من طرف من المحيط إلى الخليج.. نساء فى مهب «التحرش»
كتب أسامه خالد ١٣/ ١٢/ ٢٠٠٩
من المحيط إلى الخليج المرأة العربية مهانة ومستباح جسدها، وارتضى رجال العرب لها أن تكون مثل لوحة نيشان يفرغون فيها كبتهم وبقايا غرائزهم الجنسية ولعب الذكور وفحولهم لعبة التحرش والعبث بأجساد النساء لإثبات قوة يحلمون بها، وبحثا عن عزة ضاعت تحت أقدام ساستهم فلم يجدوا غير نسائهم يستقوون عليهم حتى إن الجميع اختلف فى كل شىء وتوحدوا واتفقوا على التحرش الجنسى بنسائهن من المحيط إلى الخليج.. نفس التحرشات والانتهاكات والممارسات والصرخات.
جاءت نساء ١٦ دولة عربية يناقشن «التحرش الجنسى كعنف اجتماعى وأثره على النساء فى المنطقة العربية» من خلال مؤتمر إقليمى ينظمة المركز المصرى لحقوق المرأة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للسكان والوكالة السويدية للتنمية الدولية، الناشطات والقيادات النسوية العربية جئن ليروين حكاياتهن مع التحرش الجنسى الذى اخترق أجسادهن ولم يرحم كبيرة كانت أو صغيرة عارية أو محتشمة أو حتى منتقبة من اليمن إلى لبنان القصص هى هى.. ومن الجزائر إلى قطر نفس التحرشات نفس السادية، وقفت سيدات وناشطات ١٦ دولة عربية صباح اليوم يطالبن بقانون موحد لتجريم التحرش الجنسى الذى اعتبرنه جريمة العصر العربية والتى أعلنت أكثر من ٨٠٪ من نساء العرب من معاناتهن منها
ورغم انتشار التحرش الجنسى فى كل الأقطار العربية فإن بلدانا قليلة فقط هى من تنبهت لخطورته وسنت القوانين لحماية نسائها ربما كان على رأس تلك الدول الجزائر التى رفض وفدها النسوى الحضور إلى القاهرة خوفا من تداعيات مباراة الجزائر واكتفين بإرسال مشروع القانون الجزائرى للتحرش الجنسى والذى وضعته نهاد أبوالقمصان فى دراستها الضخمة عن التحرش التى قدمتها للمؤتمر قائلة فيها: يعتبر التحرش ظاهرة مجتمعية عالمية تعانى منها كل المجتمعات الإنسانية بكل فئاتها سواء كانت تلك المجتمعات متقدمة أم نامية، وقد عانت البلدان العربية من أزمات التحرش الجنسى، حيث نجد ٢٧% الفتيات الجزائريات الجامعيات أكدن تعرضهن للمضايقات الجنسية من قبل مدرسيهن، كما اشتكى ٤٤.٦% منهن من المضايقات اللفظية، بينما أفصحت ١٣.٨% عن تعرضهن للمضايقات الجسدية
وفى قطر نجد أن ٢١.١% من الفتيات قد أفصحن عن تعرضهن لذات المشكلة، وكذلك نجد أن ٣٠% من النساء العاملات قد تعرضن للتحرش الجنسى فى مكان العمل وفى المملكة العربية السعودية يتعرض ٢٢.٧٪ من الأطفال لذات المشكلة، كما أشارت التقارير والإحصاءات الرسمية بالمملكة إلى أن عام ٢٠٠٢ قد شهد ٩٥٨٠ من الحوادث الأخلاقية كان منها ٩٩٧ جرائم تحرش جنسى، وفى اليمن نجد أن ٩٠% من النساء قد اشتكين من تعرضهن للتحرش سواء فى الأماكن العامة أو أماكن العمل، وفى دراسة أخيرة قام بها المركز المصرى لحقوق المرأة بدراسة حول ذات الظاهرة والتى كشفت عن أن ٨٣% من النساء المصريات فى عينة الدراسة قد تعرضن بالفعل لشكل أو لآخر من أشكال التحرش الجنسى.
وتضيف أبوالقمصان قائلة وعلى الرغم من الاهتمام الدولى بهذه الظاهرة فإن الدول العربية بدأت النظر إليها متأخراً، حيث بدأت تتنبه هذه الدول إلى خطورة الظاهرة على مجتمعاتها.
ردود الفعل الرسمية تباينت ما بين الإصرار على إنكار كونها ظاهرة تستحق الاهتمام والعمل على مستوى التغير الاجتماعى ونشر الوعى انتهاء بالتحرك لمواجهتها تشريعيا ومازالت هذه الظاهرة لا تنال الاهتمام الكافى على كل المستويات سواء أكان حكومياً أم مجتمعياً خاصة فى الدول العربية، ونفتقر إلى التقارير والدراسات التى تعكس حجم هذه الظاهرة وأسبابها وسبل المواجهة، حيث تعد دراسة «التحرش الجنسى سرطان اجتماعى» والتى صدرت عن المركز المصرى لحقوق المرأة ٢٠٠٧ على عينة من ٢٨٠٠ سيدة ودراسة «غيوم فى سماء مصر»، والتى صدرت عن نفس المركز ٢٠٠٨ على عينة من ٢٠٢٠ من النساء والرجال، من الدراسات القليلة التى صدرت فى المنطقة العربية وذلك فى محاولة لكسر الصمت حول هذه الظاهرة ودراستها دراسة اجتماعية معمقة، وقد كشفت كلتا الدراستين عن مدى خطورة هذه الظاهرة على ضحية المتحرش بوجه خاص وعلى المجتمع المصرى بوجه عام ومدى تأثيراتها على كل المستويات سواء كانت الاجتماعية والاقتصادية بل والأمنية
وتضيف نهاد محذرة: «هناك عدد من الآثار النفسية التى تصاب بها ضحايا المتحرش والتى منها الإحباط، والقلق، نوبات من الرعب، ضغط وتوتر عصبى، ندرة فى النوم وأحلام مزعجة، إحساس بالذنب والعار، صداع، إرهاق، مشكلات تنظيم الوقت كنسيان المواعيد، مشكلات فى المعدة وصعوبة فى الهضم، عدم الانتظام فى الأكل (زيادة الوزن أو نقصانه) الإحساس بالغضب والكراهية للمتحرش، الإحساس بالضعف والهوان، زيادة ضغط الدم، عدم الثقة بالنفس، عدم الثقة بالآخرين ومشكلات فى الدخول فى علاقات جنسية، الاختلال الوظيفى للجنس، انعزال وانسحاب، وقد تصل الأمور إلى محاولة الانتحار،
ويزداد الأمر تعقيدا عندما تدرك الضحية عدم وجود أى سند قانونى من الممكن الارتكاز عليه لوقف التحرش ويسبب هذا الأمر قدرا آخر من المعاناة، ومن خلال دراسة «غيوم فى سماء مصر» التى أجراها المركز على عينة من النساء المصريات وجدنا أن ٥٩.٤% من العينة شعرن بالغضب الشديد عند تعرضهن للتحرش، كما أكدت ١٩.٥% أنهن شعرن بالخوف والألم وأنهن مهددات بالتحرش الجنسى فى أى وقت، ١٢.٩%شعرن بالإحراج والخجل، ، ٥.٦% شعرن بالاضطراب (حالات الصداع، صعوبة فى النوم، أحلام سيئة)، كما نجد أن ٣% لُمن أنفسهن على تعرضهن للتحرش، كما أكدت ٤١.١% من الأجنبيات أنهن شعرن بأن مشكلة التحرش الجنسى تهددهن أينما ذهبوا إلى أى مكان، كما أشارت ٣٥.٥% من الأجنبيات أنهن أحسسن بالارتباك وعدم القدرة على التصرف، وأخيراً أشارت ٩.٢% من المصريات إلى أنهن شعرن بالاكتئاب
أما على المستوى الاجتماعى فإن شعور النساء بعدم الأمان والتهديد بالتحرش الجنسى فى أى زمان أو مكان، يؤثر عليهن سلباً ويجعلهن غير قادرات على الثقة فى الآخرين أو التعامل مع الجنس الآخر، ومن ثم عدم تكيفهن فى مجتمعهن، مما قد يؤدى إلى تقليل وتحجيم مشاركة المرأة فى الحياة العامة. وقد كشفت نتائج دراسة «غيوم فى سماء مصر» أن ٤٣.٧% من النساء أكدن أن تعرضهن للتحرش أثر بالفعل على حياتهن، وترى ٥٠.٥% أن التحرش الجنسى أثر على ثقتهن بالآخرين، كما أكدت ٤٢% أن التحرش أثر فى طريقة تعاملها مع الآخرين.
وحول مدى إحساس النساء بصفة عامة بالأمان فى بعض الأماكن العامة والخاصة وجد أن ٨٣.٩% من عينة الدراسة لا يشعرن بالأمان فى الشارع، وأشارت ٨٣.٨% إلى أنهن لا يشعرن بالأمان فى المواصلات العامة، أما أماكن العمل فقد أكدت ٢٧% أنهن لا يشعرن بالأمان فى أماكن العمل.
ومن مصر إلى سلطنة عمان تبدو الصورة بنفس القتامة كما تشير مريم عبد الله النحوى، الباحثة فى شؤون المرأة والطفل بجمعية الكتاب والأدباء العمانيين، والتى أكدت فى دراستها أن التحرش الجنسى منتشر فى معظم المجتمعات الخليجية ومنها السلطنة وقسمته إلى نوعان الأول تحرش داخل الأسرة وينتشر فيه زنى المحارم كذلك التحرش من قبل الخدم أو السائقين أو العمال داخل المنزل، أما التحرشات خارج المنزل فقد أكدت أنها منتشرة بصورة رهيبة خاصة فى مجالات العمل.
ومن عمان إلى اليمن اعترفت المحامية إشراق فضل المقطرى بأن المرأة اليمنية دفعت ضريبة حصولها على حقوقها الإنسانية بأن أصبحت أكثر عرضة للعنف وأشكاله وفى جميع المستويات فهناك عنف معروف ومصرح به إعلاميا ومجتمعيا كالضرب من الأزواج والذى ينتهى عادة بالطلاق وهناك عنف مسكوت عنه ولم يأخذ حقه الإعلامى من قبل الدولة أو المجتمع المدنى أو حتى الاعتراف به ألا وهو التحرش الجنسى الذى تتعرض له النساء سواء من قبل الأقارب والأسرة أو من قبل زملاء العمل أو المدراء فى العمل أو فى الشارع والطرقات من قبل المتطفلين.
ومن لبنان جاءت ماجى عون لتقدم رصدا واقعيا لأحوال اللبنانيات واللاتى كنا نظنهن أفضل حالا ولا يعانين مما تصرخ منه نساء الخليج فإذا بهم كلهم فى الهم سواء وتقول ماجى فى دراستها: بالنسبة لظاهرة العنف والتحرش على أنواعه فهناك إحصائية مثيرة أجرتها ناشطات فى عدة جمعيات أهلية، تشير إلى أنّ ثلث نساء لبنان تعرضن لحوادث التحرش أو الاعتداء أو الإساءة اللفظية
المشكلة الأساسية تكمن فى عدم وجود أى ضوابط اجتماعية، وغياب قانون يحمى النساء من مختلف أشكال التحرش الجنسى، بما فيها التحرش اللفظى الذى هو مؤذ بقدر ما هو مذل، وعدم وجود وعى اجتماعى يحتم مواجهة تلك الإساءة التى تتعرض لها المرأة، مع غياب التعريف الواضح لمصطلح التحرش اللفظى.
وتؤكد الدراسة أن معظم النساء لا يملكن الجرأة للتبليغ عن حالات التحرّش الجنسى بسبب نظرة المجتمع التى تحمّل المرأة غالباً مسؤولية ما يقع عليها من أذى خصوصاً ما يندرج منه فى إطار التحرش الجنسى -حتى فى لبنان، وإذا كان الوضع على نفس الحال فى لبنان فإن الصورة مختلفة بعض الشىء فى المغرب، كما تؤكد الزهـــرة فــــــرات، المحامية ونائبة منسقة «جسور» ملتقى النساء المغربيات، حيث تؤكد أن ٨٠% من الاعتداءات الجنسية تقع على القاصرات دون سن الرشد القانونية، ويحتل الاغتصاب والتحرش الجنسى المرتبة الأولى فى الجرائم الجنسية.
وتقول إنه بالرغم من نضال المجتمع المدنى مازالت المرأة المغربية تتعرض للإساءة أو الاعتداء الجنسى بصفة مباشرة أو غير مباشرة مادامت العقلية الذكورية هى السائدة والمهنية، بل والمستغلة فى بعض الأحيان دينيا.
فحسب إحصائيات هيئة الأمم المتحدة وما جاء فى تقرير المحكمة العربية الدائمة لمناهضة العنف ضد النساء، ونتيجة للهجرة السرية أصبح المغرب من البلدان المتورطة بالاتجار بالنساء جنسيا من طرف السياح الأجانب وقد تنبهت السلطات المغربية بكون الدعارة تعتبر استغلالا جنسيا وبأن مكافحة ظاهرة السياحة الجنسية ضرورية ولازمة لحماية كل مواطن مغربى، فقد فككت ما يعادل ٢٨٠٠ شبكة دعارة أجنبية تستهدف الفتيات المغربيات والقادمات من الساحل الصحراوى
وفى السعودية تبدو الصورة أكثر قسوة فقد حذرت الجوهرة بنت محمد الوابلى، رئيسة مجلس إدارة جمعية الملك عبد العزيز الخيرية النسائية، من انتشار التحرش الجنسى فى المجتمع السعودى المغلق مفجرة مفاجأة باعترافها بانتشار التحرش بالأطفال خاصة الفتيات قائلة للأسـف الشديـد يجب أن نعترف أن نسبة عالية من الأطفال فى المجتمعات العربية تتعرض لإساءة المعاملة والاستغلال البشع والابتزاز العاطفى وأبشع من هذا وذاك التحرش الجنسى.
واللافت أن نسبة التحرش الجنسى ترتفع بقـوة فى كل من المجتمعات التى تتسم بالانغلاق الشديد والفصل التام بين الجنسين وتلك الأخرى التى تتسم بالانفتاح الشديد والتسيب والانفلات، ولكن لأن هذه من الأمور التى يحرم الحديث فيها فى مجتمعاتنا وتحاط بسرية تامة وتكتم شديدين وغالبا لا تتوفر إحصاءات دقيقة لهذه الظاهرة أو تلك مما يدخل تحت بند المسكوت عنه، بل إن المجتمـع يستشيط غضبا لو حاولنا تسليط الأضواء على هذه الظواهر الخطيرة أو وضعها تحت منظار البحث والدراسة، ويفضل التعامى عنها والتظاهر بعدم وجودها، وطالبت بالصراحة والتثقيف والتوعية عـبر وسائل الإعلام ومن على منابر المدارس
وتكثيف الحملات التى تتحـدث عن التحرش الجنسى، مع ضرورة توفير خطوط ساخنة تزود بالمختصين النفسيين حتى يساعدوا الضحايا على التملص من أنياب من يتحرشون بهم جنسيا، وكذلك مساعدة ضحايا العنف الأسرى وخادمات المنازل اللاتى يتعرضن للإساءة الجسدية والمعنوية خاصة بعد انتشار هـذه الظاهرة بصورة مستهجنة ومرفوضة
كتب أسامه خالد ١٣/ ١٢/ ٢٠٠٩
من المحيط إلى الخليج المرأة العربية مهانة ومستباح جسدها، وارتضى رجال العرب لها أن تكون مثل لوحة نيشان يفرغون فيها كبتهم وبقايا غرائزهم الجنسية ولعب الذكور وفحولهم لعبة التحرش والعبث بأجساد النساء لإثبات قوة يحلمون بها، وبحثا عن عزة ضاعت تحت أقدام ساستهم فلم يجدوا غير نسائهم يستقوون عليهم حتى إن الجميع اختلف فى كل شىء وتوحدوا واتفقوا على التحرش الجنسى بنسائهن من المحيط إلى الخليج.. نفس التحرشات والانتهاكات والممارسات والصرخات.
جاءت نساء ١٦ دولة عربية يناقشن «التحرش الجنسى كعنف اجتماعى وأثره على النساء فى المنطقة العربية» من خلال مؤتمر إقليمى ينظمة المركز المصرى لحقوق المرأة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للسكان والوكالة السويدية للتنمية الدولية، الناشطات والقيادات النسوية العربية جئن ليروين حكاياتهن مع التحرش الجنسى الذى اخترق أجسادهن ولم يرحم كبيرة كانت أو صغيرة عارية أو محتشمة أو حتى منتقبة من اليمن إلى لبنان القصص هى هى.. ومن الجزائر إلى قطر نفس التحرشات نفس السادية، وقفت سيدات وناشطات ١٦ دولة عربية صباح اليوم يطالبن بقانون موحد لتجريم التحرش الجنسى الذى اعتبرنه جريمة العصر العربية والتى أعلنت أكثر من ٨٠٪ من نساء العرب من معاناتهن منها
ورغم انتشار التحرش الجنسى فى كل الأقطار العربية فإن بلدانا قليلة فقط هى من تنبهت لخطورته وسنت القوانين لحماية نسائها ربما كان على رأس تلك الدول الجزائر التى رفض وفدها النسوى الحضور إلى القاهرة خوفا من تداعيات مباراة الجزائر واكتفين بإرسال مشروع القانون الجزائرى للتحرش الجنسى والذى وضعته نهاد أبوالقمصان فى دراستها الضخمة عن التحرش التى قدمتها للمؤتمر قائلة فيها: يعتبر التحرش ظاهرة مجتمعية عالمية تعانى منها كل المجتمعات الإنسانية بكل فئاتها سواء كانت تلك المجتمعات متقدمة أم نامية، وقد عانت البلدان العربية من أزمات التحرش الجنسى، حيث نجد ٢٧% الفتيات الجزائريات الجامعيات أكدن تعرضهن للمضايقات الجنسية من قبل مدرسيهن، كما اشتكى ٤٤.٦% منهن من المضايقات اللفظية، بينما أفصحت ١٣.٨% عن تعرضهن للمضايقات الجسدية
وفى قطر نجد أن ٢١.١% من الفتيات قد أفصحن عن تعرضهن لذات المشكلة، وكذلك نجد أن ٣٠% من النساء العاملات قد تعرضن للتحرش الجنسى فى مكان العمل وفى المملكة العربية السعودية يتعرض ٢٢.٧٪ من الأطفال لذات المشكلة، كما أشارت التقارير والإحصاءات الرسمية بالمملكة إلى أن عام ٢٠٠٢ قد شهد ٩٥٨٠ من الحوادث الأخلاقية كان منها ٩٩٧ جرائم تحرش جنسى، وفى اليمن نجد أن ٩٠% من النساء قد اشتكين من تعرضهن للتحرش سواء فى الأماكن العامة أو أماكن العمل، وفى دراسة أخيرة قام بها المركز المصرى لحقوق المرأة بدراسة حول ذات الظاهرة والتى كشفت عن أن ٨٣% من النساء المصريات فى عينة الدراسة قد تعرضن بالفعل لشكل أو لآخر من أشكال التحرش الجنسى.
وتضيف أبوالقمصان قائلة وعلى الرغم من الاهتمام الدولى بهذه الظاهرة فإن الدول العربية بدأت النظر إليها متأخراً، حيث بدأت تتنبه هذه الدول إلى خطورة الظاهرة على مجتمعاتها.
ردود الفعل الرسمية تباينت ما بين الإصرار على إنكار كونها ظاهرة تستحق الاهتمام والعمل على مستوى التغير الاجتماعى ونشر الوعى انتهاء بالتحرك لمواجهتها تشريعيا ومازالت هذه الظاهرة لا تنال الاهتمام الكافى على كل المستويات سواء أكان حكومياً أم مجتمعياً خاصة فى الدول العربية، ونفتقر إلى التقارير والدراسات التى تعكس حجم هذه الظاهرة وأسبابها وسبل المواجهة، حيث تعد دراسة «التحرش الجنسى سرطان اجتماعى» والتى صدرت عن المركز المصرى لحقوق المرأة ٢٠٠٧ على عينة من ٢٨٠٠ سيدة ودراسة «غيوم فى سماء مصر»، والتى صدرت عن نفس المركز ٢٠٠٨ على عينة من ٢٠٢٠ من النساء والرجال، من الدراسات القليلة التى صدرت فى المنطقة العربية وذلك فى محاولة لكسر الصمت حول هذه الظاهرة ودراستها دراسة اجتماعية معمقة، وقد كشفت كلتا الدراستين عن مدى خطورة هذه الظاهرة على ضحية المتحرش بوجه خاص وعلى المجتمع المصرى بوجه عام ومدى تأثيراتها على كل المستويات سواء كانت الاجتماعية والاقتصادية بل والأمنية
وتضيف نهاد محذرة: «هناك عدد من الآثار النفسية التى تصاب بها ضحايا المتحرش والتى منها الإحباط، والقلق، نوبات من الرعب، ضغط وتوتر عصبى، ندرة فى النوم وأحلام مزعجة، إحساس بالذنب والعار، صداع، إرهاق، مشكلات تنظيم الوقت كنسيان المواعيد، مشكلات فى المعدة وصعوبة فى الهضم، عدم الانتظام فى الأكل (زيادة الوزن أو نقصانه) الإحساس بالغضب والكراهية للمتحرش، الإحساس بالضعف والهوان، زيادة ضغط الدم، عدم الثقة بالنفس، عدم الثقة بالآخرين ومشكلات فى الدخول فى علاقات جنسية، الاختلال الوظيفى للجنس، انعزال وانسحاب، وقد تصل الأمور إلى محاولة الانتحار،
ويزداد الأمر تعقيدا عندما تدرك الضحية عدم وجود أى سند قانونى من الممكن الارتكاز عليه لوقف التحرش ويسبب هذا الأمر قدرا آخر من المعاناة، ومن خلال دراسة «غيوم فى سماء مصر» التى أجراها المركز على عينة من النساء المصريات وجدنا أن ٥٩.٤% من العينة شعرن بالغضب الشديد عند تعرضهن للتحرش، كما أكدت ١٩.٥% أنهن شعرن بالخوف والألم وأنهن مهددات بالتحرش الجنسى فى أى وقت، ١٢.٩%شعرن بالإحراج والخجل، ، ٥.٦% شعرن بالاضطراب (حالات الصداع، صعوبة فى النوم، أحلام سيئة)، كما نجد أن ٣% لُمن أنفسهن على تعرضهن للتحرش، كما أكدت ٤١.١% من الأجنبيات أنهن شعرن بأن مشكلة التحرش الجنسى تهددهن أينما ذهبوا إلى أى مكان، كما أشارت ٣٥.٥% من الأجنبيات أنهن أحسسن بالارتباك وعدم القدرة على التصرف، وأخيراً أشارت ٩.٢% من المصريات إلى أنهن شعرن بالاكتئاب
أما على المستوى الاجتماعى فإن شعور النساء بعدم الأمان والتهديد بالتحرش الجنسى فى أى زمان أو مكان، يؤثر عليهن سلباً ويجعلهن غير قادرات على الثقة فى الآخرين أو التعامل مع الجنس الآخر، ومن ثم عدم تكيفهن فى مجتمعهن، مما قد يؤدى إلى تقليل وتحجيم مشاركة المرأة فى الحياة العامة. وقد كشفت نتائج دراسة «غيوم فى سماء مصر» أن ٤٣.٧% من النساء أكدن أن تعرضهن للتحرش أثر بالفعل على حياتهن، وترى ٥٠.٥% أن التحرش الجنسى أثر على ثقتهن بالآخرين، كما أكدت ٤٢% أن التحرش أثر فى طريقة تعاملها مع الآخرين.
وحول مدى إحساس النساء بصفة عامة بالأمان فى بعض الأماكن العامة والخاصة وجد أن ٨٣.٩% من عينة الدراسة لا يشعرن بالأمان فى الشارع، وأشارت ٨٣.٨% إلى أنهن لا يشعرن بالأمان فى المواصلات العامة، أما أماكن العمل فقد أكدت ٢٧% أنهن لا يشعرن بالأمان فى أماكن العمل.
ومن مصر إلى سلطنة عمان تبدو الصورة بنفس القتامة كما تشير مريم عبد الله النحوى، الباحثة فى شؤون المرأة والطفل بجمعية الكتاب والأدباء العمانيين، والتى أكدت فى دراستها أن التحرش الجنسى منتشر فى معظم المجتمعات الخليجية ومنها السلطنة وقسمته إلى نوعان الأول تحرش داخل الأسرة وينتشر فيه زنى المحارم كذلك التحرش من قبل الخدم أو السائقين أو العمال داخل المنزل، أما التحرشات خارج المنزل فقد أكدت أنها منتشرة بصورة رهيبة خاصة فى مجالات العمل.
ومن عمان إلى اليمن اعترفت المحامية إشراق فضل المقطرى بأن المرأة اليمنية دفعت ضريبة حصولها على حقوقها الإنسانية بأن أصبحت أكثر عرضة للعنف وأشكاله وفى جميع المستويات فهناك عنف معروف ومصرح به إعلاميا ومجتمعيا كالضرب من الأزواج والذى ينتهى عادة بالطلاق وهناك عنف مسكوت عنه ولم يأخذ حقه الإعلامى من قبل الدولة أو المجتمع المدنى أو حتى الاعتراف به ألا وهو التحرش الجنسى الذى تتعرض له النساء سواء من قبل الأقارب والأسرة أو من قبل زملاء العمل أو المدراء فى العمل أو فى الشارع والطرقات من قبل المتطفلين.
ومن لبنان جاءت ماجى عون لتقدم رصدا واقعيا لأحوال اللبنانيات واللاتى كنا نظنهن أفضل حالا ولا يعانين مما تصرخ منه نساء الخليج فإذا بهم كلهم فى الهم سواء وتقول ماجى فى دراستها: بالنسبة لظاهرة العنف والتحرش على أنواعه فهناك إحصائية مثيرة أجرتها ناشطات فى عدة جمعيات أهلية، تشير إلى أنّ ثلث نساء لبنان تعرضن لحوادث التحرش أو الاعتداء أو الإساءة اللفظية
المشكلة الأساسية تكمن فى عدم وجود أى ضوابط اجتماعية، وغياب قانون يحمى النساء من مختلف أشكال التحرش الجنسى، بما فيها التحرش اللفظى الذى هو مؤذ بقدر ما هو مذل، وعدم وجود وعى اجتماعى يحتم مواجهة تلك الإساءة التى تتعرض لها المرأة، مع غياب التعريف الواضح لمصطلح التحرش اللفظى.
وتؤكد الدراسة أن معظم النساء لا يملكن الجرأة للتبليغ عن حالات التحرّش الجنسى بسبب نظرة المجتمع التى تحمّل المرأة غالباً مسؤولية ما يقع عليها من أذى خصوصاً ما يندرج منه فى إطار التحرش الجنسى -حتى فى لبنان، وإذا كان الوضع على نفس الحال فى لبنان فإن الصورة مختلفة بعض الشىء فى المغرب، كما تؤكد الزهـــرة فــــــرات، المحامية ونائبة منسقة «جسور» ملتقى النساء المغربيات، حيث تؤكد أن ٨٠% من الاعتداءات الجنسية تقع على القاصرات دون سن الرشد القانونية، ويحتل الاغتصاب والتحرش الجنسى المرتبة الأولى فى الجرائم الجنسية.
وتقول إنه بالرغم من نضال المجتمع المدنى مازالت المرأة المغربية تتعرض للإساءة أو الاعتداء الجنسى بصفة مباشرة أو غير مباشرة مادامت العقلية الذكورية هى السائدة والمهنية، بل والمستغلة فى بعض الأحيان دينيا.
فحسب إحصائيات هيئة الأمم المتحدة وما جاء فى تقرير المحكمة العربية الدائمة لمناهضة العنف ضد النساء، ونتيجة للهجرة السرية أصبح المغرب من البلدان المتورطة بالاتجار بالنساء جنسيا من طرف السياح الأجانب وقد تنبهت السلطات المغربية بكون الدعارة تعتبر استغلالا جنسيا وبأن مكافحة ظاهرة السياحة الجنسية ضرورية ولازمة لحماية كل مواطن مغربى، فقد فككت ما يعادل ٢٨٠٠ شبكة دعارة أجنبية تستهدف الفتيات المغربيات والقادمات من الساحل الصحراوى
وفى السعودية تبدو الصورة أكثر قسوة فقد حذرت الجوهرة بنت محمد الوابلى، رئيسة مجلس إدارة جمعية الملك عبد العزيز الخيرية النسائية، من انتشار التحرش الجنسى فى المجتمع السعودى المغلق مفجرة مفاجأة باعترافها بانتشار التحرش بالأطفال خاصة الفتيات قائلة للأسـف الشديـد يجب أن نعترف أن نسبة عالية من الأطفال فى المجتمعات العربية تتعرض لإساءة المعاملة والاستغلال البشع والابتزاز العاطفى وأبشع من هذا وذاك التحرش الجنسى.
واللافت أن نسبة التحرش الجنسى ترتفع بقـوة فى كل من المجتمعات التى تتسم بالانغلاق الشديد والفصل التام بين الجنسين وتلك الأخرى التى تتسم بالانفتاح الشديد والتسيب والانفلات، ولكن لأن هذه من الأمور التى يحرم الحديث فيها فى مجتمعاتنا وتحاط بسرية تامة وتكتم شديدين وغالبا لا تتوفر إحصاءات دقيقة لهذه الظاهرة أو تلك مما يدخل تحت بند المسكوت عنه، بل إن المجتمـع يستشيط غضبا لو حاولنا تسليط الأضواء على هذه الظواهر الخطيرة أو وضعها تحت منظار البحث والدراسة، ويفضل التعامى عنها والتظاهر بعدم وجودها، وطالبت بالصراحة والتثقيف والتوعية عـبر وسائل الإعلام ومن على منابر المدارس
وتكثيف الحملات التى تتحـدث عن التحرش الجنسى، مع ضرورة توفير خطوط ساخنة تزود بالمختصين النفسيين حتى يساعدوا الضحايا على التملص من أنياب من يتحرشون بهم جنسيا، وكذلك مساعدة ضحايا العنف الأسرى وخادمات المنازل اللاتى يتعرضن للإساءة الجسدية والمعنوية خاصة بعد انتشار هـذه الظاهرة بصورة مستهجنة ومرفوضة
جريدة المصرى اليوم
