ان الانسان اذا ركب سيارة وأثناء سيرها سمع صوتا غريبا فهل سيقف ليرى ماذا بها أم سيستمر فى السير؟
بالطبع سيقف ويرى ما هذا الصوت وغالبا اذا كان هناك عيبا فسيقوم فورا بالتوجه الى أقرب ورشة لاصلاح هذا العيب..........
نفس الشىء بالنسبة لقلب المؤمن فاذا أحس المؤمن بتناقص الايمان وان الدنيا والشهوات و الغفلة بدأت تطمس على القلب وبدأ تعلق القلب بالله يقل ويتناقص فلابد من وقفه جادة مع النفس لاصلاح هذا القلب الذى بدأت الامراض والآفات تصيبه وان يتجه الى ورشة اصلاح القلب الا وهى المسجد بيت الله ومع الصحبة الصالحة...........
فالصحبة الصالحة جعلها الله تعالى سببا فى ثبات الطاعة و القرب من الله وتعين على الشيطان تؤلف بين القلوب ولذلك دائما تأتى أوامر الله تعالى بصيغة الجماعة كما ان كل عباداتنا تقام فى جماعة و فى آن واحد سواء الصلاة او الصيام او الحج
وقد اوصى الله تعالى بالتزام الصحبة الصالحة و البعد عن صحبة السوء
فقال تعالى :" واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشى يريدون وجهه * ولاتعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا * ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه وكان أمره فرطا "
فهذه الآية جامعه لكثير من المعانى منها ...الصحبة الصالحة...وذكر الله....والاخلاص لوجه الله......وزينة الدنيا الفانية.....والغافلين عن الله......واتباع الهوى و صحبة السوء
وقال تعالى :" الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين "
وقال تعالى :" ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا * ياويلتاه ليتنى لم اتخذ فلانا خليلا * لقد أضلنى عن الذكر بعد اذ جائنى وكان الشيطان للانسان خذولا "
فأحيانا يكون الانسان فى بداية طريق الهداية و الايمان فتجد من يحبطه و يريد ان يبعده عن طريق الله من اصحاب السوء
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل "
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" مثل الجليس الصالح و جليس السوء كمثل حامل المسك و نافخ الكير فحامل المسك اما ان تبتاع منه او تشم منه رائحه طيبه ونافخ الكير اما ان يحرق ثيابك او ان تشم منه رائحه خبيثه "
ولنتذكر جميعا ان اصحاب الكهف كانوا صحبة صالحة وتحدوا بلدة و ملك و اعوان
أحبائى الكرام ان القلب هو محل نظر الله يوم لاينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم وهو المضغة التى اذا صلحت صلح الجسد كله و اذا فسدت فسد الجسد كله و القلب هو الذى سيجيب على سؤال الملكين فى القبر و القلب هو محل التقوى كما أشار النبى عليه افضل الصلاة و التسليم الى قلبه و قال :"التقوى هاهنا".......فعلينا ان نعرف هل القلب معلق بالله تعالى ام معلق بالدنيا و الشهوات؟
ان لكل انسان أربعة أعداء هم النفس و الهوى و الشيطان والدنيا
النفس........ دائما تتبع الشهوات وهى كالفرس الهائج الذى يريد ان يرمح فى اى اتجاه فاذا لم يلجمها الانسان ويوجهها لطاعة الله و اوامره فستقود الانسان للشهوات و البعد عن طريق الله.....ولذلك فان احكام الله و اوامره دائما ثقيلة على النفس و عكس رغبة النفس فى الانطلاق الى عالم الشهوات ولذلك لابد من التدريب الجاد على الارتقاء بالنفس من مرحلة النفس الامارة بالسوء الى النفس اللوامة الى النفس المطمئنة التى يكون رغبتها و متعتها تبعا لاوامر الله سبحانه و تعالى
والهوى........ هو ان يعبد الانسان الله....ليس على مراد الله و لكن تبعا لهواه و مزاجه وما يوافق عقله و ان ضل وليس كما يرضى الله....فيزين لنفسه ما يفعل ويبرر اخطاؤه ولايواجه ذنوبه انما يوجد لنفسه الاعذار والمبررات حتى يزين لنفسه ويبيح لها ان يعبد الله على هواه وكما يرى هو وليس كما يرضى الله تعالى
والشيطان......... يوسوس للانسان ويريد ان يوقعه فى اى معصيه او ذنب او كبيرة فيريد ان يوقع الانسان فيما يغضب الله باى طريقه ويزين له المعاصى والآثام والكبائر والحقد و الحسد و قطع الرحم وغيرها من المعاصى حتى يبعده عن الصراط المستقيم ويدخله جهنم معه باى وسيلة
والدنيا.........حينما تكبر فى عين الانسان وتتملك من قلبه ينسى لقاء ربه وينسى يوم الحساب فتكون الدنيا هى همه وشغله الشاغل فيغفل عن الله فيكون من الهالكين.....والدنيا ربما تكون فى حب المال وربما تكون فى فتنة المنصب او زوجة او اولاد او مشكلات او ابتلاءات او غيرها......فاذا لم يفهم الانسان مراد الله ويضع كل شىء فى حجمه الصحيح فقد تكون كل هذا سببا فى بعد الانسان ونسيانه يوم الحساب و العمل لهذا اليوم.....فيعظم من شأن الدنيا وينسى وقوفه بين يدى الله
فكيف يتغلب الانسان على هؤلاء الاعداء حتى يصل الله مرضاة الله ويكون على مراد الله منه؟
النفس لابد وان تحبس بعيدا عن شهواتها ومتطلباتها حتى تربى على اوامر الله وان ترتقى من عالم الشهوات الى مرتبة النفس المطمئنة حتى تكون على ترتيب الله وتكون متعتها و راحتها فى تنفيذ اوامر الله وذلك لن يكون فى البيت حيث الشهوات ولا فى الشارع حيث الفتن ولا فى العمل حيث الصراعات و المناصب واكل العيش ولكن فى اطهر بيئه على وجه الارض......فى بيت الله.....فى المسجد
والهوى يمكن التغالب عليه باتباع سنة النبى عليه افضل الصلاة و التسليم فى كل احوال الحياة فنتعلم كيف كانت عباداته و كيف كانت اخلاقه و كيف كانت معاملاته وكيف كانت عاداته وسنته فى كل شىء وندرس سيرته ونتعرف على كل جوانب شخصيته ونقلده فى كل شىء وبذلك فاننا نتعلم الاتباع والتسليم الخالص لاوامر الله ورسوله والتجرد بعيدا عن الهوى وتحكيم المزاج ونتدرب تدريب عملى على كل ذلك فى المسجد
قال الله تعالى :" وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هى المأوى "
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" كل امتى يدخلون الجنة الا من أبى .....قالوا : ومن يأبى يا رسول الله....قال: من أطاعنى دخل الجنة و من عصانى فقد أبى"
والشيطان......نستطيع ان نتغلب عليه بالصحبة الصالحة
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"عليكم بالجماعة فانما يأكل الذئب من الغنم القاصية"
وقد حرص النبى على تجميع كل من اسلم فى مكه فى دار الارقم بن ابى الارقم الذى كان بحق مدرسة تربى فيها الصحابة وتعلقوا فيها بالله وكان مصنع للرجال مثلما كان المسجد فى المدينة هو المدرسة و مصنع الرجال
والدنيا.......نتغلب عليها بتركها فترة من الوقت والتبتل لله تعالى وتفريغ وقت لله تعالى وان نسمع كثيرا عن الله وعن الآخرة و الحساب فيتعلق القلب بالله تعالى وتصغر الدنيا ونضعها فى حجمها....فحينما يعود الانسان الى عمله و مشاغله الدنيوية فيجد الامور كلها مختلطه فيستطيع ان يأخذ ما يرضى الله و يترك ما يغضب الله ويستطيع ان يوازن بين السعى فى الدنيا بالجوارح وان يكون القلب خالصا لله وطامعا فى جنة الله و حسن ثوابه وذلك لن يكون الا فى المسجد
قال الله تعالى :" بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير و أبقى "
وقال تعالى:" فمن زحزح عن النار و ادخل الجنة فقد فاز* وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور"
وقال النبى صلى الله عليه وسلم:" لو ان الدنيا تساوى عند الله جناح بعوضة ماسقى الكافر منها شربة ماء "
فى المسجد نستطيع ان نسمع عن عظمة الله تعالى وقدرته ونعمه علينا التى لاتعد ولا تحصى وان نتأمل مظاهر قدرته فى الكون و فى انفسنا وان نتعلم اليقين فى الله والثقة بالله والتوكل على الله وان النافع و الضار هو الله وان الرزق بيد الله وان كل شىء فى الدنيا من خزائن الله و ينزله بقدر فهو الغنى......فيتعلق القلب بالله وليس بالاسباب لان الله تعالى هو الفاعل والاسباب ما هى الا ادوات.....ولذلك فاننا نتعلم التوازن بين الاخذ بالاسباب وبين اليقين ان كل شىء بيد الله القادر على كل شىء..........
ونتعلم كيف يكون العمل خالصا لوجه الله فهذا من اهم اسباب قبول العمل ان يكون خالصا لله لاتشوبه شائبه ولانشرك فيه شيئا من رياء او هوى وان نصحح النية دائما لله......لان الله تعالى لايقبل اى شريك فى العمل........فلابد وان نعطى نية لله لاى عمل نعمله سواء كان عبادة او اى عمل دنيوى.....فنحول العادة الى عبادة.......فنؤجر من الله ونحتسب الاجر فى كل شىء......وذلك يسمى عبادة الاحتساب...........فمثلا الانسان يعيش بمعدل ستين او سبعين سنة يقضى منها حوالى عشرون عاما نائما فاذا أعطى الانسان نية لله قبل نومه انه ينام ليتقوى على طاعة الله وعبادته وعلى اعباء الحياة وان ينام على السنة ويقول اذكار النوم فان نومه يكون فى ميزان حسناته والا سيضيع هباء وتصبح عشرون عاما من عمره ضائعه.....وقس على ذلك اذا اعطى نيه فى عمله وتربية اولاده واعمال الخير و غيرها......فكم من الناس عملوا الاعمال العظيمة ولكن لم يعطوا نية لله فضاعت وكانت هباءا منثورا......فاصبحت مثل مظروف فيه عشرة الآف جنيه مرسل بلا عنوان فهل سيصل؟
ان الله تعالى أغنى الشركاء عن الشرك والعمل الذى يشرك فيه أحد مع الله فانه بالطبع يحبط و يرد الى صاحبه.......مثل دعاء اصحاب الاضرحه و الاولياء و الطواف و التبرك بقبورهم وغيرها من الاعمال الشركيه فلابد للعمل ان يكون خالصا لله مائه بالمائه
قال الله تعالى :" قل أمر ربى بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون "
وقال تعالى :" وان المساجد لله فلاتدعوا مع الله احدا "
وفى المسجد نتعلم حسن اتباع النبى ونعرف تضحياته ومع الصحابه الكرام بالانفس و الاموال و الاوقات و الاهل ونتعرف على حياتهم لنقتدى بهم ونتدرب على ذلك تدريبا عمليا
بالطبع سيقف ويرى ما هذا الصوت وغالبا اذا كان هناك عيبا فسيقوم فورا بالتوجه الى أقرب ورشة لاصلاح هذا العيب..........
نفس الشىء بالنسبة لقلب المؤمن فاذا أحس المؤمن بتناقص الايمان وان الدنيا والشهوات و الغفلة بدأت تطمس على القلب وبدأ تعلق القلب بالله يقل ويتناقص فلابد من وقفه جادة مع النفس لاصلاح هذا القلب الذى بدأت الامراض والآفات تصيبه وان يتجه الى ورشة اصلاح القلب الا وهى المسجد بيت الله ومع الصحبة الصالحة...........
فالصحبة الصالحة جعلها الله تعالى سببا فى ثبات الطاعة و القرب من الله وتعين على الشيطان تؤلف بين القلوب ولذلك دائما تأتى أوامر الله تعالى بصيغة الجماعة كما ان كل عباداتنا تقام فى جماعة و فى آن واحد سواء الصلاة او الصيام او الحج
وقد اوصى الله تعالى بالتزام الصحبة الصالحة و البعد عن صحبة السوء
فقال تعالى :" واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشى يريدون وجهه * ولاتعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا * ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه وكان أمره فرطا "
فهذه الآية جامعه لكثير من المعانى منها ...الصحبة الصالحة...وذكر الله....والاخلاص لوجه الله......وزينة الدنيا الفانية.....والغافلين عن الله......واتباع الهوى و صحبة السوء
وقال تعالى :" الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين "
وقال تعالى :" ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا * ياويلتاه ليتنى لم اتخذ فلانا خليلا * لقد أضلنى عن الذكر بعد اذ جائنى وكان الشيطان للانسان خذولا "
فأحيانا يكون الانسان فى بداية طريق الهداية و الايمان فتجد من يحبطه و يريد ان يبعده عن طريق الله من اصحاب السوء
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل "
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" مثل الجليس الصالح و جليس السوء كمثل حامل المسك و نافخ الكير فحامل المسك اما ان تبتاع منه او تشم منه رائحه طيبه ونافخ الكير اما ان يحرق ثيابك او ان تشم منه رائحه خبيثه "
ولنتذكر جميعا ان اصحاب الكهف كانوا صحبة صالحة وتحدوا بلدة و ملك و اعوان
أحبائى الكرام ان القلب هو محل نظر الله يوم لاينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم وهو المضغة التى اذا صلحت صلح الجسد كله و اذا فسدت فسد الجسد كله و القلب هو الذى سيجيب على سؤال الملكين فى القبر و القلب هو محل التقوى كما أشار النبى عليه افضل الصلاة و التسليم الى قلبه و قال :"التقوى هاهنا".......فعلينا ان نعرف هل القلب معلق بالله تعالى ام معلق بالدنيا و الشهوات؟
ان لكل انسان أربعة أعداء هم النفس و الهوى و الشيطان والدنيا
النفس........ دائما تتبع الشهوات وهى كالفرس الهائج الذى يريد ان يرمح فى اى اتجاه فاذا لم يلجمها الانسان ويوجهها لطاعة الله و اوامره فستقود الانسان للشهوات و البعد عن طريق الله.....ولذلك فان احكام الله و اوامره دائما ثقيلة على النفس و عكس رغبة النفس فى الانطلاق الى عالم الشهوات ولذلك لابد من التدريب الجاد على الارتقاء بالنفس من مرحلة النفس الامارة بالسوء الى النفس اللوامة الى النفس المطمئنة التى يكون رغبتها و متعتها تبعا لاوامر الله سبحانه و تعالى
والهوى........ هو ان يعبد الانسان الله....ليس على مراد الله و لكن تبعا لهواه و مزاجه وما يوافق عقله و ان ضل وليس كما يرضى الله....فيزين لنفسه ما يفعل ويبرر اخطاؤه ولايواجه ذنوبه انما يوجد لنفسه الاعذار والمبررات حتى يزين لنفسه ويبيح لها ان يعبد الله على هواه وكما يرى هو وليس كما يرضى الله تعالى
والشيطان......... يوسوس للانسان ويريد ان يوقعه فى اى معصيه او ذنب او كبيرة فيريد ان يوقع الانسان فيما يغضب الله باى طريقه ويزين له المعاصى والآثام والكبائر والحقد و الحسد و قطع الرحم وغيرها من المعاصى حتى يبعده عن الصراط المستقيم ويدخله جهنم معه باى وسيلة
والدنيا.........حينما تكبر فى عين الانسان وتتملك من قلبه ينسى لقاء ربه وينسى يوم الحساب فتكون الدنيا هى همه وشغله الشاغل فيغفل عن الله فيكون من الهالكين.....والدنيا ربما تكون فى حب المال وربما تكون فى فتنة المنصب او زوجة او اولاد او مشكلات او ابتلاءات او غيرها......فاذا لم يفهم الانسان مراد الله ويضع كل شىء فى حجمه الصحيح فقد تكون كل هذا سببا فى بعد الانسان ونسيانه يوم الحساب و العمل لهذا اليوم.....فيعظم من شأن الدنيا وينسى وقوفه بين يدى الله
فكيف يتغلب الانسان على هؤلاء الاعداء حتى يصل الله مرضاة الله ويكون على مراد الله منه؟
النفس لابد وان تحبس بعيدا عن شهواتها ومتطلباتها حتى تربى على اوامر الله وان ترتقى من عالم الشهوات الى مرتبة النفس المطمئنة حتى تكون على ترتيب الله وتكون متعتها و راحتها فى تنفيذ اوامر الله وذلك لن يكون فى البيت حيث الشهوات ولا فى الشارع حيث الفتن ولا فى العمل حيث الصراعات و المناصب واكل العيش ولكن فى اطهر بيئه على وجه الارض......فى بيت الله.....فى المسجد
والهوى يمكن التغالب عليه باتباع سنة النبى عليه افضل الصلاة و التسليم فى كل احوال الحياة فنتعلم كيف كانت عباداته و كيف كانت اخلاقه و كيف كانت معاملاته وكيف كانت عاداته وسنته فى كل شىء وندرس سيرته ونتعرف على كل جوانب شخصيته ونقلده فى كل شىء وبذلك فاننا نتعلم الاتباع والتسليم الخالص لاوامر الله ورسوله والتجرد بعيدا عن الهوى وتحكيم المزاج ونتدرب تدريب عملى على كل ذلك فى المسجد
قال الله تعالى :" وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هى المأوى "
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" كل امتى يدخلون الجنة الا من أبى .....قالوا : ومن يأبى يا رسول الله....قال: من أطاعنى دخل الجنة و من عصانى فقد أبى"
والشيطان......نستطيع ان نتغلب عليه بالصحبة الصالحة
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"عليكم بالجماعة فانما يأكل الذئب من الغنم القاصية"
وقد حرص النبى على تجميع كل من اسلم فى مكه فى دار الارقم بن ابى الارقم الذى كان بحق مدرسة تربى فيها الصحابة وتعلقوا فيها بالله وكان مصنع للرجال مثلما كان المسجد فى المدينة هو المدرسة و مصنع الرجال
والدنيا.......نتغلب عليها بتركها فترة من الوقت والتبتل لله تعالى وتفريغ وقت لله تعالى وان نسمع كثيرا عن الله وعن الآخرة و الحساب فيتعلق القلب بالله تعالى وتصغر الدنيا ونضعها فى حجمها....فحينما يعود الانسان الى عمله و مشاغله الدنيوية فيجد الامور كلها مختلطه فيستطيع ان يأخذ ما يرضى الله و يترك ما يغضب الله ويستطيع ان يوازن بين السعى فى الدنيا بالجوارح وان يكون القلب خالصا لله وطامعا فى جنة الله و حسن ثوابه وذلك لن يكون الا فى المسجد
قال الله تعالى :" بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير و أبقى "
وقال تعالى:" فمن زحزح عن النار و ادخل الجنة فقد فاز* وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور"
وقال النبى صلى الله عليه وسلم:" لو ان الدنيا تساوى عند الله جناح بعوضة ماسقى الكافر منها شربة ماء "
فى المسجد نستطيع ان نسمع عن عظمة الله تعالى وقدرته ونعمه علينا التى لاتعد ولا تحصى وان نتأمل مظاهر قدرته فى الكون و فى انفسنا وان نتعلم اليقين فى الله والثقة بالله والتوكل على الله وان النافع و الضار هو الله وان الرزق بيد الله وان كل شىء فى الدنيا من خزائن الله و ينزله بقدر فهو الغنى......فيتعلق القلب بالله وليس بالاسباب لان الله تعالى هو الفاعل والاسباب ما هى الا ادوات.....ولذلك فاننا نتعلم التوازن بين الاخذ بالاسباب وبين اليقين ان كل شىء بيد الله القادر على كل شىء..........
ونتعلم كيف يكون العمل خالصا لوجه الله فهذا من اهم اسباب قبول العمل ان يكون خالصا لله لاتشوبه شائبه ولانشرك فيه شيئا من رياء او هوى وان نصحح النية دائما لله......لان الله تعالى لايقبل اى شريك فى العمل........فلابد وان نعطى نية لله لاى عمل نعمله سواء كان عبادة او اى عمل دنيوى.....فنحول العادة الى عبادة.......فنؤجر من الله ونحتسب الاجر فى كل شىء......وذلك يسمى عبادة الاحتساب...........فمثلا الانسان يعيش بمعدل ستين او سبعين سنة يقضى منها حوالى عشرون عاما نائما فاذا أعطى الانسان نية لله قبل نومه انه ينام ليتقوى على طاعة الله وعبادته وعلى اعباء الحياة وان ينام على السنة ويقول اذكار النوم فان نومه يكون فى ميزان حسناته والا سيضيع هباء وتصبح عشرون عاما من عمره ضائعه.....وقس على ذلك اذا اعطى نيه فى عمله وتربية اولاده واعمال الخير و غيرها......فكم من الناس عملوا الاعمال العظيمة ولكن لم يعطوا نية لله فضاعت وكانت هباءا منثورا......فاصبحت مثل مظروف فيه عشرة الآف جنيه مرسل بلا عنوان فهل سيصل؟
ان الله تعالى أغنى الشركاء عن الشرك والعمل الذى يشرك فيه أحد مع الله فانه بالطبع يحبط و يرد الى صاحبه.......مثل دعاء اصحاب الاضرحه و الاولياء و الطواف و التبرك بقبورهم وغيرها من الاعمال الشركيه فلابد للعمل ان يكون خالصا لله مائه بالمائه
قال الله تعالى :" قل أمر ربى بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون "
وقال تعالى :" وان المساجد لله فلاتدعوا مع الله احدا "
وفى المسجد نتعلم حسن اتباع النبى ونعرف تضحياته ومع الصحابه الكرام بالانفس و الاموال و الاوقات و الاهل ونتعرف على حياتهم لنقتدى بهم ونتدرب على ذلك تدريبا عمليا