حديث الصلاة في البيت :عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - : أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ :"صَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ ، فَإنَّ أفْضَلَ الصَّلاَةِ صَلاَةُ المَرْءِ في بَيْتِهِ إِلاَّ المَكْتُوبَةَ " متفقٌ عَلَيْهِ .
الراوي :زيد بن ثابت بن الضحّاك الأنصاري من المدينة، يوم قدم الرسول -صلى الله عليه وسلم- للمدينـة كان يتيمـاً (والده توفي يوم بُعاث) و سنه لا يتجاوز إحدى عشرة سنة، وأسلـم مع أهلـه وباركه الرسول الكريم بالدعاء.
لقد كان -رضي الله عنه- مثقف متنوع المزايا، يتابع القرآن حفظا، ويكتب الوحي لرسوله، ويتفوق في العلم والحكمة .قال (ثابت بن عبيد) عن زيد بن ثابت: (ما رأيت رجلا أفكه في بيته، ولا أوقر في مجلسه من زيد.)
وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يستخلفه إذا حجّ على المدينة، وزيد -رضي الله عنه- هو الذي تولى قسمة الغنائم يوم اليرموك، وهو أحد أصحاب الفَتْوى الستة: عمر وعلي وابن مسعود وأبيّ وأبو موسى وزيد بن ثابت، فما كان عمر ولا عثمان يقدّمان على زيد أحداً في القضاء والفتوى والفرائض والقراءة، وقد استعمله عمر على القضاء وفرض له رزقاً.
قال ابن سيرين: (غلب زيد بن ثابت الناس بخصلتين، بالقرآن والفرائض).
المفردات :
المكتوبة : المفروضة .
المعنى العام : البيت من أعظم نعم الله تعالى على عباده قال الله تعالى:" وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً ."أي ما تسكنون إليه وترتاحون من عناء السفر أو العمل وغيرها ، وبالتالي فالبيت مكان للسكينة والراحة التي يطلب الباري سبحانه وتعالى توفيرها حتى تتجدد قوى العبد ولا يصاب بالكلل والملل فيستمر في العطاء فينفع وينتفع .
والنعمة تعرف بضدها فانظر لمن حرموا المأوى من المتشردين والمطرودين من ديارهم واللاجئون في الحروب وممن أكلتهم الفتن كيف يتجرعون الآهات والويلات تراهم همهم وشغلهم الشاغل هو ايجاد سكن ومأوى يلم شمل أسرهم وخير ما يأملون هو بيتا يجتمعون فيه مع أهاليهم ويسهرون ويفرحون ويمرحون ، فهي من أعظم النعم التي قد تزول بسبب الذنوب والمعاصي التي قد يخر بسببها السقف على أهله،قال الله تعالى :"{قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ }النحل26 ،
ومعظم ما نرى اليوم من كوارث تزول لهولها القرى والمدن بسبب المكر الذي حل بديار المسلمين .
أسباب سكينة البيت : وسكينة البيت لا تكون إلا بشرطها وهو ذكر الله تعالى الذي هو سبيل الطمأنينة والراحة قال الله تعالى :"{الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }الرعد28، لذلك سن لنا النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة في البيوت ورغب فيها وبين أنها خير صلاة بعد الفريضة .
الصلاة : صلة العبد بربه ، ذكر الله تعالى ، دعاء وتضرع ، تلاوة للقرآن ،نظافة ثوب ومكان ، وهي نور لصاحبها يجلب السكينة والطمأنينة والراحة للجميع . والبيت هو مكان اجتماع للأهل وأرض للغراس الطيب والنبات الصيب والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ، والنبات هم ثمرة الفؤاد من البنين والبنات .
القدوة :الأبوين هما قدوة الأبناء فإذا اتخذا من بيتهما قبلة للصلاة كان ذلك سببا لتعلم الأبناء هذه العبادة وتشبتهم بها .المرأة : خير مكان لصلاتها هو في بيتها ، وبالتالي فللمرأة دور التربية والتنشئة للأبناء فمثلا :حينما تقوم تصلي تخبر صغارها وتدنيهم إليها ليشاهدوا أفعال الصلاة ويتعلموا من أمهم ذلك.
المكان :اتخاذ حجرة خاصة مهيأة للصلاة ولا تنس أن تعلم أبناءك حين الدخول إليها آداب المساجد .الفوائد :1-البيت من النعم والنعم تدوم بشكرها .
2-الدعوة إلى توفير جو الراحة والسكينة بالذكر والعبادة .
3-مكانة الصلاة في ديننا وضرورة تربية الأهل عليها بنقل أفعالها إليهم .
4-بيان أن الفريضة تؤدى مع الجماعة .
5-اجعلوا بيوتكم قبلة ولا تتخذوها مقابر .
تذكرة :احذر من وسائل اللهو واللغو أن تدخلها لبيتك والتي تعكر صفو الحياة وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة واستعمال وسائل الغناء والمعازف ينزع جلباب الحياء بين الأبناء ، وهي من وسائل الشتات الأسري .
وهكذا أحبتي الفضائيات التي خربت البيوت وألهت أهليها عن معظم واجباتهم المسندة لعاتقهم كالتربية والتعليم .وترك هذه الوسائل دون رقابة ولا نظام مبرمج معناه الحكم على الأولاد بالضياع .
البديل :القرآن الكريم في البيت نور على نور خاصة لما يتلى في صلاة الليل "إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا"
والبرامج الدينية المختلفة هي سبيل للتقليل من حدة ما ظهر في الأسر من صد عن ذكر الله وعن الصلاة .
موعظة : يتردد على ألسنة كثير من رواد المنتديات ( البيت الثاني)، ويقصدون المنتدى الذي ينتمون إليه وهذا جميل ، فالنصيحة أن يجعلوها قبلة ينشرون فيها الخير ويذكرون الله كثيرا ويدعون فيها للم الشمل وتوحيد صف الأمة .
والله من وراء القصد والهادي إلى سواء السبيل .