مكانته
يجمع المسلمون بمختلف طوائفهم على أن علي بن أبي طالب هو أحد أهم الأعلام الإسلامية. وله مكانة عظيمة عند المسلمين؛ وإن اختلفت تلك المكانة باختلاف الطائفة، فتعتبره الشيعة الإمام والخليفة الشرعي للمسلمين ويسمونه بالوصيّ، ويعتقدون أن حادثة الغدير وغيرها من الأحاديث نبوية والآيات قرآنية دليل على شرعيته بالنص من النبي،[1] ويؤمن السبئية ومن تأثر بفكرهم بألوهيته [2]، بينما يذهب أهل السنة والجماعة إلى أن علي أحد الصحابة ومن أهل بيت النبي ورابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ولا يعتقدون بوصايته، لكنه أحد عظماء الإسلام عندهم،[3] وينفرد الخوارج برأي مخالف لجميع المسلمين حيث يعتقدون بفسقه حين قبل بوثيقة التحكيم التي عرضها عليه معاوية بن أبي سفيان، وخلع نفسه من إمارة المؤمنين وساوى نفسه بمعاوية وهو وال من ولاة الدولة، ويعتقدون أن الحكمين حكما برأيهما ولم يحكما بحكم الله الذي يقضي بتأييد حق علي في الخلافة ووفقاً لعقيدتهم فإن كل من يرتكب إثماً فهو كافر [4]، وقد قتله الخارجي عبد الرحمن بن ملجم. كما ظهرت بين المسلمين في القرون الأولى جماعات أخرى تقلل من شأن علي أو تفسقه أطلق عليها اسم النواصب اندثرت مع الزمن.
يرى أهل السنة والجماعة أن منظورهم تجاه علي يعد وسطاً بين الخوارج والنواصب من جهة وفرق الشيعة المختلفة من جهة أخرى، فهم لا يفسقونه ولا يغالون فيه فيما يرونه مطابقاً لحديث محمد الذي قال فيه «خير الأمور أوسطها» [5] فيطلقوا على أنفسهم كذلك أهل الوسط. بينما يرى الشيعة أن هذا إبخاساً لحقه ومكانته كإمام منصب بأمر إلهي، وترتبط غالبية المناسبات الشيعية بما حدث لعلي وأهل بيته من أفراح وأحزان. ويعود أصل تسمية الشيعة لتشيعهم لعلي بن أبي طالب. [6]
من النقاط الخلافية أيضاً المتعلقة بعلي مسألة أهل البيت، حيث أن أهل السنة يعتبرون مفهوم أهل البيت مفهوم واسع ويشمل أزواج النبي وبناته وأقاربه من بنو هاشم وكل من حرمت عليهم الصدقة، بينما يرى الشيعة أن بعض الأحاديث النبوية مثل "حديث المباهلة" وحديث الكساء حصرت مفهوم آل البيت في أشخاص محددين هم محمد وعلي بن أبي طالب وزوجته فاطمة بنت محمد وولديهما الحسن والحسين، ومن بعدهم الأئمة من ذريتهما، وترجع أهمية تحديد آل البيت عند الشيعة إلى الاعتقاد بعصمتهم و أحقيتهم في الإمامة والخلافة والخمس وغيرها.
وبالنسبة للباحثين من غير المسلمين فقد أثنى عليه بعضهم مثل إدوارد جيبون في كتابه الشهير "تاريخ أفول وسقوط الدولة الرومانية" والسير ويليام موير [7] [8]، والبعض الآخر لديه رؤى سلبية تجاه علي مثل هنري لامينز
حياته في مكة
ولد في مكة في 17 مارس 599م لبني هاشم بطن من قريش وأبوه هو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم أحد سادات قريش والمسئول عن السقاية فيها، ويرجع نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم أحد أنبياء الإسلام. وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وقيل أنها أول هاشمية تلد لهاشمي. [11]
تواترت الأخبار أن علي بن أبي طالب ولد داخل الكعبة، حيث يؤكد الشيعة أنه المولود الوحيد داخل الكعبة كتكريم إلهي لعلي انفرد به وحده لبيان مكانته العظيمة. وذكر ذلك في بعض المصادر السنية منها المستدرك للحاكم فجاء فيه: «تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه في جوف الكعبة» [12]، وذُكر هذا أيضا في مواضع أخرى من كتب السنة والشيعة مع ذلك فإن الحدث غير مؤكد عند أهل السنة، في حين ثبت مولد الصحابي حكيم بن حزام في جوف الكعبة حسب رواياتهم، أي أن علي بن أبي طالب لا ينفرد بهذا إن كان ميلاده في الكعبة صحيحاً
حين كان علي ما بين الخامسة والسادسة من عمره مرت بمكة سنين عسرة وضيق أثرت على الأحوال الإقتصادية في مكة وما حولها، وكان لأبي طالب ثلاثة أبناء هم علي وعقيل وجعفر، فذهب إليه النبي محمد وعمه العباس بن عبد المطلب وعرضا عليه أن يأخذ كل منهما ولداً من أبنائه يربيه ويكفله تخفيفاً للعبئ عليه، فأخذ العباس جعفر وأخذ النبي محمد علياً فتربى في بيته وكان ملازماً له أينما ذهب.
إسلامه
أسلم وهو صغير، بعد أن عرض محمد الإسلام على أقاربه من بني هاشم تنفيذاً لما جاء في القرآن، فكما ورد في بعض المصادر الشيعية فإن محمد جمع أهله وأقاربه على وليمة وعرض عليهم الإسلام وقال أن من سيقبل سيكون وليه ووصيه وخليفته من بعده، فلم يجبه أحد إلا علي، سمي هذا الحديث "حديث يوم الدار" أو "إنذار يوم الدار"، وورد كذلك هذا الحديث في مسند أحمد برواية مختلفة . وبهذا أصبح علي أول من أسلم من الصبيان، وقيل أنه أول الناس إسلاماً بعد خديجة زوجة الرسول وإن تضاربت الروايات حول هذا، فالبعض من أهل السنة يعتبرون أبا بكر الصديق هو أول الناس إسلاماً بعد خديجة [11]، وعلي هو أول من صلى مع محمد بالإضافة لزوجته خديجة [25]، وكان قبل الإسلام حنيفاً ولم يسجد لصنم قط طيلة حياته، ولهذا يقول بعض المسلمون "كرم الله وجهه" بعد ذكر اسمه، وقيل لأنه لم ينظر لعورة أحد قط [26]. بقي علي مع محمد حتى هاجر، وقاسى معه اضطهاد قريش له، ومقاطعة قريش لبني هاشم وحصارهم في شعب أبي طالب. ولم يهاجر علي إلى الحبشة في الهجرة الأولى حين سمح محمد لبعض من آمن به بالهجرة إلى هناك.
[تحرير] ليلة الهجرة النبوية
المقال الرئيسي: الهجرة النبوية
بات علي بن أبي طالب في فراش محمد ليلة الهجرة، وتغطى ببرده الأخضر ليظن الناس أن النائم هو محمد وبهذا غطي على عملية هجرة النبي، وأحبط مؤامرة وثنيوا قريش بقتل محمد، وبهذا يعتبر أول فدائي في الإسلام، ويروى بعض المفسرين الشيعة في تفسير الآية القرآنية: «ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله» أنها نزلت في علي بن أبي طالب حين نام في فراش الرسول [27] [28]. وكان محمداً قد أمره أن يؤدي الأمانات إلى أهلها ففعل، حيث كان أهل قريش يضعون أماناتهم عند محمد، وكانوا في مكة يعلمون أن علياً يتبع محمداً في كل مكان، لهذا فإن بقاءه في مكة جعل الناس يشكون في هجرته النبي نظراً لاعتقادهم بأنه لو هاجر لأخذ علياً معه، وبقي علي في مكة ثلاثة أيام حتى أمره محمد بالهجرة للمدينة. [29]
جزء من سلسلة
الشيعة
الإثنا عشرية
أصول العقائد
التوحيد · العدل
المعاد · النبوة
الإمامة
فرق الشيعة
الزيدية · الإسماعيلية
كتب الشيعة
القرآن الكريم · الصحيفة السجادية · نهج البلاغة · مفاتيح الجنان· الكافي · من لا يحضره الفقيه · الاستبصار
المرجعية
قائمة المراجع · التقليد · آية الله
مدن مقدسة
مكة المكرمة · المدينة المنورة · القدس · النجف الأشرف · الكاظمية المقدسة · كربلاء المقدسة · مشهد المقدسة · سامراء المقدسة · قم المقدسة
مزارات مقدسة
الروضة الشريفة · البقيع · الروضة العلوية · الحضرة الكاظمية · الروضة الحسينية · الروضة الرضوية · حضرة العسكريين · الحضرة الفاطمية بقم · مقام السيدة زينب بالشام · حضرة السيدة رقية بنت الحسين · سرداب الغيبة
أعلام شيعة
قائمة أعلام الشيعة
مساجد
المسجد الحرام · المسجد النبوي
المسجد الأقصى · مسجد جمكران · مسجد براثا · مسجد الكوفة · مسجد السهلة
المعصومون
الرسول الأكرم · فاطمة الزهراء · علي بن أبي طالب · الحسن بن علي · الحسين بن علي · علي السجاد · محمد الباقر · جعفر الصادق · موسى الكاظم · علي الرضا · محمد الجواد · علي الهادي · الحسن العسكري · المهدي المنتظر
انظر أيضا
السيدة زينب · العباس بن علي · مسلم بن عقيل · صحابة · أيام الشيعة الإثناعشرية · معركة كربلاء · رؤى شيعية
[تحرير] حياته في المدينة
هاجر إلى المدينة وهو ما بين 22 و 23 من عمره، قيل ماشياً حتى تورمت قدماه ونزف منهما الدم [30] [10]، وقيل معه ركب من النساء هم أمه فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت محمد وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب أو ما سمي بركب الفواطم [29]، وحين آخى النبي بين المهاجرين والأنصار، اختاره محمد ليكون أخاه. زوجه محمد ابنته فاطمة في السنة الثانية من الهجرة. شهد بيعة الرضوان والكثير من المشاهد مع الرسول محمد، وشهد جميع المعارك معه إلا معركة تبوك خلفه فيها على المدينة وعلى عياله بعده وقال له: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي "، وسلم له الراية في الكثير من المعارك [11] [30].
في معركة بدر، هزم علي البطل الأموي الوليد بن عتبة، وقتل فيها ما يزيد عن 20 من الوثنيين [31]. وفي معركة الأحزاب قتل عمرو بن ود العامري أحد أقوى فرسان العرب وفي معركة خيبر، هزم بطل اليهود مرحب، وبعد أن عجز جيش المسلمين مرتين عن اقتحام حصن اليهود أعطى الرسول الراية لعلي ليقود الجيش، وفتح الحصن وتحقق النصر للمسلمين. [32]، وقيل إنه اقتحم حصن خيبر متخذاّ الباب درعاً له لشدة قوته في القتال.
كان علياً أحد كتاب القرآن أو كتاب الوحي الذين يدونون القرآن في حياة محمد، وكان محمد يثق به ثقة كبيرة فكان يجعله يحمل الرسائل ويرسله لدعوة القبائل للإسلام، وأمره محمد بكسر الأصنام التي حول الكعبة [33]. ولاه محمد قضاء اليمن لما عرف عنه من عدل وحكمة في القضاء، فنصحه ودعا له [34]، ثم أرسله إلى هناك سنة 8 هـ ومكث به عام واحد [35].
يجمع المسلمون بمختلف طوائفهم على أن علي بن أبي طالب هو أحد أهم الأعلام الإسلامية. وله مكانة عظيمة عند المسلمين؛ وإن اختلفت تلك المكانة باختلاف الطائفة، فتعتبره الشيعة الإمام والخليفة الشرعي للمسلمين ويسمونه بالوصيّ، ويعتقدون أن حادثة الغدير وغيرها من الأحاديث نبوية والآيات قرآنية دليل على شرعيته بالنص من النبي،[1] ويؤمن السبئية ومن تأثر بفكرهم بألوهيته [2]، بينما يذهب أهل السنة والجماعة إلى أن علي أحد الصحابة ومن أهل بيت النبي ورابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ولا يعتقدون بوصايته، لكنه أحد عظماء الإسلام عندهم،[3] وينفرد الخوارج برأي مخالف لجميع المسلمين حيث يعتقدون بفسقه حين قبل بوثيقة التحكيم التي عرضها عليه معاوية بن أبي سفيان، وخلع نفسه من إمارة المؤمنين وساوى نفسه بمعاوية وهو وال من ولاة الدولة، ويعتقدون أن الحكمين حكما برأيهما ولم يحكما بحكم الله الذي يقضي بتأييد حق علي في الخلافة ووفقاً لعقيدتهم فإن كل من يرتكب إثماً فهو كافر [4]، وقد قتله الخارجي عبد الرحمن بن ملجم. كما ظهرت بين المسلمين في القرون الأولى جماعات أخرى تقلل من شأن علي أو تفسقه أطلق عليها اسم النواصب اندثرت مع الزمن.
يرى أهل السنة والجماعة أن منظورهم تجاه علي يعد وسطاً بين الخوارج والنواصب من جهة وفرق الشيعة المختلفة من جهة أخرى، فهم لا يفسقونه ولا يغالون فيه فيما يرونه مطابقاً لحديث محمد الذي قال فيه «خير الأمور أوسطها» [5] فيطلقوا على أنفسهم كذلك أهل الوسط. بينما يرى الشيعة أن هذا إبخاساً لحقه ومكانته كإمام منصب بأمر إلهي، وترتبط غالبية المناسبات الشيعية بما حدث لعلي وأهل بيته من أفراح وأحزان. ويعود أصل تسمية الشيعة لتشيعهم لعلي بن أبي طالب. [6]
من النقاط الخلافية أيضاً المتعلقة بعلي مسألة أهل البيت، حيث أن أهل السنة يعتبرون مفهوم أهل البيت مفهوم واسع ويشمل أزواج النبي وبناته وأقاربه من بنو هاشم وكل من حرمت عليهم الصدقة، بينما يرى الشيعة أن بعض الأحاديث النبوية مثل "حديث المباهلة" وحديث الكساء حصرت مفهوم آل البيت في أشخاص محددين هم محمد وعلي بن أبي طالب وزوجته فاطمة بنت محمد وولديهما الحسن والحسين، ومن بعدهم الأئمة من ذريتهما، وترجع أهمية تحديد آل البيت عند الشيعة إلى الاعتقاد بعصمتهم و أحقيتهم في الإمامة والخلافة والخمس وغيرها.
وبالنسبة للباحثين من غير المسلمين فقد أثنى عليه بعضهم مثل إدوارد جيبون في كتابه الشهير "تاريخ أفول وسقوط الدولة الرومانية" والسير ويليام موير [7] [8]، والبعض الآخر لديه رؤى سلبية تجاه علي مثل هنري لامينز
حياته في مكة
ولد في مكة في 17 مارس 599م لبني هاشم بطن من قريش وأبوه هو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم أحد سادات قريش والمسئول عن السقاية فيها، ويرجع نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم أحد أنبياء الإسلام. وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وقيل أنها أول هاشمية تلد لهاشمي. [11]
تواترت الأخبار أن علي بن أبي طالب ولد داخل الكعبة، حيث يؤكد الشيعة أنه المولود الوحيد داخل الكعبة كتكريم إلهي لعلي انفرد به وحده لبيان مكانته العظيمة. وذكر ذلك في بعض المصادر السنية منها المستدرك للحاكم فجاء فيه: «تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه في جوف الكعبة» [12]، وذُكر هذا أيضا في مواضع أخرى من كتب السنة والشيعة مع ذلك فإن الحدث غير مؤكد عند أهل السنة، في حين ثبت مولد الصحابي حكيم بن حزام في جوف الكعبة حسب رواياتهم، أي أن علي بن أبي طالب لا ينفرد بهذا إن كان ميلاده في الكعبة صحيحاً
حين كان علي ما بين الخامسة والسادسة من عمره مرت بمكة سنين عسرة وضيق أثرت على الأحوال الإقتصادية في مكة وما حولها، وكان لأبي طالب ثلاثة أبناء هم علي وعقيل وجعفر، فذهب إليه النبي محمد وعمه العباس بن عبد المطلب وعرضا عليه أن يأخذ كل منهما ولداً من أبنائه يربيه ويكفله تخفيفاً للعبئ عليه، فأخذ العباس جعفر وأخذ النبي محمد علياً فتربى في بيته وكان ملازماً له أينما ذهب.
إسلامه
أسلم وهو صغير، بعد أن عرض محمد الإسلام على أقاربه من بني هاشم تنفيذاً لما جاء في القرآن، فكما ورد في بعض المصادر الشيعية فإن محمد جمع أهله وأقاربه على وليمة وعرض عليهم الإسلام وقال أن من سيقبل سيكون وليه ووصيه وخليفته من بعده، فلم يجبه أحد إلا علي، سمي هذا الحديث "حديث يوم الدار" أو "إنذار يوم الدار"، وورد كذلك هذا الحديث في مسند أحمد برواية مختلفة . وبهذا أصبح علي أول من أسلم من الصبيان، وقيل أنه أول الناس إسلاماً بعد خديجة زوجة الرسول وإن تضاربت الروايات حول هذا، فالبعض من أهل السنة يعتبرون أبا بكر الصديق هو أول الناس إسلاماً بعد خديجة [11]، وعلي هو أول من صلى مع محمد بالإضافة لزوجته خديجة [25]، وكان قبل الإسلام حنيفاً ولم يسجد لصنم قط طيلة حياته، ولهذا يقول بعض المسلمون "كرم الله وجهه" بعد ذكر اسمه، وقيل لأنه لم ينظر لعورة أحد قط [26]. بقي علي مع محمد حتى هاجر، وقاسى معه اضطهاد قريش له، ومقاطعة قريش لبني هاشم وحصارهم في شعب أبي طالب. ولم يهاجر علي إلى الحبشة في الهجرة الأولى حين سمح محمد لبعض من آمن به بالهجرة إلى هناك.
[تحرير] ليلة الهجرة النبوية
المقال الرئيسي: الهجرة النبوية
بات علي بن أبي طالب في فراش محمد ليلة الهجرة، وتغطى ببرده الأخضر ليظن الناس أن النائم هو محمد وبهذا غطي على عملية هجرة النبي، وأحبط مؤامرة وثنيوا قريش بقتل محمد، وبهذا يعتبر أول فدائي في الإسلام، ويروى بعض المفسرين الشيعة في تفسير الآية القرآنية: «ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله» أنها نزلت في علي بن أبي طالب حين نام في فراش الرسول [27] [28]. وكان محمداً قد أمره أن يؤدي الأمانات إلى أهلها ففعل، حيث كان أهل قريش يضعون أماناتهم عند محمد، وكانوا في مكة يعلمون أن علياً يتبع محمداً في كل مكان، لهذا فإن بقاءه في مكة جعل الناس يشكون في هجرته النبي نظراً لاعتقادهم بأنه لو هاجر لأخذ علياً معه، وبقي علي في مكة ثلاثة أيام حتى أمره محمد بالهجرة للمدينة. [29]
جزء من سلسلة
الشيعة
الإثنا عشرية
أصول العقائد
التوحيد · العدل
المعاد · النبوة
الإمامة
فرق الشيعة
الزيدية · الإسماعيلية
كتب الشيعة
القرآن الكريم · الصحيفة السجادية · نهج البلاغة · مفاتيح الجنان· الكافي · من لا يحضره الفقيه · الاستبصار
المرجعية
قائمة المراجع · التقليد · آية الله
مدن مقدسة
مكة المكرمة · المدينة المنورة · القدس · النجف الأشرف · الكاظمية المقدسة · كربلاء المقدسة · مشهد المقدسة · سامراء المقدسة · قم المقدسة
مزارات مقدسة
الروضة الشريفة · البقيع · الروضة العلوية · الحضرة الكاظمية · الروضة الحسينية · الروضة الرضوية · حضرة العسكريين · الحضرة الفاطمية بقم · مقام السيدة زينب بالشام · حضرة السيدة رقية بنت الحسين · سرداب الغيبة
أعلام شيعة
قائمة أعلام الشيعة
مساجد
المسجد الحرام · المسجد النبوي
المسجد الأقصى · مسجد جمكران · مسجد براثا · مسجد الكوفة · مسجد السهلة
المعصومون
الرسول الأكرم · فاطمة الزهراء · علي بن أبي طالب · الحسن بن علي · الحسين بن علي · علي السجاد · محمد الباقر · جعفر الصادق · موسى الكاظم · علي الرضا · محمد الجواد · علي الهادي · الحسن العسكري · المهدي المنتظر
انظر أيضا
السيدة زينب · العباس بن علي · مسلم بن عقيل · صحابة · أيام الشيعة الإثناعشرية · معركة كربلاء · رؤى شيعية
[تحرير] حياته في المدينة
هاجر إلى المدينة وهو ما بين 22 و 23 من عمره، قيل ماشياً حتى تورمت قدماه ونزف منهما الدم [30] [10]، وقيل معه ركب من النساء هم أمه فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت محمد وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب أو ما سمي بركب الفواطم [29]، وحين آخى النبي بين المهاجرين والأنصار، اختاره محمد ليكون أخاه. زوجه محمد ابنته فاطمة في السنة الثانية من الهجرة. شهد بيعة الرضوان والكثير من المشاهد مع الرسول محمد، وشهد جميع المعارك معه إلا معركة تبوك خلفه فيها على المدينة وعلى عياله بعده وقال له: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي "، وسلم له الراية في الكثير من المعارك [11] [30].
في معركة بدر، هزم علي البطل الأموي الوليد بن عتبة، وقتل فيها ما يزيد عن 20 من الوثنيين [31]. وفي معركة الأحزاب قتل عمرو بن ود العامري أحد أقوى فرسان العرب وفي معركة خيبر، هزم بطل اليهود مرحب، وبعد أن عجز جيش المسلمين مرتين عن اقتحام حصن اليهود أعطى الرسول الراية لعلي ليقود الجيش، وفتح الحصن وتحقق النصر للمسلمين. [32]، وقيل إنه اقتحم حصن خيبر متخذاّ الباب درعاً له لشدة قوته في القتال.
كان علياً أحد كتاب القرآن أو كتاب الوحي الذين يدونون القرآن في حياة محمد، وكان محمد يثق به ثقة كبيرة فكان يجعله يحمل الرسائل ويرسله لدعوة القبائل للإسلام، وأمره محمد بكسر الأصنام التي حول الكعبة [33]. ولاه محمد قضاء اليمن لما عرف عنه من عدل وحكمة في القضاء، فنصحه ودعا له [34]، ثم أرسله إلى هناك سنة 8 هـ ومكث به عام واحد [35].