاً مرّ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبول، فسلّم فلم يرد عليه )(7)، ورد السلام في غير هذه الحال واجب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ترك رد السلام وهو في هذه الحال، فغيره من الكلام أولى(8) .
    ج‌- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لولا أن أشُقّ على أُمتي - أو على الناس – لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة )(9).
    ح‌- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال الرسول صلى الله عليه وسلم( لله تعالى على كل مسلم حق أن يغتسل في كل سبعة أيام يوماً )(10) .
    خ‌- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عشر من الفطرة ؛ قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم(11)، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء(12)، والختان )(13)، وقال (وقّت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة، ألا تُترك أكثر من أربعين ليلة )(14) .

    (1) -
    أخرجه البخاري باب لا تستقبل القبلة بغائط أو بول ح144 -1/66، ومسلم باب الاستطابة ح264-1/224 .
    (2) -
    انظر: شرح صحيح مسلم 3/126 .
    (3) -
    أخرجه البخاري باب ما يقول عند الخلاء ح 142-1/66، ومسلم باب ما يقول إذا أراد دخول الخلاء ح 375-1/283 .
    (4) -
    أخرجه أبو داود باب ما يقول الرجل إذا خرج من الخلاء ح30-1/8 ، وصححه الألباني ، وأحمد ح24694 ، والترمذي باب ما يقول إذا خرج من الخلاء ح7 -1/12 وقال: حسن غريب ، وابن ماجه باب ما يقول إذا خرج من الخلاء ح300-1/110، وابن حبان ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله المغفرة ح 1444-4/291 .
    (5) -
    أخرجه البخاري باب لا يمسك ذكره بيمينه ح153 -1/691، ومسلم باب الاستطابة ح267 -1/225.
    (6) -
    أخرجه البخاري باب الاستنثار في الوضوء ح161-1/71 ، ومسلم باب الإيتار في الاستنثارح237 -1/212 واللفظ له .
    (7) -
    أخرجه مسلم باب التيمم ح370-1/281 .
    (8) -
    انظر: شرح صحيح مسلم 4/55 .
    (9) -
    أخرجه البخاري ك الجمعة باب السواك يوم الجمعة ح887-2/374.
    (10) -
    أخرجه البخاري ك الجمعة باب هل على من لم يشهد الجمعة غسل من النساء والصبيان وغيرهم ؟ ح898 2/382 .
    (11) -
    البراجم عقد الأصابع ومفاصلها كلها ، ويلحق بها ما يجتمع من الوسخ في معاطف الأذن وهو الصماخ فيزيله بالمسح ، وكذا ما يجتمع في داخل الأنف ، ومعاطف سائر الجسم . انظر: شرح صحيح مسلم 3/148 .
    (12) -
    هو الاستنجاء انظر المرجع السابق .
    (13) -
    أخرجه مسلم باب خصال الفطرة ح 261-1/223 .
    (14) -
    أخرجه مسلم باب خصال الفطرة ح 258-1/222.

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:01 pm

    فقه الخلق مع النفس (5-7)
    الجانب الثالث : الاهتمام بالهيئة (1)
    ويكون من ثلاثة نواحي هي:
    1- التطيب وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الطيب، يقول عنه خادمه أنس رضي الله عنه ( ما مسست ريحاً، ولا ديباجاً ألين من كف النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا شممت ريحاً قط، أو عرفاً قط، أطيب من ريح أو عرف النبي صلى الله عليه وسلم )(1)، والطيب مباح للرجال والنساء لكن يحرم عليهما في حال الإحرام ، وتختص المرأة أيضاً بالمنع في حالتين:
    الحالة الأولى : أن تكون محادة على زوج، فتمتنع منه أربعة أشهر وعشر؛ لحديث أم عطية - رضي الله عنها- قالت: ( كنا ننهى أن نحدّ على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً ، و لا نكتحل، ولا نتطيب، ولا نلبس ثوباً مصبوغاً إلا ثوب عصب ... )(2).
    الحالة الثانية : أن تخرج المرأة إلى مكان فيه رجال أجانب؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية )(3) .
    2-
    اللباس، ويتعلق به عدة آداب نجملها فيم يلي :
    أ‌/ قال الله تعالى ( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون ) فيجب ستر العورة، وهو المقصد الأول من اللباس .
    ب‌/ عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال ، والمترجلات من النساء ، وقال : أخرجوهم من بيوتكم )(4).
    ت‌/ عن أبي الأحوص عن أبيه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب دونٍ ، فقال : ( ألك مالٌ ؟ قلت: نعم ، قال : من أي المال ؟ قلت : قد آتاني الله من الإبل، والغنم، والخيل، والرقيق ، قال : فإذا آتاك الله مالاً فليَر أثر نعمته عليك وكرامته )(5) لكن دون مبالغة؛ لأن التبذير منهي عنه أيضاً .
    ث‌/ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا ينظر الله يوم القيامة إلى مَن جرّ إزاره بطراً )(6).
    ج‌/ عن ابن عمر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مَن لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة )(7). قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-:[ تكره الشهرة من الثياب، وهو المترفع الخارج عن العادة ، والمنخفض الخارج عن العادة ؛ فإن السلف كانوا يكرهون الشهرتين؛ المترفع والمنخفض، وفي الحديث ( من لبس ثوب شهرة ألبسه الله ثوب مذلة )، وخيار الأمور أوساطها ](8).
    ح‌/ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أخذ حريراً فجعله في يمينه ، وأخذ ذهباً فجعله في شماله ، ثم قال : ( إن هـذين حـرام على ذكور أمتي )(9).
    خ‌/ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار )(10)وعن أم سلمة - رضي الله عنها- قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر الإزار : فالمرأة يا رسول الله ؟ قال ( ترخي شبراً ) قالت أم سلمة : إذاً ينكشف عنها . قال ( إذاً ذراعاً لا تزيد عليه )(11).
    د‌/ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين ، وإذا نزع فليبدأ بالشمال ، ليكن اليمنى أولهما تُنعل وآخرهما تُنزع )(12)، وعنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يمشي أحدكم في نعل واحدة ليُحفهما، أو لينعلهما جميعاً )(13).
    ذ‌/ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجدّ ثوباً سماه باسمه ، إما قميصاً أو عمامة ، ثم يقول : اللهم لك الحمد، لله أنت كسوتنيه، أسألك من خيره وخير ما صُنع له ، وأعوذ بك من شره وشر ما صُنع له ... )(14).
    ر‌/ عن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت : أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة ، فقال : ( مَن ترون أن نكسو هذه ؟ ) فسكت القوم ، فقال ( ائتوني بأم خالد ) فأتي بها تحمل ، فأخذ الخميصة بيده فألبسها ، وقال ( أبلي وأخلقي ) وكان فيها علم أخضر أو أصفر(15). أما إذا كان الثوب الجديد قد لُبس قبل وغسل، فيقال له: ( البس جديداً ، وعش حميداً ، ومُت شهيداً)(16).
    ز‌/ عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّ ثوبين معصفرين ، فقال ( إن هذه ثياب الكفار فلا تلبسها )(17) والثوب المعصفر هو الثوب الأحمر الخالص، وأما ما خالطه لون آخر أبيض، أو أسود، أو غيرهما، كالبرد اليمنية فلا بأس بها، ولا يتناولها النهي، وهذا النهي في حق الرجال دون النساء(18).

    (1) -
    أخرجه البخاري باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم ح 3368-3/1306 .
    (2) -
    أخرجه البخاري باب الطيب للمرأة عند غسلها من المحيض ح 307-1/119، ومسلم باب وجوب الاحداد في عدة الوفاة ...ح938 -2/1128.
    (3) -
    أخرجه أبو داود باب ما جاء في المرأة تتطيب للخروج ح4173 -4/79.، والترمذي باب ما جاء في كراهية خروج المرأة متعطرة ح2786-5/106 وقال: حسن صحيح ، والنسائي باب ما يكره للنساء من الطيب ح 5126-8/153 ، و أحمد ح19762-4/418 ، وابن خزيمة في صحيحه باب التغليظ في تعطر المرأة عند الخروج ح 1681-3/91، وابن حبان ذكر وصف زنى الأذن والرجل ...ح 4424-10/270 .
    (4) -
    أخرجه البخاري باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت ح 5547-5/2207 .
    (5) -
    أخرجه أبو داود باب في غسل الثوب ح4063 – 4/51 ، وأخرجه النسائي باب الجلاجل ح 5224-8/181 ، وأخرجه أحمد ح 15932-3/473 قال الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم .
    (6) -
    أخرجه البخاري ح 5451-5/2182 ، ومسلم ح 2085-3/1652 .
    (7) -
    أخرجه أبو داود باب في لباس الشهرة ح 4029-4/43، وابن ماجه باب من لبس شهرة من الثياب ح 3606-2/1192، وأحمد ح5664-2/92 قال الأرناؤوط: حديث حسن وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك وبقية رجاله ثقات ، وحسنه الألباني في الصحيحة ح3399 .
    (8) -
    مجموع الفتاوى 22/138 .
    (9) -
    أخرجه أبو داود باب في الحرير للنساء ح4057-4/ 50، وصححه الألباني في الصحيحة ح3422 ، وأخرجه النسائي باب تحريم الذهب على الرجال ح5144 -8/160، وابن ماجه باب لبس الحرير والذهب للنساء ح3595 -2/1189، وابن حبان ذكر البيان بأن لبس الحرير ليس من لباس المتقين ح 5434-12/249 ..
    (10) -
    أخرجه البخاري باب ما أسفل الكعبين فهو في النار ح 5450-5/2182 .
    (11) -
    أخرجه أحمد ح26678-6/309 قال الأرناؤوط: صحيح ، وأبو داود باب في قدر الذيل ح4117 -4/65، وقال الألباني : صحيح ، والترمذي باب ما جاء في جر ذيول النساء ح1731 -4/223 وقال : حسن صحيح ، والنسائي باب ذيول النساءح5337-8/209 .
    (12) -
    أخرجه البخاري باب ينزع نعله اليسرى ح 5517-5/2200، ومسلم باب استحباب لبس النعل ...ح2097 -3/1660.
    (13) -
    أخرجه البخاري باب لا يمشي في نعل واحدة ح5518-5/2200 ، ومسلم باب استحباب لبس النعل ح2097 -3/1660.
    (14) -
    أخرجه وأبو داود باب لم يسمه ح4020 -4/41 ، والترمذي باب ما يقول إذا لبس ثوباً جديداًح1767-4/239 قال : حسن غريب صحيح ، وأحمد ح11487-3/50، والحاكم ك اللباس ح 7408-4/213 صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .
    (15) -
    أخرجه البخاري باب الخميصة السوداء ح5823 -5/2191.
    (16) -
    أخرجه النسائي في السنن الكبرى باب ما يقول إذا رأى على أخيه ثوباً ح 10143-6/85 ، وابن ماجه باب ما يقول الرجل إذا لبس ثوباً جديداً ح 3558-2/1178 ، وأحمد ح 5620-2/88 ، وابن حبان ذكر دعاء المصطفى لعمر بن الخطاب بالشهادة ح 6897-15/320.
    (17) -
    أخرجه مسلم باب النهي عن لبس الرجل الثوب المعصفر ح2077 -3/1647.
    (18) -
    انظر: شرح صحيح مسلم 14/45 ، وفتح الباري 10 / 319 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:03 pm

    فقه الخلق مع النفس (6- 7)
    الجانب الثالث/ الاهتمام بالهيئة (2)
    1-
    الزينة، ويتعلق بها عدة أمور نجملها فيما يلي:
    أ‌/ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم زائراً في منزلنا، فرأى رجلاً شعثاً، فقال ( أما كان يجد هذا ما يُسكن به رأسه ، ورأى رجلاً عليه ثياب وسخة ، فقال : أما كان يجد هذا ما يغسل به ثيابه )(1)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من كان له شعر فيكرمه )(2).
    لكن لا يبالغ الرجل في هذا الإكرام مبالغة تجعله مشابهاً للنساء ؛ إذ المبالغة في تزيين الشعر والاعتناء به هو من خصائص النساء وشأنهن ، ولهذا ورد في الحديث ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن كثير من الارفاه )(3)، و ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الترجل غباً )(4)، والارفاه، والترجل هما الامتشاط، والمراد المبالغة فيه، والإكثار منه، بحيث يخرج عن الاعتدال والوسط إلى التنعم والترفه . والمقصود بذلك الرجال(5) .
    ب‌/ عن ابن عمر رضي الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن القَزَع )(6)، والقزع حلق بعض الرأس وترك بعضه(7).
    وذكر لها ابن القيم - رحمه الله- صورًا أربع قال :[ أحدها : أن يحلق من رأسه موضع من هاهنا وهاهنا ، مأخوذ من تقزع السحاب، وهو تقطعه . الثاني: أن يحلق وسطه ويترك جوانبه، كما يفعل شماسة النصارى . الثالث: أن يحلق جوانبه ويترك وسطه، كما يفعله كثير من الأوباش والسفلة. الرابع : أن يحلق مقدمه ويترك مؤخره ، وهذا كله من القزع والله علم ](8).
    وقد استجدت في الوقت الحاضر صورًا أخرى للقزع .
    ت‌/ عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال ( كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعاً بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه )(9)، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب شعره منكبيه )(10)، وقال أيضاً ( كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم رَجِلاً ، ليس بالسبط، ولا الجعد، بين أذنيه وعاتقه )(11).
    وهذا يدل على أن غالب أحواله صلى الله عليه وسلم أن يكون شعره بين أذنيه وعاتقه لا يتعداهما، وما زاد عن ذلك فمحمول على الحال التي يبعد عهده بتعهد شعره فيها، وهي حالة الشغل بالسفر ونحوه(12).
    والغرض من ذكر هذا الأمر ولوع كثير من الشباب بشعر رؤوسهم؛ زعماً منهم الاستنان بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، مع إهمال الاستنان بما هو آكد منه .
    ث‌/ عن ابن عمر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنهكوا الشوارب ، واعفـوا اللحى )(13)، أنهكوا بمعنى احفوا أي قصوا ، اعفوا بمعنى اتركوا، فلا تتعرضوا لقصها(14).
    ج‌/ جبل الله - سبحانه وتعالى- المرأة على حب الزينة والجمال ، وأباح لها استعمال أدوات الزينة من حلي، وكحل، وحنا، وغيرها من الأصباغ والألوان التي استحدثت في العصر الحديث، لكن ضبط هذا التزين والتجمل بضوابط يسيرة منها :
    1)
    قال الله تعالى ( ... ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن ... )(15)، ونهى سبحانه عن التبرج والسفور فقال: ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )(16) .
    2)
    أن لا يكون فيها ضرر على المرأة، ولا إضرار بغيرها، وهذه قاعدة شرعية في كل شيء.
    3)
    أن لا تكون محرمة ، كما في حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: ( لعن النبي صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة ، والواشمة والمستوشمة )(17) ، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ( لعن الله الواشمات والمستوشمات ، والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن ، المغيرات خلق الله ، ما لي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ملعون في كتاب الله )(18). المتنمصات جمع متنمصة، وهي التي تطلب النماص ، والنامصة التي تفعله ، والنماص إزالة شعر الوجه بالمنقاش ، ويقال أن النماص يختص بإزالة شعر الحاجبين لترفيعهما، أو تسويتهما . المستوصلة هي التي تطلب وصل شعرها . الواشمات جمع واشمة ، والمستوشمة هي التي تطلب الوشم، وهو غرز العضو بإبرة ونحوها حتى يسيل الدم ثم يحشى بالكحل، أو النيل، ونحوهما ، المتفلجات جمع متفلجة، وهي التي تطلب الفلج أو تصنعه ، والتفلج أن يفرج بين المتلاصقين بالمبرد ونحوه، وهو يختص عادة بالثنايا والرباعيات(19).

    (1) -
    أخرجه أبو داود باب في غسل الثوب ...ح 4062-4/51 ، والنسائي باب تسكين الشعر ح 5236-8/183 ، وأحمد ح 14893-3/357، وابن حبان ذكر الأمر بالإحسان إلى الشعر لمربيه ح 5483-12/294 .
    (2) -
    أخرجه أبو داود باب في إصلاح الشعر ح 4163-4/76 .
    (3) -
    أخرجه أبو داود باب الترجل ح 4160-4/75 ، والنسائي باب الترجل غباً ح 5239-8/185.
    (4) -
    أخرجه أبو داود باب الترجل ح 4159-4/75، والترمذي باب النهي عن الترجل ح 1756-4/234 وقال: حسن صحيح ، والنسائي باب الترجل غباً ح 5055-8/132، وأحمد ح 16839-4/86 قال الأرناؤوط: صحيح لغيره ، رجاله ثقات رجال الشيخين لكن فيه عنعنة الحسن .
    (5) -
    انظر فتح الباري 10 / 368 .
    (6) -
    أخرجه البخاري ك اللباس باب القزع ح 5577-5/2214، ومسلم باب كراهة القزع ح2120-3/1675 .
    (7) -
    انظر: فتح الباري 10/364 ، تحفة الودود بأحكام المولود ص119 .
    (8) -
    تحفة الودود ص119 .
    (9) -
    أخرجه البخاري ك المناقب باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم ح3551 -6/565 .
    (10) -
    أخرجه البخاري ك اللباس باب الجعد ح5903 10/356 .
    (11) -
    أخرجه البخاري في الموضع السابق ح5904 .
    (12) -
    انظر: فتح الباري 10 / 360 .
    (13) -
    أخرجه البخاري ك اللباس باب إعفاء اللحى ح5893-10/351 .
    (14) -
    انظر: فتح الباري 10/350،351 .
    (15) -
    سورة النور آية 31 .
    (16) -
    سورة الأحزاب آية 33 .
    (17) -
    أخرجه البخاري ك اللباس باب الموصولة ح5940 -10 /378 ( الفتح ) .
    (18) -
    أخرجه البخاري ك اللباس باب الموصولة ح5943 10/378 .( الفتح )
    (19) -
    انظر: فتح الباري 10/ 372-379 . لسان العرب 2/346، 7/101 ، 11/727 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:04 pm

    فقه الخلق مع النفس (7-7)
    حفظ العقل والعرض والمال:
    الحق الثالث: حفظ العقل/
    العقل من أعظم نعم الله تعالى على العبد ؛ فبه يعرف الحق ، ويقوم أمر معاشه في الدنيا ، ويصلح أمره في الآخرة ، والإضرار بالعقل يخرب دنيا المرء وآخرته ، ولهذا حرّم الإسلام كل ما يفتّر العقل أو يغطيه ، ومنه المسكرات والمخدرات، قال الله تعالى: ( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )(1) ، وفي الحديث نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومُفتر(2) .
    الحق الرابع : حفظ العرض/
    وهو مفهوم العفة الذي سبق وأن بيناه.
    الحق الخامس: حفظ المال/
    ونقصد بذلك من حيث حل الاكتساب وحل الإنفاق، وهذا مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية. قال صلى الله عليه وسلم ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ، وعن علمه فيم فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه ، وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيم أبلاه )(3)، فمن حيث الاكتساب وضع الإسلام قواعد للكسب الحلال منها :
    1-
    قال الله تعالى ( وأحل الله البيع وحرم الربا )(4)، فكل عقد دخله الربا بأي صورة من الصور فهو حرام .
    2-
    قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم )(5)، وأكل المال بالباطل على وجهين: أحدهما أن يكون على الظلم نحو الغصب والخيانة والسرقة ، والثاني على جهة الهزل واللعب كالذي يؤخذ في القمار والملاهي ونحو ذلك(6).
    3-
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من غشنا فليس منا )(7).
    4-
    عن ابن عمر رضي الله عنه ( قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر )(8)، وهو ما يكون مستور العاقبة(9) .
    5-
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المسلمون عند شروطهم )(10).
    ومن حيث الإنفاق فقد وضع الإسلام قاعدة عظيمة، يدخل فيها كل ما يستجد، قال الله تعالى: ( يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) (11)

    (1) -
    سورة المائدة آية 90 .
    (2) -
    أخرجه أبو داود باب النهي عن المسكر ح 3686-3/329 ، وأحمد ح 26676-6/309 ، والبيهقي في السنن الكبرى باب ما أسكر كثيره فقليله حرام ح 17176-8/296 ، والطبراني في المعجم الكبير ح 781-23/337 ، قال ابن حجر في فتح الباري 10/14 : أخرجه أبو داود بسند حسن .
    (3) -
    أخرجه الترمذي باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص ح2417-4/612 قال: حسن صحيح ، والدارمي باب من كره الشهرة والمعرفة ح 537-1/144 .
    (4) -
    سورة البقرة آية 275 .
    (5) -
    سورة النساء آية 29 .
    (6) -
    انظر: كتاب الكبائر للذهبي ص118.
    (7) -
    أخرجه مسلم باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من غشنا فليس منا ) ح 101-1/99 .
    (8) -
    أخرجه أبو داود باب في بيع الغرر ح 3376-/254 ، والترمذي باب ما جاء في كراهية بيع الغرر ح 1230-3/532 وقال : حسن صحيح ، وابن ماجه باب النهي عن بيع الحصاة ح 2194-2/739 ، وابن حبان ذكر الزجر عن بيع الحمل في البطن ...ح 4951-11/327والبيهقي في السنن الكبرى باب النهي عن بيع السنين ح 10389- 5/3020 .
    (9) -
    انظر المبسوط للسرخسي 13/194 .
    (10) -
    أخرجه البخاري معلقاً باب أجر ..ح 14-2/794، والحاكم ك البيوع ح 2310-2/57 ، والبيهقي باب الشرط في الشركة ح 11212-6/79 .
    (11) -
    سورة الأعراف آية 157

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:06 pm

    الخلق مـع الجـن(1)
    نتحدث عن هذا الخلق لأن عالم الجن عالم غيبي لا نعرفه إلا عن طريق الوحي، ومن الخلق مع الجن ما يلي:
    1)
    الإيمان بوجودهم،وأنهم خلق من خلق الله تعالى ، ووجودهم ثابت في الكتاب والسنة ، وحسب الإنسان كي يؤمن بذلك الأمر التعوذ من شرهم، كما في سورة الناس ( من الجنَّة والناس )(2).
    وأنهم خلقوا من نار ، فعن عائشة -رضي الله عنها- عن - النبي صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ( خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم )(3) ، لكنهم ليسوا باقين على أصل خلقتهم النارية كما هو الشأن في آدم - عليه السلام - وبنيه.
    وأن منهم مسلمين يدخلون الجنة في الآخرة ، ومنهم كافرون يدخلون النار في الآخرة ، قال – سبحانه -: ( وأنّا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قدداً ) إلى قوله ( وأنّا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشداً ، وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً )(4).
    2)
    أنهم من مخلوقات الله تعالى ، فلا يحل لمسلم الاستغاثة بهم، أو دعاءهم، أو التقرب إليهم، ولا سؤالهم فهم لا يعلمون الغيب ، وذلك كله شرك بالله تعالى، ولا يزيد من يفعله إلا رهقاً ، قال – سبحانه - : ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً )(5).
    3)
    ستر العورات عنهم بقول بسم الله عند دخول الخلاء، أو عند نزع اللباس، عن علي - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول بسم الله)(6)، وفي حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: ( إذا وضع الرجل ثوبه أن يقول بسم الله )(7).
    4)
    عدم إيذائهم بأي نوع من الأذى ؛ كالاستهزاء والسخرية ، وصب الماء الساخن في الأرض ، أو إلقاء الحجر ونحوه ، دون إيذانهم – وهو قول بسم الله–، وكذلك الاستجمار بالعظم والروث .
    5)
    التحصن منهم بما ورد في الكتاب والسنة من آيات وأذكار، من ذلك المحافظة على قراءة سورة الإخلاص وسورتي الفلق والناس ثلاثاً في الصباح والمساء وعند النوم .
    6)
    وهناك جملة من الآداب ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله ( إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم ؛ فإن الشياطين تنتشر حينئذ ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم ، وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله ؛ فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً ، وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله ، وخمِّروا آنيتكم واذكروا اسم الله ، ولو أن تعرضوا عليها شيئاً ، وأطفئوا مصابيحكم )(8).
    بقلم
    د . إلهام بدر الجابري

    (1) - ذكرنا الجن بعد الملائكة لأنهم من الغيب الذي لا نعلمه إلا عن طريق الشرع.
    (2) -
    آية 6.
    (3) -
    سبق تخريجه في الخلق مع الملائكة .
    (4) -
    سورة الجن آية 11 و14،15 .
    (5) -
    سورة الجن آية 6 .
    (6) -
    أخرجه ابن ماجه ك الطهارة باب ما يقوله الرجل إذا دخل الخلاء ح297-1/109 .
    (7) -
    وأخرجه الرازي في الفوائد ح1708و1711-2/268 ، وكلا الطريقين ضعيف ، إلا أن الحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى الصحيح لغيره ، وقد صححه الألباني لغيره في إرواء الغليل ح50-1/88 .
    (8) -
    أخرجه البخاري ك بدء الخلق باب صفة إبليس وجنوده ح3280-6/336 ، ومسلم ك الأشربة باب استحباب تغطية الإناء وإبكاء السقاء 13/183 مع شرح النووي .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:07 pm

    الأدب مع القـرابــة
    من هم القرابة الذين تجب صلتهم ؟
    هم الآباء والأمهات وإن علوا ، والأولاد وأولادهم وإن نزلوا ، والأخوة والأخوات ، والأعمام والعمات ، والأخوال والخالات .
    ما هو حكم صلة القرابة ؟
    صلة القرابة واجبة قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم : هذا مقام العائذ بك من القطيعة . قال : أما ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى يا رب ، قال : فهو لك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فاقرءوا إن شئتم ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم )(1). وقال صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل الجنة قاطع )(2)، وقال عليه الصلاة والسلام ( من أحب أن يُنسأ له في أثره ويبارك له في رزقه فليصل رحمه )(3) .
    هل تلزم صلة المسيء من القرابة ؟
    نعم على المسلم صلة قريبه المسيء إليه بما لا يحصل له ضرر مباشر ، فمن كان يتضرر بالزيارة يصل بغير الزيارة مما تتحقق معه الصلة ، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لي قرابة أحسن إليهم ويسيئون إلى ، وأحلم عليهم ويجهلون علي ، وأصلهم ويقطعونني ، فقال صلى الله عليه وسلم (إن كنت كما تقول فكأنما تسفهم المل ، ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك )(4) .
    بم تكون الصلة ؟
    تكون بالمال ، وتكون بالنصيحة والمشورة ، وبالزيارة ، وبالدعاء ، وبالشكر والثناء ، وبالمساعدة البدنية ، وبكل ما يُعد عرفاً صلة .

    (1)
    أخرجه البخاري باب من وصله وصله الله ح 5641-5/2232 ، ومسلم باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها ح2554-4/1980 .
    (2)
    أخرجه البخاري باب إثم القاطع ح5638-5/2231 ، ومسلم باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها ح 2556-4/1981 .
    (3)
    أخرجه البخاري باب من أحب البسط في الرزق ح 1961-2/728 .
    (4)
    أخرجه مسلم باب صلة الرحم ح 2558-4/1982 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:08 pm

    الأدب مع الخادم والأجير
    1- إعطاء الأجير والخادم أجره كاملاً دون مماطلة وتأخير ، ففي الحديث القدسي ( قال الله تعالى : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ، ومن كنت خصمه خصمته : رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يُعط أجره )(1).
    2-
    الرأفة بهم وعدم تكليفهم ما لا يطيقون ، وما ليس متفقاً عليه في العقد قال عليه الصلاة والسلام ( أخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فيطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما لا يطيقون فإذا كلفتموهم ما لا يطيقون فأعينوهم )(2) .
    3-
    عدم الإساءة إليهم وإيذائهم ، ففي الحديث أن رجلاً قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني ويخونني ويعصونني ، وأشتمهم وأضربهم ، فكيف أنا منهم ؟ قال ( يُحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم ، فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافاً لا لك ولا عليك ، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلاً لك ، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل ) فتنحى الرجل فجعل يبكي ، فقال رسول الله r ( أما تقرأ كتاب الله ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً )(3)، فقال الرجل : والله يا رسول الله ، ما أجد لي ولهم شيئاً خيراً من مفارقتهم ، أشهدك أنهم أحرار كلهم )(4).
    4-
    تعليمهم دين الله عز وجل ، وحثهم على آداء الواجبات ومساعدتهم على آدائها .

    (1)
    أخرجه البخاري ك البيوع باب إثم من باع حراً ح 2114-2/776 .
    (2)
    أخرجه البخاري باب المعاصي من أمر الجاهلية ... ح 30-1/20 .
    (3)
    سورة الأنبياء آية 27 .
    (4)
    أخرجه الترمذي ك التفسير من سورة الأنبياء ح 3165-5/320 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:10 pm

    الأدب مع الجار
    حث الإسلام على حسن معاملة الجار ، قال سبحانه ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب ...)(1). وقال عليه الصلاة والسلام ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)(2)، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام ( والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن . قيل : من يا رسول الله ؟ قال : من لا يأمن جاره بوائقه )(3).
    مـنازل الجـار:
    للجار ثلاثة منـازل هي :
    1- الجار القريب وله ثلاثة حقوق حق القرابة ، وحق الجوار ، وحق الإسلام .
    2-
    الجار المسلم له حقان ؛ حق الجوار ، وحق الإسلام .
    ومما يدل على حق أصحاب هاتين المنزلتين قول الله تعالى ( والجار ذي القربى والجار الجنب ).
    3-
    الجار غير المسلم له حق واحد وهو حق الجوار . ومما يدل على حق الجار غير المسلم ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أن غلاماً يهودياً كان جاراً للنبي صلى الله عليه وسلم مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه ، فقال له ( أسلم ) ، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له : أطع أبا القاسم ، فأسلم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول ( الحمـد لله الذي أنقـذه من النـار )(4).
    وللجار الأدنى من الحقوق ما ليس للجار البعيد فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله إن لي جارتين فإلى أيهما أُهدي ؟ قال: ( إلى أقربهما منك باباً ) (5) فلما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتخصيص الهدية للجار القريب دون البعيد ، عُلم أن حقه مقدم على حق البعيد.

    (1)
    سورة النساء آية 36 .
    (2)
    أخرجه البخاري باب الوصاية بالجار ح 5669-5/2239 .
    (3)
    أخرجه البخاري باب إثم من لا يأمن جاره بوائقه ح 5670-5/2240 .
    (4)
    أخرجه البخاري باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه ...ح 1290-1/455 .
    (5)
    أخرجه البخاري باب أي الجوار أقرب ح 2140-2/788 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:11 pm

    آداب معاشرة الأصحاب (1-3)
    يجمع آداب معاشرة الأصحاب قول الله عز وجل (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين )(1).
    قال العلامة السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية :[ هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم، فالذي ينبغي أن يعامل به الناس، أن يأخذ العفو، أي: ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق، فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم، بل يشكر من كل أحد ما قابله به، من قول وفعل جميل أو ما هو دون ذلك، ويتجاوز عن تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم، ولا يتكبر على الصغير لصغره، ولا ناقص العقل لنقصه، ولا الفقير لفقره، بل يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال وتنشرح له صدورهم.
    {
    وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ } أي: بكل قول حسن وفعل جميل، وخلق كامل للقريب والبعيد، فاجعل ما يأتي إلى الناس منك، إما تعليم علم، أو حث على خير، من صلة رحم، أو بِرِّ والدين، أو إصلاح بين الناس، أو نصيحة نافعة، أو رأي مصيب، أو معاونة على بر وتقوى، أو زجر عن قبيح، أو إرشاد إلى تحصيل مصلحة دينية أو دنيوية، ولما كان لا بد من أذية الجاهل، أمر اللّه تعالى أن يقابل الجاهل بالإعراض عنه وعدم مقابلته بجهله، فمن آذاك بقوله أو فعله لا تؤذه، ومن حرمك لا تحرمه، ومن قطعك فَصِلْهُ، ومن ظلمك فاعدل فيه ](2).
    يتبع في الحلقة القادمة

    (1) سورة الأعراف آية 199 .
    (2)
    تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان 1/313 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:12 pm

    آداب معاشرة الأصحاب (2-3)
    1-
    اختيار الرفيق الصالح ، قال صلى الله عليه وسلم ( الرجل على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل )(1).
    2-
    المحبة في الله تعالى ففي الحديث القدسي ( قال الله تبارك وتعالى : وجبت محبتي للمتحابين فيّ ، والمتجالسين فيّ ، والمتزاورين فيّ ، والمتباذلين فيّ )(2).
    ويشرع لمن أحب أخاً له في الله أن يعلمه بذلك ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل ، فقال : يا رسول الله إني لأحب هذا . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ( أعلمته ؟ ) قال : لا . قال ( أعلمه ) فلحقه فقال : إني أحبك في الله ، فقال : أحبك الله الذي أحببتني له ) وفي رواية ( قم فأخبره تثبت المودة بينكما )(3).
    3-
    آداء الحقوق العامة للإخوان قال صلى الله عليه وسلم ( حق المسلم على المسلم ست :
    1/
    إذا لقيته فسلم عليه ، 2/ وإذا دعاك فأجبه ، 3/ وإذا استنصحك فانصحه ، 4/ وإذا عطس فحمد الله فشمته ، 5/ وإذا مرض فعده ، 6/ وإذا مات فاتبعه )(4).
    ومنها الآداب الواردة في قول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ، يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم )(5).
    يتبع في الحلقة القادمة

    (1) أخرجه الترمذي باب لم يسمه ح 2378-4/589 وقال : حسن غريب ، وأبو داود باب من يؤمر أن يجالس ح 4833-4/259، وأحمد ح 8015-2/303 قال الأرناؤوط:إسناده جيد ، والحاكم ك البر والصلة ح 7320-4/188 وقال : صحيح إن شاء الله ولم يخرجاه .
    (2)
    أخرجه أحمد ح22083-5/233 وقال الأرناؤوط:حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى فمن رجال مسلم ، وابن حبان ذكر إيجاب محبة الله جل وعلا للمتجالسين فيه ح 575-2/335، والحاكم ك البر والصلة ح 7314-4/186 قال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
    (3)
    أخرجه أبو داود باب إخبار الرجل بمحبته إياه ح 5125- 4/333، وأحمد ح 3559-3/241 قال الأرناؤوط: حديث صحيح وهذا إسناد ضعيف ، وابن حبان ذكر الاستحباب للمرء أن يعلم أخاه محبته إياه لله جل وعلا ح 569-2/328، والحاكم ح 7321-4/189 وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
    (4)
    أخرجه مسلم باب من حق المسلم للمسلم رد السلام ح 2162-4/1705 .
    (5)
    سورة الحجرات آية 11و12 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:14 pm

    آداب معاشرة الأصحاب (1-3)
    1/
    المحافظة على آداب المجالسة وهي كالآتي :
    1)
    السلام على أهل المجلس عند القدوم وعند الانصراف قال عليه الصلاة والسلام ( إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم ، فإن بدا له أن يجلس فليجلس ، ثم إن قام فليسلم ، فليست الأولى بأحق من الآخرة )(1).
    2)
    اختيار الجليس الصالح ففي الحديث ( مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة )(2).
    3)
    التفسح في المجالس قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم ، وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير )(3).
    4)
    أن لا يفرق بين اثنين إلا بإذنهما قال عليه الصلاة والسلام ( لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما )(4).
    5)
    الجلوس حيث ينتهي المجلس عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : ( كنا إذا أتينا النبي صلى الله عليه وسلم جلس أحدنا حيث ينتهي )(5) فلا يتكلف الجلوس في المقدمة ، أو مضايقة الجالسين.
    6)
    النهي عن تناجي اثنين دون الثالث ، قال صلى الله عليه وسلم ( إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس من أجل أنه يحزنه )(6).
    7)
    النهي عن سماع الحديث بدون إذن ، قال عليه الصلاة والسلام ( ...ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرّون منه صُبّ في أذنه الآنك يوم القيامة ... )(7).
    8)
    وضع اليد أو الثوب على الفم عند العطاس لئلا يؤذي الآخرين بما يخرج من فمه عند ذلك ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عطس غطى وجهه بيده أو بثوبه ، وغض بها صوته )(8)ومثله السعال .
    9)
    كراهية التجشؤ بحضرة الآخرين ، فعن ابن عمر قال: ( تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كُفَّ عنك جُشاءك ، فإن أكثرهم شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة)(9).
    10)
    كظم التثاؤب ما استطاع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( التثاؤب من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ، فإن أحدكم إذا قال : ها ضحك الشيطان )(10).

    (1)
    أخرجه أبو داود باب في السلام إذا قام من المجلس ح 5208-4/353 ، والترمذي باب ما جاء في التسليم عند القيام ح 2706-5/62 وقال: هذا حديث حسن ، وابن حبان ذكر الأمر بالسلام لمن أتى نادي قوم فجلس إليهم ح494-2/247، وأحمد ح 7142-2/230 قال الأرناؤوط:إسناده قوي .
    (2)
    أخرجه البخاري باب المسك ح5214-5/2104، ومسلم باب استحباب مجالسة الصالحين ح 2628-4/2026 .
    (3)
    سورة المجادلة آية 11 .
    (4)
    أخرجه أبو داود باب في الرجل يجلس بين الرجلين بغير إذنهما ح 4845-4/262 ، وأحمد ح 6999-2/213 قال الأرناؤوط:إسناده حسن ، والبخاري في الأدب المفرد ح1142-1/390 .
    (5)
    أخرجه أبو داود باب في التحلق ح4825-4/258، والترمذي باب لم يسمه ح 2725-5/73 قال : حسن صحيح غريب ، وابن حبان ذكر وصف مجلس المصطفى لمن قصده ح 6433-14/345 .
    (6)
    أخرجه البخاري باب لا يتناجى اثنان دون الثالث ح5930-5/2318، ومسلم باب تحريم مناجاة الاثنين ح 2183-4/1717 .
    (7)
    أخرجه البخاري باب من كذب في حلمه ح6635-6/2581 .
    (8)
    أخرجه أبو داود باب في العطاس ح5029-4/307، والترمذي باب ما جاء في خفض الصوت ح 2745-5/86 وقال: حديث حسن صحيح ، وأحمد ح 2745-3/79، والحاكم ك الأدب ح 7796-4/325 قال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
    (9)
    أخرجه الترمذي باب لم يسمه ح 2478-4/649 وقال : حديث حسن غريب من هذا الوجه وفي الباب عن أبي جحيفة ، وابن ماجه باب الاقتصاد في الأكل ... ح3350-2/1111، والطبراني في المعجم الأوسط 4/249 ، وأخرجه الطبراني أيضاً عن أبي جحيفة ح8929-8/378 .
    (10)
    أخرجه البخاري باب في صفة إبليس ح 3115-3/1197 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:16 pm

    فقه الأدب عند الخلاف مع المخالف المسلم
    حرص الإسلام منذ ظهوره على وحدة المسلمين ، فكان أول عمل عمله النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة بناء مسجده والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، حتى ضربوا أروع الأمثلة في الإيثار والأخوة الإسلامية قال سبحانه ( والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )(1)
    وجعل النبي صلى الله عليه وسلم التآخي والتوادد والحب في الله من أعظم عرى الإيمان ومن أخص صفات المؤمنين ، فعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( مَن أحب لله ، وأبغض لله ، وأعطى لله ، ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان )(2)، وقال ( إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضاً . ثم شبّك بين أصابعه )(3).
    وحذّر النبي صلى الله عليه وسلم من التفرق والاختلاف فقال ( ... فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية )(4)، وأخبر أن الشيطان يسعى جاهداً للتفريق بين المسلمين حتى يكونوا لقمة سهلة لأعدائهم قال عليه الصلاة والسلام ( إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم )(5).
    ولأجل ذلك فإن هناك آداب يلتزم بها كلا الطرفين عند الخلاف ، والخلاف الذي نعنيه الذي لم يخرج به أحد الطرفين من دائرة الإسلام وحدود هذه الدائرة هو قول النبي صلى الله عليه وسلم ( مَن صلى صلاتنا ، واستقبل قبلتنا ، وأكل ذبيحتنا ، فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله ، فلا تخفروا الله في ذمته )(6).
    وفي حديث الرجل الذي قال : يا رسول الله اتق الله . قال خالد بن الوليد : يا رسول الله ألا أضرب عنقه ؟ قال ( لا ، لعله أن يكون يصلي ) فقال خالد : وكم من مصلٍّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إني لم أومر أن أُنقب قلوب الناس ولا أشقّ بطونهم )(7).
    إلا أن يكون صاحب بدعة مكفرة - وقد ذكر العلماء ضابطاً لها ، فقالوا : إن مَن أنكر أمراً مجمعاً عليه متواتراً من الشرع معلوماً من الدين بالضرورة فقد كفر ، لأن ذلك تكذيب بالكتاب وبما أرسل الله رسله (8)- فليس هو مقصوداً في حديثنا هذا .
    أما من ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب ، - والكبيرة هي كل ذنب ترتب عليه حد أو أُتبع بلعنة أو غضب أو نار أو أي عقوبة - فحكمه أنه مسلم وعليه أن يتوب توبة نصوحاً -بأن يتوفر فيها ثلاثة أمور ؛ إقلاع عن الذنب ، وندم على ارتكاب الذنب ، وعزم على عدم العودة إليه ، - إلا إن كان فيها مظلمة لمسلم لزمه أمر رابع هو التحلل منها - قبل الله توبته ، قال سبحانه ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ، أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار ...)(9)، وإن لم يتب فهو إلى الله تعالى إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه لكنه غير مخلد في النار لتوحيده ، لحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ( بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، ولا تقتلوا أولادكم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ، ولا تعصوا في معروف ، فمن وفّى منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئـاً ثم ستـره الله فهو إلى الله إن شاء عفـا عنه وإن شاء عاقبه )(10).
    يتبع في الحلقة القادمة

    (1) سورة الحشر آية 9 .
    (2)
    أخرجه أبو داود ك السنة باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه ح 4681- 4/220، والحاكم ك النكاح ح 2694-2/178 قال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
    (3)
    أخرجه البخاري باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره ح 467-1/182 ، ومسلم باب تراحم المؤمنين ح 2585-4/1999 .
    (4)
    أخرجه أبو داود باب في التشديد في ترك الجماعة ح 547-1/150، والنسائي باب التشديد في ترك الجماعة ح 847-2/106 ، وأحمد ح 21758-5/196 قال الأرناؤوط : إسناده حسن من أجل السائب بن حبيش ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح ، وابن حبان ذكر استحواذ الشيطان على الثلاثة إذا كان في بدو أو قرية ولم يجمعوا الصلاة ح 2101-5/457، والحاكم ك الإمامة وصلاة الجماعة ح 765-1/330 وقال: هذا حديث صدوق رواته شاهد لما تقدمه .
    (5)
    أخرجه مسلم باب تحريش الشيطان 18/156 مع شرح النووي .
    (6)
    أخرجه البخاري باب فضل استقبال القبلة ... ح 384-1/153 ، ومسلم باب وقتها ح 1961-3/1553 .
    (7)
    مختصراً من حديث أخرجه البخاري ك المغازي باب بعث علي بن أبي طالب ح4094 – 4/1581.
    (8)
    أعلام السنة المنشورة ص219 .
    (9)
    سورة آل عمران آية 135،136 .
    (10)
    أخرجه البخاري ك الإيمان 1/10 ، ومسلم ك الحدود باب الحدود كفارة لأهلها . وانظر كتاب أعلام السنة المنشورة ص210-215.

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:18 pm

    الآداب عند الخلاف ( 1- 7 )
    إبقاء حبل المودة والإخاء موصولاً ، فمهما حصل من خلاف فإن الأخوة الإسلامية بينهما لا تزال قائمة ، واستشعار الأخوة مع حصول الخلاف سبيل إلى الصلح وصفاء الأنفس وطيب بعضها على بعض ، فقد قال سبحانه بعد أن ذكر تقاتل الطائفتين المؤمنتين وأمر بالإصلاح بينهما ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون )(1) ، ومن شأن الإخوة مهما اختلفوا بقاء المودة بينهم والتشوّق للصلح والوفاق.
    وإلى هذا المعنى أيضاً أرشد النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخواناً )(2) .
    وفي حديث آخر يجعل آداء حق التواصل واجباً بينهما وإن كان بينهما خلاف يقول عليه الصلاة والسلام ( ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام )(3).
    ومع الخلاف يحث الإسلام على سلامة الصدر ويرتب على ذلك الثواب العظيم وأي شيء أعظم من الجنة ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال :" يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة ". فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه ، قد علق نعليه بيده الشمال ، فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك ، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى ، فلما كان اليوم الثالث ، قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً ، فطلع ذلك الرجل مثل حاله الأولى ، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم ، تبعه عبد الله بن عمرو – أي تبع الرجل – فقال : إني لاحيت أبي فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثاً . فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت ! قال : نعم . قال أنس : فكان عبد الله يحدث أنه بات معه الثلاث الليالي فلم يره يقوم من الليل شيئاً ، غير أنه إذا تعار ذكر الله عز وجل حتى ينهض لصلاة الفجر ، قال عبد الله : غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً . فلما مضت الليالي الثلاث وكدت احتقر عمله ، قلت : يا عبد الله لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات : " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة "؛ فطلعت الثلاث مرات ، فأردت أن آوي إليك ، فأنظر ما عملك فأقتدي بك ، فلم أرك عملت كبير عمل !! فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ما هو إلا ما رأيت . قال عبد الله : فلما وليت دعاني ، فقال : ما هو إلا ما رأيت ، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه – وفي رواية لا أجد في نفسي غلاً لأحد من المسلمين –فقال عبد الله : هذه التي بلغت بك )(4).
    بل ويحث الإسلام على الإحسان مهما بلغت الإساءة فهذا القرآن ينزل موجهاً الصديق إلى العفو عمن تكلم في عرض ابنته والإحسان إليه وأي إساءة أشد من الإساءة في العرض قال سبحانه ( ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم )(5).
    وتأمل شأن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مع أعدائه ، حتى قال بعض أصحابه : وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه . قال ابن القيم تلميذه رحمهما الله تعالى :[ ما رأيته يدعو على أحد منهم قط ، وكان يدعو لهم . وجئت يوماً مبشراً له بموت أكبر أعدائه ، وأشدهم عداوة وأذى له ، فنهرني ، وتنكر لي ، واسترجع ، ثم قام من فوره إلى بيت أهله ، فعزاهم ، وقال : إني لكم مكانه ، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه ، ونحو هذا من الكلام . فسروا به ، ودعوا له ، وعظموا هذه الحال منه ، فرحمه الله ورضي عنه ](6).
    يتبع في الحلقة القادمة

    (1) سورة الحجرات آية 10 .
    (2)
    أخرجه البخاري ك الأدب باب ما ينهى عنه من التحاسد ح6064 – 10 / 481 مع الفتح .
    (3)
    أخرجه البخاري في الموضع السابق ح6065 .
    (4)
    أخرجه النسائي في السنن الكبرى باب ما يقول إذا انتبه من منامه ح 10699-6/215 ، وأحمد ح 12720-3/166 قال: إسناده صحيح على شرط الشيخين .
    (5)
    سورة النور آية 22 .
    (16)
    مدارج السالكين 2/328-329 .

    هانى
    هانى
    المديرالإدارى
    المديرالإدارى


    عدد المساهمات : 1558

    الاسره السعيده فى الاسلام - صفحة 2 Empty رد: الاسره السعيده فى الاسلام

    مُساهمة من طرف هانى الثلاثاء مارس 29, 2011 9:20 pm

    الآداب عند الخلاف (2-7)
    أدب الكلام ؛ فالإسلام يحث على طيب الكلام ولطف التعبير مع الناس أجمعين ، فإن الشيطان يتحين زلات اللسان حتى يفرق بين المسلمين ، والمؤمن طيب الكلام دائماً ، يختار من الكلام أطيبه كما يختار أطايب الثمر ، قال الله تعالى في وصف المؤمنين ( وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد )(1) ؛ وهو طيب الكلام مع إخوانه وأصدقائه ؛ لأن طيب الكلام سبب لثبوت المودة ، واستمرار الصحبة ، ودحر لكيد الشيطان الذي يتربص به وبإخوانه يريد أن يوقع بينهم العداوة والبغضاء قال سبحانه ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً )(2).
    وهو طيب الكلام مع خصومه من إخوانه المسلمين ؛ لأن الكلمة الطيبة تسل سخيمة الصدر ، وتطفئ نار الغل والحسد ، قال سبحانه ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن ، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )(3).
    وهو طيب الكلام حتى مع الذين لا يتأدبون بأدب الإسلام ، ولا تؤمن غوائل ألسنتهم ، لأن في طيب الكلام معهم كفا لشرورهم ، وسلامة من بذاءة ألسنتهم ، فيداريهم ويحلم عنهم طلباً للسلامة قال سبحانه في وصف المؤمنين ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً ، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً )(4) وقال سبحانه أيضاً ( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين )(5).
    وطيب الكلام مع الجاهلين والسفهاء ومداراتهم من الدين دفعاً لشرهم ، وتلييناً لقلوبهم فعن عائشة رضي الله عنها أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم رجل ، فقال : ( ائذنوا له ، فبئس ابن العشيرة – أو أخو العشيرة – فلما دخل ألان له الكلام . فقلت له : يا رسول الله ، قلت ما قلت ، ثم ألنت له في القول . فقال : أي عائشة ، إن شر الناس منزلة عند الله من تركه – أو ودعه – الناس اتقاء فُحشه )(6) .
    قال ابن حجر رحمه الله :[ قال ابن بطال : المداراة من أخلاق المؤمنين ، وهي خفض الجناح للناس ولين الكلمة وترك الإغلاظ لهم في القول ، وذلك من أقوى أسباب الألفة ، وظن بعضهم أن المداراة هي المداهنة فغلط ، لأن المداراة مندوب إليها والمداهنة محرمة ، والفرق أن المداهنة من الدهان وهو الذي يظهر على الشيء ويستر باطنه ، وفسرها العلماء بأنها معاشرة الفاسق وإظهار الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه ، والمداراة هي الرفق بالجاهل في التعليم ، وبالفاسق في النهي عن فعله ، وترك الإغلاظ عليه حيث لا يظهر ما هو فيه ، والإنكار عليه بلطف القول والفعل ، ولا سيما إذا احتيج إلى تألفه ونحو ذلك ](7).
    وهذه المداراة ليست بالأمر السهل والهيّن ؛ فإن بعضهم أُوتي من أساليب الاستفزاز ما يُعجز الحليم ، ويُحيّر العاقل ، لذا على المؤمن أن يستعين بالله ويصبر فإن كان لا بد رادّاً بعض ما يُقال له فليجتنب السيئ من الكلام قال الله تعالى ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا مَن ظلم وكان الله سميعاً عليماً ، إن تبدوا خيراً أو تخفوه أو تعفو عن سوء فإن الله كان عفواً قديراً )(8).
    وليعلم المؤمن أن الله في عون العبد مادام صابراً محتسباً ، عن سعيد بن المسيب رحمه الله قال :[ بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ومعه أصحابه وقع رجل بأبي بكر ، فآذاه ، فصمت عنه أبو بكر ، ثم آذاه الثانية فصمت عنه ، ثم آذاه الثالثة ، فانتصر أبو بكر رضي الله عنه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتصر أبو بكر ، فقال أبو بكر : أوَجدت علي يا رسول الله ؟ قال : لا ، ولكن نزل ملك من السماء يكذبه بما قال لك ، فلما انتصرت ، وقع ، فلم أكن لأجلس إذ وقع الشيطان ](9).
    والمؤمن أيضاً طيب الكلام مع غير المسلمين امتثالاً لقول الله تعالى ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ...)(10)، فبالجملة الكلمة الطيبة كما أخبرها عليه الصلاة والسلام صدقة(11) .
    قال ابن بطال : [ وجه كون الكلمة الطيبة صدقة ؛ أن إعطاء المال يفرح به قلب الذي يُعطاه ويـذهب ما في قلبه ، وكذلك الكلام الطيب فاشتبهـا من هذه الحـيثية ](12) .
    يتبع في الحلقة القادمة

    (1) سورة الحج آية 24 .
    (2)
    سورة الإسراء آية 53 .
    (3)
    سورة فصلت آية 34 .
    (4)
    سورة الفرقان آية 63 .
    (5)
    سورة القصص آية 55 .
    (6)
    أخرجه البخاري ك الأدب باب المداراة بعد الناس ح6131 – 10 / 528 مع الفتح .
    (7)
    فتح الباري 10 / 528 .
    (8)
    سورة النساء آية 148و149 .
    (9)
    أخرجه أبو داود باب في الانتصار ح 4896-4/274.
    (10)
    سورة العنكبوت آية 46 .
    (11)
    الحديث أخرجه البخاري ك الأدب باب طيب الكلام 10/448 ، ومسلم ك الزكاة باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل معروف 2/699 .
    (12)
    نقله عنه ابن حجر في فتح الباري 10 / 449 .


      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 27, 2024 1:31 pm