الحمد لله ..
والصلاة والسلام على عبدالله ورسوله محمد وآله وصحبه ..
أما بعد :
فلا أستطيع أن ألزم الحياد في كتابتي عن أحبّ إنسان إلى قلبي :
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
إنني لا أكتب عن زعيم سياسي قدّم لشعبه أطروحته
وعرض على أتباعه فكرته ،
ليقيم دولة في زاوية من زوايا الأرض ،
بل أكتب عن رسول ربّ العالمين ،
المبعوث رحمة للناس أجمعين ..
ولن ألزم الحياد وأنا أكتب عنه ،
لأنني لا أكتب عن خليفة من الخلفاء له جنود
وبنود ولديه حشود وعنده قناطير مقنطرة من الذهب
والفضة والخيل المسّومة والأنعام والحرث
، ولكنني أكتب عن الرحمة المهداة والنعمة المسداة :
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ولن ألزم الحياد لأنني لا أتكلم عن سلطان من السلاطين
قهر الناس بسيفه وسوطه ،
وأخاف الناس بسلطانه وهيمانه وصولجانه ،
لكنني أتكلم عن معصوم شرح الله صدره ووضع عنه وزره ،
ورفع له ذكره ..
ولن ألزم الحياد لأنني لا أتكلم عن شاعر هدّار ،
أو خطيب ثرثار ، أو متكلم موّار ، أو فيلسوف هائم ،
أو روائي متخيل ، أو كاتب متصنّعن أو تاجر منعم ،
بل أتحدث عن نبي خاتم ، نزل عليه الوحي ،
وهبط عليه جبريل ، ووصل سدرة المنتهى ،
له شفاعة كبرى ومنزلة عظمى وحوض مورود
ومقام محمود ولواء معقود ،
فكيف ألزم الحياد إذاً ؟؟
أتريد أن أحبس عواطفي وأن أقيد ميولي
وأن أربط على نبضات قلبي وأنا أكتب عن أحب إنسان
إلى قلبي وأغلى رجل وأعز مخلوق على نفسي ؟
إنَّ هذا لشئ عجاب !!
أتريد مني أن أكفكف دموعي وأنا أخطّ سيرته ،
وأن أخمد لهيب روحي وأنا أسطّر أخباره ،
وأن أجمد خلجات فؤادي وأنا أدبج ذكرياته ؟!
لن أستطيع هذا ، كلا وألف كلا ..
لأنني أكتب عن أسوة وإمام معي بهداه في كل شاردة وواردة ،
أصلي فأذكره لأنه يقول
:"صلوا كما رأيتموني أصلي"
.. البخاري 631 ،
أحجّ فأذكره لأنه يقول:
" لتأخذوا عني مناسككم"
مسلم 1297،
في كل طرفة عين أذكره لأنه يقول :
"من رغب عن سنتي فليس مني"
.. البخاري 5063 ومسلم 1401،
وفي كل لحظة أذكره لأن الله يقول :
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)
الأحزاب 21.
إنني أكتب عن أغلى الرجال وأجلّ الناس
وأفضل البشر وأزكى العالمين ،
مرجعي في ذلك دفتر الحب المحفوظ في قلبي ،
ومصدري في ذلك ديوان الإعجاب المخطوط في ذاكرتي ،
فكأنني أكتب بأعصاب جسمي وشرايين قلبي ،
وكأن مدادي دمي ودموعي :
.....................................
.............
..........
روابط التحميل
http://file13.9q9q.net/Download/2696...-----.rar.html
رابط اخر
[url=http://www.fileflyer.com/view/UOf7SCe]http://www.fileflyer.com/view/UOf7SCe[/url]