اسم جديد ليثرب:
سكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة، وكانت تعرف عند العرب بيثرب، ولم يرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الاسم، وكأنه لمح فيه معنى التثريب - وهو اللوم والتوبيخ - فغير اسمها وسماها المدينة.
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون يثرب وهي المدينة، تنفي الناس، كما ينفي الكير خبث الحديد".
والمعروف عند المؤرخين المسلمين أن يثرب ليس اسما للمدينة، وإنما هو اسم لقرية كانت تقع في الشمال الشرقي لجبل سلع بينه وبين وادي قناة، وهي المنطقة التي كان يسكنها جماعات من العرب العماليق قبل مجيء اليهود.
يقول السمهودي: "ونزل جمهورهم - أي اليهود - بمكان يقال له يثرب بمجتمع الأسيال مما يلي زغابة"(4) .
ويقول ابن النجار: "يثرب اسم أرض، ومدينة النبي صلى الله عليه وسلم في ناحية منها"(5) ويروي عن ابن زبالة أنه قال: "لو كانت يثرب أم قرى المدينة ما بين طرف قناة إلى طرف الجرف، وما بين المال الذي يقال له البرناوي إلى زبالة"(6) .
ولعل إطلاق اسم يثرب على المدينة تغليبا للاسم ؛ لأنه كان اسم أكبر قرية في المنطقة كما نقل ابن زبالة.
والذي يظهر لي أن اسم المدينة ليس اسما جديدا على يثرب، وإنما هو اسم أطلق عليها من قديم الزمان، يقول الدكتور جواد علي: "وعرفت بالمدينة كذلك من كلمة (مدينتا) الإرمية التي تعني (مدينة) في عربيتنا"، ثم يقول: "ويظهر أنها عرفت بمدينة يثرب، على نحو ما وجدنا في كتاب (اصطيفان البيزنطي) ثم اختصرت فقيل لها (مدينتا) أي (المدينة) ولما نزل بها الرسول عرفت بمدينة الرسول في الإسلام"(7).
ويزعم صاحب الرحلة الحجازية أن اسم يثرب تحريف عن الاسم المصري القديم (أثربيس) كما أن (طيبة) أطلق على المدينة نقلا عن طيبة المصرية، والذي دعاه إلى ذلك هو اعتقاده بأن اليهود هم الذين أطلقوا عليها الاسمين، وهم نقلوهما من مصر عند خروجهم منها في زمن موسى عليه السلام.
والتحقيق الذي ذكرته لاسم يثرب يتعارض مع ذلك، لأن اليهود قدموا الحجاز والبلدة معروفة باسم يثرب، كما أن اسم طيبة لم يعرف إلا بعد تسمية الرسول لها بذلك الاسم، ولهذا لم يطلق اسم طيبة عليها في المصادر القديمة التي ذكرتها قبل الهجرة.
وحيث ثبت بالتحقيق العلمي أن البلدة عرفت من قديم الزمان باسم يثرب، كما عرفت باسم المدينة فيما نقله الدكتور جواد عن اصطيفان البيزنطي فإن معنى هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم يكون قد نهى عن تسميتها يثرب لما فيه من معنى التوبيخ واللوم، وأقر تسميتها المدينة على ما كانت عليه، وزاد على ذلك فسمى سكانها الأنصار، وسماها طيبة وطابة (8) .
سكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة، وكانت تعرف عند العرب بيثرب، ولم يرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الاسم، وكأنه لمح فيه معنى التثريب - وهو اللوم والتوبيخ - فغير اسمها وسماها المدينة.
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون يثرب وهي المدينة، تنفي الناس، كما ينفي الكير خبث الحديد".
والمعروف عند المؤرخين المسلمين أن يثرب ليس اسما للمدينة، وإنما هو اسم لقرية كانت تقع في الشمال الشرقي لجبل سلع بينه وبين وادي قناة، وهي المنطقة التي كان يسكنها جماعات من العرب العماليق قبل مجيء اليهود.
يقول السمهودي: "ونزل جمهورهم - أي اليهود - بمكان يقال له يثرب بمجتمع الأسيال مما يلي زغابة"(4) .
ويقول ابن النجار: "يثرب اسم أرض، ومدينة النبي صلى الله عليه وسلم في ناحية منها"(5) ويروي عن ابن زبالة أنه قال: "لو كانت يثرب أم قرى المدينة ما بين طرف قناة إلى طرف الجرف، وما بين المال الذي يقال له البرناوي إلى زبالة"(6) .
ولعل إطلاق اسم يثرب على المدينة تغليبا للاسم ؛ لأنه كان اسم أكبر قرية في المنطقة كما نقل ابن زبالة.
والذي يظهر لي أن اسم المدينة ليس اسما جديدا على يثرب، وإنما هو اسم أطلق عليها من قديم الزمان، يقول الدكتور جواد علي: "وعرفت بالمدينة كذلك من كلمة (مدينتا) الإرمية التي تعني (مدينة) في عربيتنا"، ثم يقول: "ويظهر أنها عرفت بمدينة يثرب، على نحو ما وجدنا في كتاب (اصطيفان البيزنطي) ثم اختصرت فقيل لها (مدينتا) أي (المدينة) ولما نزل بها الرسول عرفت بمدينة الرسول في الإسلام"(7).
ويزعم صاحب الرحلة الحجازية أن اسم يثرب تحريف عن الاسم المصري القديم (أثربيس) كما أن (طيبة) أطلق على المدينة نقلا عن طيبة المصرية، والذي دعاه إلى ذلك هو اعتقاده بأن اليهود هم الذين أطلقوا عليها الاسمين، وهم نقلوهما من مصر عند خروجهم منها في زمن موسى عليه السلام.
والتحقيق الذي ذكرته لاسم يثرب يتعارض مع ذلك، لأن اليهود قدموا الحجاز والبلدة معروفة باسم يثرب، كما أن اسم طيبة لم يعرف إلا بعد تسمية الرسول لها بذلك الاسم، ولهذا لم يطلق اسم طيبة عليها في المصادر القديمة التي ذكرتها قبل الهجرة.
وحيث ثبت بالتحقيق العلمي أن البلدة عرفت من قديم الزمان باسم يثرب، كما عرفت باسم المدينة فيما نقله الدكتور جواد عن اصطيفان البيزنطي فإن معنى هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم يكون قد نهى عن تسميتها يثرب لما فيه من معنى التوبيخ واللوم، وأقر تسميتها المدينة على ما كانت عليه، وزاد على ذلك فسمى سكانها الأنصار، وسماها طيبة وطابة (8) .